ما حاجة اللغة للعطر
عبد الوهاب الملوح
فَاتِحًا ذِرَاعَيْهِ عِنْدَ الجِسرِ
بِهَواجِسِه يُسْعِفُ الْكَلاَم مِنْ إغْماءَاتهِ
مَا حَاجَةُ اللَّغَة لِلْعِطْرِ وأَحْمَر الشِّفاه
مَاحَاجَةُ النَّشِيدِ لِحَمَاسِ الكورس
ِسَيَتَوَقَّفُ الدُّوري عَنِ الغِنَاء
يَحُطُّ على كَتِفِ الفرَاغِ ؛ يقَلِّلُ مِن مَلَلِ الهواءِ
فِي الأثْنَاء
ثمة طِفْلٌ يَلْبَسُ قَمْيصا من ضَبَابٍ غَطَس فِي النَهْر ؛ يَغْرَقُ فِي ضِحْكَتِه
أَلْقَت شَجَرَة الأكاسيا ظِلاَلها لِنَجْدَته
دُونَ جَدْوى
فاحْتَفَل الصَّمْتُ شَمَاتَةً في الْمَعْنى وَهْو يَتَسَكَّعُ شَحَّاذًا يَشْتُمُ اليَقِينًَ
مُنْذُ حِينٍ قَدِم مِن جِهَةِ النسْيَان أَغْرَابٌ
جلَسوا عِنْد الجِسرِ وانشغَلُوا بإعْدادِ أنطولوجيا للصَمْتِ وَهْو يُسْعِف الكلام
قَبْلَ أن
يَتَنَكَّر لوتريامون لمالدورور
قَبْل أَن
يَهْرَمَ الهواءُ
قَبْلَ أَن
تُفكر فيرجينيا وولف في الانتحَارِ
قَبْل أن
يَتَآمر السَّاسَةُ عَلَى الشُّعَرَاءِ
قَبْلَ أَنْ تُنْجِزَ الْخُطْوَةُ حَتْفَهَا
هي خُطْوَةٌ
تَصْعَدُ الْوَقْتَ عَموديا
خُطْوَةٌ أُخْرَى تَكْسِرُ الْبَوصلةَ وَتَنْجُو من ميتافيزيقا الوُصُول
لَن يَهْدَاَ الصَّمْتُ الآن وَهو يُفَاوض هَواجِس الفراغ بِشأْن حُزن الموسيقى
وَهْو
يُعَدِّدُ التَّأْويلاتِ حَول خطوة لن تكتمل
وهو
يُعِدُّ مَكَائد للسراب
أَفْهَمُ أَن تَكُون غَامِضًا ومَشْبُوهًا
أَيُّها الصَّمْت ُ
أفهَم أن تكون مريبا
كبَدَوِيٍ يَحْمِلُ أَقْفَاص دَجَاج بََرِّي وَيَدْخُل عَلى وَجْه الخَطَإ مَطَار أورلي صباحا
وَلكنها خُطوة لابُدَّ منها لأكبُرَ
قََالَ طِفْلٌ صَغِيرٌ
قال شاَعِرٌ مُسِنٌّ وَاقِفٌ عِنْد الجِسْر
خُطْوَةٌ أُخْرى تُؤكِّدُ إِنِّي مازلت صَغيرا