كامل الشيرازي من الجزائر: انتهى المخرج السينمائي الجزائري quot;علي موزاويquot; من فيلمه الوثائقي الجديد quot;مولود فرعونquot; (52 دقيقة) الذي يتناول سيرة الأديب الجزائري الرحل مولود فرعون (1913 - 1962)، وأوضح موزاوي وهو كاتب السيناريو أيضا أنّ عمله حول quot;مولود فرعونquot; سيكون متوفرا قريبا في دور العرض مباشرة بعد العرض العالمي الأول المقرر بباريس قبل نهاية الشهر الجاري. ويهدف الفيلم الذي طال انتظاره إلى فهم شخصية فرعون وأعماله الروائية الشهيرة وأبرزها quot;ابن الفقيرquot; التي بدأ كتابتها مع اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939)، اليوميات (1946)، الأرض والدم (1953)، الأيام في منطقة القبائل (1954)، الدروب الوعرة ((1957، قصائد الشاعر سي محند (1960)، وكذلك quot;عيد الميلادquot; (1972) التي نُشرت بعد عشر سنوات من رحيله. ويقول موزاوي في مقابلة خاصة بـquot;إيلافquot;، إنّه ينتظر الكثير من هذا الفيلم الوثائقي الذي يستعرض مسار مولود فرعون المُغتال منذ 48 عاما من لدن نشطاء منظمة الجيش السري الفرنسية المتطرفة في 15 مارس/آذار 1962، علما أنّ المخرج أنفق ما لا يقل عن السنتين في إعداد العمل، وتجميع كل ما دوّن حول فرعون.
وبشأن طبيعة النسق الذي سيحمله الفيلم، أشار موزاوي إلى اعتماده مزاوجة بين حميمية السرد وجمالية المضمون بغرض الغوص في ذاتوية فرعون وما تحفل به شخصيته من تفاصيل كثيرة ظلت مجهولة.
ويضيف المخرج الجزائري المخضرم أنّه تمكّن من خلال مقاربته لأبعاد ثلاثة: quot;فرعون الطفل،ـ فرعون المربي وفرعون المثقفquot;، من تحديد جوانب رجل معقد جعلته الأحداث المؤلمة يهتم ويحس بكل الجروح، ويلاحظ المخرج أنّ فرعون ظلّ في الذاكرة الجمعية ذاك الرجل/الرمز الذي حمل كل الأصداء المؤلمة وكل الصرخات وكل المأساة الجزائرية بكل تعقيدها. وأخرج علي موزاوي في السابق فيلمه الطويل quot;ميمزرانquot; (المرأة ذات الظفائر) الذي تحصل على جائزة مهرجان الفيلم الأمازيغي بالجزائر ومهرجان السينما لأغادير سنة 2009.
وسبق لنقاد جزائريون، أن أجمعوا على تصنيف رواية quot;نجل الفقيرquot; لمولود فرعون، كأهم رواية وطنية في الجزائر، وقال الدكتور أمين الزاوي، أنّ العمل الذي أبدعه فرعون العام 1960، وحظي بالنشر بعد نصف قرن، يعتبر باكورة روائية استثنائية جرى توشيتها بأسلوب بسيط يعكس العمق الإنساني الكبير لفرعون الذي ترجمت أعماله إلى العربية والألمانية والإنجليزية والروسية.
وتناول فرعون في روايته quot;نجل الفقيرquot; سياق الشد والجذب بين الجزائر وفرنسا، أين ظهر الأديب الجزائري الرحل كمثقف متذمر من ممارسات المحتل الفرنسي القديم وقيام الادارة الكولونيالية بإدارة ظهرها للسكان الأصليين، ما زاد من حتمية تجسيد مطلب الاستقلال.
وتدور أحداث رواية quot;نجل الفقيرquot; عقب نهاية quot;معركة الجزائرquot; الشهيرة شتاء 1957، وبطلها مدير مدرسة جزائري غادر الريف ليستقر في الجزائر العاصمة حيث عُيّن هناك مديرا لمدرسة بحي شعبي، ويتعرف لاحقا على مُدرّسة فرنسية تدعى فرانسواز، لتتشعب الرواية في سياقات غير منتهية عن الهوية المقموعة والأنا المستقل والاستيلاب الاستعماري.
ويذهب الناقد الجزائري quot;محمد الأخضر معقالquot; إلى أنّ رواية quot;نجل الفقيرquot; انطوت على حساسية خاصة، تبعا لكون العمل تعرّض البعد المرتبط بالهوية على أساس هويات متعددة وليس بناءا على هوية واحدة، وهو ما أثار الكثير من اللّغط في أوساط عرّابي ثورة التحرير الجزائرية