النص الادبي: د احمد عكاشة احمد فضل اللة
صياغة النص الشعري: محسن السراج
مقدمة
هذا جهد متواضع يهتم بمعالجة قضايا الجمال الانثوي والحب وفقا ً لتجارب تشكيلية وشعرية في أدب وفن الاراضي المنخفضة، خاصة هولندا والفلاندرز.
وقد استعرض تشكيل وشعر أنجز تحت تأثير النهضة الإيطالية والحركة الرومانسية في الشعر الأنجليزي (القرن ال 19) والحداثة الشعرية في الأراضي المنخفضة (1889_1940) الرمزية والإنطباعية والتعبيرية والمنهج الحيوي. لكل مجازه ورمزياته على نحو بين إختلاف المعتقدات والأفكار والمشاعر والميول بشأن جمال الانثى وقضايا الحب. وقد أولينا أثناء القيام بهذا البحث إهتماما ً بشأ ن الجمال والحب، وأولينا إهتماما ً للأ فكار الجندرية المحكومة بالميول الثقافية للشاعر أو الرسام culturally relative gender ideas
_ مختلف الرغبات الذاتية والحسية للتشكيليين والشعراء The different psycho-sexual- and emotional desires
_ القواعد الجندرية السائده آنذاك والتي حكمت متطلباتهم الشخصية عند النظم أو التلوين واستخدمت كإطار يسهّل الأستعراض التأريخي للتشكيل والشعر الفلمنكي والهولندي.راجين أن يكون عند حسن ظن القاريء
المخلصان احمد عكاشة فضل اللة و محسن السراج
لأجل فهم الطبقات الجيولوجية، طبقات الصور التي تمثل المناظر الطبيعية، من الضرورة التوحيد بين تطاول
إرتفاع الجبال والتلال وتلافيف جسد المرأة......
Paul Cezanne
تمهيد 1
موضوعنا ليس هو الشعر العاطفي love poetry أو التصوير الزيتي painting، كذلك لانعنى بأمور العشق أو مشكلات الجمال الأنثوي أو السؤال حول أوضاع المرأة، إنما نعنى بهيام الشعراء والرسامين الفلمنشيين والهولندييين بجمال نساء عدوهن َّ في غاية الجمال وروعة الجسد واذا وجدت معشوقة رائعة الحسن، فإنها تبعث الهيام والوجد في قلب الشاعر والفنان، إن ماشغلنا في الدرجة الاولى هو المقدره الفائقة على العشق والهيام واستلهامهما لدى الشعراء والرسامين.
يا لهذا من استنتاج حول تباريح الهوى و نزعات العشق؟
ياترى كم لونت الوقائع الاساسية لحياة هذا الشاعر أو ذاك أو حياة هذا الرسام التشكيلي أو ذاك، الوقائع التي جذبت كل واحد منهم الى شباك الغرام، وأن يعشق على هذا النحو الجارف؟
تشكل هذة التساؤلات موضوعات هذا البحث القصير حول الجودة الفائقة والروعة المتناهية لإبداع شعراء ورسامين فلمنشيين وهولندييين:ترى ماسر كل هذة الروعة في ترانيم الولة التي نظموها واللوحات التي لونوها، كما سيتضح لاحقا ً
لكل متأمل في أمورهم، ثمة عناصر تجمع بين هؤلاء المبدعين وشمل هذا:-
_ إن كل واحد منهم سواء أكان ناظما ً أو رساما ً أفتتن بإمراة وهام بحبها على نحو يفوق سائر العاشقين.وفي العادة تكون المحبوبة شابة على قدر كبير من الجمال والرواء وإمتلاء محكم لجسدها (يستثنى من هذة الحالة عشق فان خوخ للمومس التي عشق فيها الانسانية).
_ يكون العشق المتأجج مفيدا ً للشعر أو للرسم الزيتي لأنة يدل بوضوح تام على صلابة العزم والتصميم والصدق والتألق والتوهج المصاحب للحب والعشق النبيلين، وعلى صدق انسانية المبدع الفلمنشي أو الهولندي العاشق أكان شاعرا ً أو رساما ً.
_ تمكن سيرة كل شاعر أو رسام من تصفح (تقليب صفحات) سجل الهيام والإبداع الشعري والفني ومايحتويانة من حنو وحنين وتوق للمحبوبة.
ولا يتفرد الشعراء والرسامون بالتطلع الى عشق المرأة الفاتنة وحب روعة الجسد الأنثوي، فقد كان الحب الأمثل ورمز الجمال الانثوي فكرة ً تستحوذ على الناس في أجزاء متعددة من اوربا الغربية، واستحوذت أيضا على الالباب في سائر انحاء العالم المتأثرة بحضارة الغرب الصناعي.إن فكرة الجمال والحب وروعة الانثى
هي الموضوع الرئيسي في موسيقا البوب المعاصرة، وفي الرسم والتلوين والتصوير الضوئي والرقمي ومؤخراً
في الدعاية والإعلان. وكانت قصبة السبق عائدة ً للشعراء والرسامين الهولنديين والفلمنشيين الذين حبذوا الهشاشة وسهولة الإنقياد أزاء الحب والجمال وروعة الجسد في جميع مواقفة ومقاماتة، كذلك قدروا على إقامة علاقة بين كافة الاشكال التي يشتملها الرسم على نحو معقد للغاية وقد يصعب تحليلة ويشار الى نهجهم هذا ب surging and intricate composition وقد ميز هذا النهج لوحات نادرة لامثيل لها رسمها Rubens وRembrandt و Jan Lievens، وغيرهم.
وخلال القرون التي إنصرمت طرأت متغيرات كثيرة على الاعتقاد الزائف أو الاسطورة حول فكرة (المرأة التي هي رمز للجمال الباهر) والمرأة المثالية _أي ذات المواصفات والقيم الرائعة Ideal woman، ideal of beauty. فقد جندت الاجساد البدينة والممتلئة عند الفخذين voluptous and corpulence
. وإنتهى المطاف الى تحبيذ الاجساد النحيلة، حقا ً كانت إعتبارات الجمال الانثوي تحكمها قواعد الذكورية والأبوية وقد شذ َّ عن هذ ه القاعدة الرسام الفلمنشي Peter Paul Rubens والذي يعد من الرسامين القلائل الذين حلموا بجمال الانثى ليس من منطلق فكر الرجل بل من منظور الجمال ذاتة وقياسا ً على ماسبق أن أنجز من لوحات فنية في العهود التي مضت مثل لوحة Titian، Toilet of Venus.
الحب والجمال الانثوي في اللوحات الفلمنكية والهولندية:- 2
عد َّ Thomas Cravenمؤلف كتاب Men of Art الفنان Rubens أمهر وأدق وأورع من رسم النساء العاريات، وأورد هذا الكاتب كأمثلة Vensus in Judgement والسيده التي حوتها لوحة
Three Graces of Madrid. وأضاف أن هذة السيدة قد رسمت على وجة رائع: عيناها الزرقاوتان وشعرها الذهبي وأنفها المستقيم وشفتاها الممتلئتان وقوامها الممتليء الذي فتن بة كل رسام على عهد Rubens، وهو القوام عينة الذي لاترغبة المرأة المعاصرة إذ تجوع بإتباع الحمية وتضيق الحزام حول الخصر طمعاً في النحافة التي تحبذ في عصر ال Mediaو Pop music والإعلان.
عشق الرسامون الفلمنشيون والهولنديون العري كحقيقة معنوية organic fact وقبلوه كتحدي بدون أن يرهبوه أو ينبهروا به وهم لم يعنوا بالافتضاحية أو نزعة إظهار العورات، الاظهارية Exhibitionism
وينطبق هذ القول على Peter Paul Rubens (1577_1640) وهو رسام باروكي وال Baroque هو الرسم المتسم باسلوب التعبير الفني، ساد إبان الفتره منذ نهاية القرن ال 16 الى بدايات القرن 18 وتميز على الجملة بدقة الزخرفة وغرابتها (في فن العماره) والتعقيد والصور المرسومه على نحو مفرط (في الرسم) ويعتبر Rubens رسام باروكي كثير الانتاج ويعد مؤسس لأكثر اساليب الفن الباروكي ترفا ً وهو أسلوب يركز على الحركات والألوان والحسية (من شهوات جنسية وفسوق وفجور). وتعددت أنواع الموضوعات التي رسمها: اللوحات التي تعلو المذبح الكنسي والمعادية للإصلاح الكنسي والصور الشخصية والمناظر الطبيعية والموضوعات التأريخية الأسطورية منها أو الرمزية أو الأستعارية أو المجازية الخ.
كذلك قام Rubens برسم لوحات شخصية للملوك والدوقات والملكات والنبيلات والاطفال الى جانب زوجتة واطفاله التسع وأصهاره، ومن أوائل لوحاته العظيمه:صورة زوجته الأولى وعروسته حينذاك
Isabella Brandt، وأوجد ملامح زوجتيه في كافة صور من رسم من نساء سواء ًً أكن من النساء القديسات في المسيحية أو إلهات اسطوريات، ويمكن التعرف على ملامح Isabella في رسم المجدلية في لوحة
Descent from the cross. وأضحت زوجته الثانية Heleneموديله حين رسم كافة الشخصيات العارية، في هذا الصدد يقول (لم يحمر وجهها خجلا ً أو إرتباكا ً حينما تناولت فرشاتي.....) وهكذا بدت Helene مكشوفة ً أمام أنظار العالمين بدون خجل أو ضعف ثقة بنفسها، أنثى عارية _ إلهة من إلهات الشمال، ضخمة وممتلئة البدن _ بدت جليلة وقوية ومعافة:هكذا هي في لوحة ال Fur Coatوهي شبه عارية في Vensus in Judgement of Paris وكانت هذة السيدة موجوده في يسار لوحةThree Graces of Madrid وحينما قام Rubens في عام 1638 برسم لوحة لزوجته الثانية بكل روعتها وجسدها الممتليء تساءل عن جدوى القيود التي تفرضها المجتمعات على عري النساء والارتباك والأنهبار الذي يبدى إزاء الجسد، أوضح أنه لم يعن بحب زوجته فقط بل كان يعشق جسدها في عريه وتموجات لحمه وإمتلائه (بدانته) وجمال البشره، كل هذا حوِّل الى مزيج من الشبق والشهوة والتلهف وتركيب من الاشكال الجسدية والالوان الطبيعية والضوء.
وكان Rubens في الخمسينيات من العمر حينما إقترن ب Helene وعقب زواجه شهد فنه تقد ما ً هائلاً، وأنجبت له أربعة أطفال وألهمت الكثير من أعماله الفنية الخارقه للعاده وشملت هذه الى جانب ماسبق ذكره
The festival of venusus verticordia
Satyrs and Nymphos
Allegory of fertility
وهذ العمل الاخير أوضح حبا ً للحياة ومتعها الى جانب شاعرية الفن في تنوع وتشعب الظلال والعتمات والفوارق بين الألوان والمعاني وفيها نقف على الازواج (رجل وامرأه) يتعاشرون جنسيا ً تحت ظلال الاشجار الوارفه وكيف يفاجيء الساطير (إله من آلهة الغابات عند الأغريق له ذيل)وكان هذا الإله يتميز بولعه الشديد بالقصف المعربد وبإنغما سه في الملذات، وكان قد أدهش بشغفه الشبقات من النساء وأظهر للعيان لقاء Vensus و Odonis.
وإبان حياته لم يبد Rubens الشق الحسي من ذاته أو يعلن عضويته الحسية His sensual physicalnessبل أبرز حميمية الحياة العائلية، وأوضح الرقة واللطف في أعمال فرشاته المتدفقه والرشيقه وهي الفرشاة التي زخرفت بالألوان الساطعه المناظر الطبيعية، وألقت بأجمل الانعكاسات الضوئية على الأنسجة وعلى الجدائل الذهبية وعلى حدقات الأطفال المنعًّمة بالدفيء والبراءة والحنين وأحتفت تلك الفرشاة بجمال المرأة بأكمله..
وعلى عهده كان ضيفا ً دائما ً في كثير من البلاطات الملكية في اوربا وكثير من النبلاء والكنائس وعمل على رسم الموضوعات الفنية والزخارف المتعلقة بهم وفي نفس الوقت استطاع أن يجسد امثلة للجسد الانثوي القوي والرائع والمفعم بالحيوية وحب العيش، وقد حدث هذا إبان أخصب دورات حياته الفنية.:كان يعتقد أن الجسد الإنثوي يمثل:-
_ اسطورة إغرائية Seductive myth
_رمز للخصوبة
_عضوية وطبيعية ممنوحان من عند الخالق
_ الرب خالق الكون
وعبر تصويره للإستمتاع الزائد بالحياة والفتنة الجارفة ولذة العيش _هو ماتبينه صور الإلهات العاريات وحواري البحر ذوات الأجساد الريانة واللحيمة أو الربيله، والفاتنات المغريات (Nymphs) اللائي هن مثيرات ومغريات، عبر هذا التصوير أعاد للأنسان الدور الذي يفترض أن يلعبه في الخلق وهو الدور الذي يمكنه من المشاركة في الواقع المعاش في الطبيعة.
ورغم أن القيود والمحظورات والتي كان مجتمع الفترات الباكرة من القرن ال 16 يفرضها على Rubensإلا أنه تجرأ رسم صور الشهوات الانسانية والاجساد المهيجة والمثيرة للإغراء، وهذة الاجساد تعد من منطلق عهدنا الحالي _عهد ال pop cultureوالاعلان، فعالة وذات تاثير عميق.
لقد ساد الاستبشار بالعري رسوم Rubens وكان يحدث في الحدائق الوارفة وتحت ظلال الجنا ئن المغمورة بالحب والغزل والتودد للحسان وخطب ود هن ًّ وهدوء وصفاء وسكون حسنهن، وبقيت الإثارة المنبعثة عن الجسد الممتليء الارداف والأفخاذ محور الجمال عنده طوال حياته.وفي اللوحة التي رسمت في عام 1631 نشاهد امر أة غجرية تقرأ الحظ (أو الطالع) لأمراة شابة في حين أنشغلت شابة ذهبية الشعر ومستديرة الوجه بمتابعة الامر حيث تواجهت الوجوة المستبشرة في اللوحات التي عنت بامر النساء.
وقبيل أن نتناول لوحات الرسام الهام Johannes Vermeer نعرج في عجالة للأعمال الفنية لJan Steen و Pieter De hoogh، وتكمن أهميتهم البراعة في تشريق (إضاءة) اللوحات والأعتناء بالتفاصيل M a s t r y of light and attention to details.
_Jan Steen (1626_1679) تعلم الرسم على يد الرسام الألماني Nicolaes Knunfer الذي كان يعيش في مدينة أوترخت وكذلك تأثر Steen بنهج الرسام الهولندي Adriaen van Ostade الذي كان رساما ً للمناظر الطبيعية للريف الهولندي. وعاش Jan Steen جل َّ حياته في مدينة ليدن، وقبل أن يستقر بها كان قد تزوج من إبنة رسام المناظر الطبيعية Jan van Gogen القاطن بمدينة لاهاي وعمل الرسامان خمس سنوات معا ً.
كانت الحياة اليومية أهم موضوع لسائر اللوحات التي رسمها Jan Steen غير أنه لم يشح بوجهه عن الموضوعات الاخرى: المشاهد التأريخية والاساطير والموضوعات الدينية وحياة الهدوء والسكينة والمناظر الطبيعية، إشتهرت اللوحات التي هي عبارة عن Portraits للأطفال.
3
الجمال الأنثوي والحب في لوحات فلمنكية وهولندية أخرى:
سوف نستعرض بصورة مختصرة أعمال رسامين آخرين مثل Jan Lievens و Pieter de Hoogh و Jan Steen و Johannes Vermeer وVincent van Gogh. الهدف هو الوقوف على الواقعية التي أكتسبها الفن الفلمنكي والهولندي من أعمال الرسامين الإيطاليين النهضويين مثل Titanو Chicrogcuro و Cara wagigio وكذلك لنقف على الطابع الثقافي الهولندي الفلمنشي فيه أي
(Dutchessin his ouvre).
وقع الأختيار على Jan Lievens لنبدأ بإ ستعراض جهوده الفنية، ومرد هذا تماثل حياته وفنه مع Rubens، كانت هناك تنقلاته من بلاط الى بلاط وعيشه في لندن وأنتيوريب وبرلين: ففي أنتيوريب تعرف عن كثب على لوحات Anthony van Dyck و Peter Paul Ruben، أنضجت هذة التجارب نهجه الفني وحينما استقر بأمستردام اكتسبت أعماله ملامحا ً عالمية وشملت هذه:
_ بعض التقارب أو وجود بعض ملامح النهج الفني ل Titan
_ واقعية لوحاته In his ouvre
وعلى الرغم من رقي نهجه الفني إلا أنه لم يعرف ال Master painter وظل مجهولا ً الى أن أقيم في 26 أبريل 2009 معرضا ً في Milwaukee Art Musuem وحمل إسم A Dutch master Rediscovered وكان Lievens الى حين إقامة هذا المعرض يعد تابعا ً أو تلميذاً لرامبرانت، وبقي هذا الأعتقاد الى حين عرضت ب Malwaukee خمسين لوحة وأربعين رسما ً وعددا ً من ال Prints وحينها تمكن النقاد من الوقوف على حقيقة وعظمة هذا الرسام الهولندي.
لقد عاش Jan Lievens خلال الفتره 1607_1674 وكان ولادته في ليدن حيث ولد معاصره Rembrandt van Rijn من قبله بعام واحد. كما هو حال Rembrandt تتلمذ Lievens على يدPieter Lastman وكان Lievens قد بدأ التدرب على الرسم منذ سن الثامنه وبدأ مشواره الفني في سن الثانية عشرة وأضحى صديقا ًَ ل Rembrandt خلال الفتره 1632_1644.. وعدت تسعة من أربعة عشر عملا ً من أعماله بأنها ذات قيمة فنية عالية، ويوجد في National Gallry of Art بواشنطن ويشمل هذا الزعم لوحة the fenst of Ether وهي اللوحة التي كان النقاد قد أعتبروها أول وأهم عمل ل Rembrandt.
لدى Pieter Lastman تعلم كل من Lievens وRembrandt طريقة إشراق (الالوان الساطعة) اللوحات عبر ال Starting opposition of lights and darks تعارض الأضواء والإعتام وهي طريقة استخدمت في اللوحات الايطالية وعبر الزمن استطاع الرسامان الهولنديان تكرارها وتعديلها والإرتقاء بها الى درجة تماثل عظمة وروعة لوحاتهما.
هنالك واحدة من أجمل لوحات ال Portraitsالتي رسمها Lievens وهي صورة الشاعرة والعالمة الهولندية Anna Maria van schurman (1607_1678) وكانت هذة السيده أول إمراة في التأريخ الهولندي المعاصر _ تلتحق بالدراسة الجامعية وقد ولدت في كولون (المانيا الحالية) وإنتقلت في سن مبكر الى اوتريخت وقد شهد لها إبان حياتها بالعلم والثقافة والإنجاز وقد قامت بحفر الكليشهات والطبع عنها وحفرت على الزجاج.
كانت جل َّ أعمال Lievens تعكس الخصائص الآتية
_ العناية الفائقه بالتفاصيل
_ درجات كارفيجية Caravageeque من الدكانة (غامق الالوان) تدرج اللون والضوء
_ طبع دراماتيكي
وفي لوحات أخرى الى جانب هذه الخصائص أعلاه، كان هناك التركيز البارع والحاذق والجذاب على الحسية (في التعامل مع الجسد) والحميمية والعاطفة إزاء الجمال البشري (خاصة الانثى) ونشير هنا الى اللوحة الرمزية Of the five senses التي رسمت عام 1622 وكان lievens رسمها وهو في عمر ال الخامس عشرة وصورت مجموعة من العربيديين الذين إرتدوا حللاً زاهية ً وإنشغل ماجن منهم بتلمس نهد نصف عار لصبية ٍ، وهنالك ايضا ً لوحة العرافة التي لها خصائص رائعة من حيث التلوين والتوضيحات وعكس الضوءو إنتظام التركيب.
.
يعد Vermeer من أعظمDutch Masters وأمهر ال) Coloristsمن قاموا بالتلوين زيتيا ً) وعلى الرغم من موضوعات لوحاته ذات الشأن المتواضع إلا أنها تجلت بصفاء وسكون عظيمين للغاية وأبانت براعة إنجاز الرسومات وجلالها _وكل هذه ملامح فنيه غير مسبوقه لا يسهل التفوق عليها إذ لم يتيسر لرسام آخر أن رسم أو صور أكثر (الرسوم) الزرقاوات إشراقا ً أو الصفراوات تفتحا ً وتوهجا ً ولم يتمكن رسام مثله من تصوير الرسوم التسلسلية والتي تتداخل فيها الألوان بالألوان بطريقة متناغمة وطيفية متدرجة والتوضيحات اللؤلؤية الفرعية وتعكس جميعا ً الضوء في تكامل فريد ضمن لو حة منتظمة التركيب.
قلّت اعمال Vermeer وبالتالي عدت نادرة ً ويوجد مجموع خمس وثلاثين لوحة من أهمها
_ديانا ورفاقها (1656)
_الفتاة الغارقة في النوم على الطاولة (1657)
_ الضابط والفتاة الضاحكة أو المرحة
_ دروس الموسيقا
_فتاة ذات قرط أذن من اللؤلؤ
وفيما يتعلق بالنساء اللائي عرفهن في الحياة العامة هنالك (1723 _ 1632) Antonie van Leeuwen hoekوهي مكتشفة الكائنات الحيويةMicro-organism كان للجمال الانثوي نصيبه في لوحة الصبية التي تعزف على أوتار القيثار في حضرة مستمع شاب (هذه اللوحة المنجزة في عام 1659) ولوحة لرجلين وإمراة شابة يعزفون الموسيقا على سطيحة ((Terrace وهي اللوحة المنجزة مابين الاعوام 1670_1675 وعكست هاتان اللوحتان الضوء واللون الى جانب روعة النهج الفني لهذا الرسام.
وبالتزامن معSteen كان Pieter de Hoogh (1629_1683) قد إشتهر برسم لوحات المشاهد الداخلية والبراعة في إضاءة اللوحات، وأهم أعمالة هي تلك التي أنجزت بمدينة دلفت خلال الفترة 1655_1660وكان أحب موضوع الى قلبه هو العائلات متوسطة الحال في أجواء منزلية (داخل البيت وداخل أقبية (فضاءات) الدور المشمسة، تم َّ تصوير أولئك النسوة وهن يؤدين الاعمال المنزلية المضاءة في أجواء من الهدوء والطمأنينة لا يكدر صفوها إلا تسلل شعاع الشمس عبر الأبواب أو عبر النوافذ. إعتقد النقاد الفنيون أن De Hoogh هو صاحب الأثر على Vermeer عوضا ً عن النقيض من ذلك (أي تأثره بVermeer). وبذكر ال interiors يأتي دور Johannes Vermeer (1632_1675) وقد قضى حياته القصيره بمدينة دلفت وخلالها لقي بعض الشهرة ومن بعده، أهملت لوحاته وبعض منها أختلط الأمر بشأنها حيث ظن البعض أنها من أعمال رسامين آخرين من القرون التي تلت، واليوم نذكرها لأن مؤرخي الفن التشكيلي يتساءلون عما إذا كان الرجل الشاب الذي يظهر في لوحتين ل Vermeer الاولى المسماة عالم الجغرافيا والأخرى المسماة عالم الفلك (وهو نفس الشخص في اللوحتين) هل يجسد Antonie van Leeuwen hoek فقد كانت من الذكاء والمعرفة والمكانة العلمية الرفيعة بحيث تثير الاهتمام.
وأخيراً عوضا ً عن الاسترسال الى ما لانهاية، نقف عند Vincent van Gogh وهو أكثر الرسامين في العهود الحديثة أصالة ً وجاذبية ً وروعة ً، وقد ولد في عام 1853، وكان والده داعية دينيا ً وترك هذا أثرا ً للمسيحية في نفس الرسام، غير أن معتقده كان دائما ً ذاتيا ً (فردانيا ً) ومتطور ا ً Personable and articulate. قبيل إمتهان الرسم جر َّب أن يكون ناشطا ً إنجيليا ً إبان تواجده في لندن 1869حيث عمل مع تجار التحف الفنية Goupils الذين يقوم مركزهم الرئيسي بباريس. ومن أهم أحداث هذة الفترة هي أختيار لندن الهامشية و هيامه بإبنة صاحب الدار التي استأ جرها Ursula وعلى الرغم من سعيه لنيل رضا و حب المر أة وشغفة الزائد بها إلا انها قابلته بقسوة و فظاظة و سخرية الى أن إنتقل الى باريس، وأهم تطور حدث أيام تواجده في لندن هو بداياته في الرسم وكانت محاولة غير متقنة وبسيطه وعبارة عن اسكتشات إلا أنها أثارت الدهشة البالغة لدى أحد تجار الفن بباريس حينما عرضها عليهم Theo van Gogh شقيق الرسام، كان هذا في فترة لم يجعل فن الرسم من Vincent van Gogh عبده ومعبوده، حينما صدته Ursula للمرة الثانية دفن نفسه وسط عمال المناجم في بلجيكا كقس وعمل على محو أمية الاطفال والإعتناء بالمرضى ومؤاساة المعمرين والمعاقين، وهنالك رسم عمال المحاجر والمناجم (أعتقد أنني أحاول خلاص روحي...... إنني اعمل وسط لحم حي ودماء كما فعل المسيح... أعظم رسام...، هكذا كتب مخاطبا ً أخيه ولكم تاق الى أن يحظى بحب إمراة ما غير أنه لم ينل رضا أحداهن أبدا ً، وعلية تجول داخل هولندا ورجع الى باريس ثم العودة مجدداً الى هولندا وخلال هذه الاسفار ظل يعاني ويقوم بالرسم والتلوين كلما توفر لديه الوقت، وفي أنتوريب وقع في غرام مومس كانت قد وافقت على أن تكون موديلا ً له وكانت على جسدها بثور الجدري وكانت مثقلة بالحبل من رجل آخر، وبلغت مراحل متقدمه من الإفراط في تناول الكحوليات وقد أطلق على الرسم (الحزن) وتحت الصورة خط العبارة الآتية (كيف يمكن أن تكون تلك المرأة وحيدة ً على هذا النحو ومهجوره على هذة الشاكلة) و سعد بصحبة تلك المومس الى أن حضر أخوة Theo ليستعيده وقد ر ثت ثيابه وهزل بنيانه نتيجة الجوع واشرف على الانهيار الجسدي والعقلي، حينئذ علق Vincent قائلا: بالفعل انني سيء للغاية غير أني أحس بإنسانيتنا) وعلى غير شأن هذة الانواع من العشق جميعا ً، كان قد أحب نساءاً أخريات منهن قريبته Kee وإمراة خجوله تدعى Margot Bergeman وفتاة فلاحه تبلغ من العمر سبعة عشر عاما ً وتدعى Stien de Groot وعلى الرغم من ولعه بكل واحدة منهن، لم يجد بينهن زوجة أو علاقة عاطفية يتوافق مع ما كان يتخيل وجوده من عاطفة الحب والعشق والجمال.
وعلى الرغم من الفترات المتقطعة من الجنون الشديد وعلى الرغم من أن حياته الفنية والابداعية لم تزد عن حقبة واحدة من الزمان (مدة عشر سنين) وإنتحاره في سن ال37، استطاع فان خوخ أن يبرهن على موهبة فنية هولندية وعبقرية عالمية. وهو يتألق اليوم كأكثر الرسامين الحديثين تأ ثيراً واعظمهم عبقرية وجماليات رسما ً وتلوينا ً.
4 عالمية التشكيل وقومية الشعر:
يبلغ العمر المعروف للشعرالفلمنشي والهولندي زهاء ثمانية قرون ومثلما للتشكيل الفلمنشي والهولندي الأسماء اللامعة لرسامين وتشكيلين عظام مثل (Rubens، Lievens، Vermeer، Jan Steen،
(Van Gogh فإن للشعر أيضا ً من عظم شأنه من الشعراء. ففي القرون الماضية منذ القرن الثاني عشر كان هنالك Van Veldeke، Wulewein، Jacob van Maerlant، Hadewych) أعقبهم الشعراء المربون Jan van Boendale، Hein van Aker، Grert Groote، ثم يعقب هؤلاء شعراء البديع ومنهم Anthonis De Roovers، ثم Humanists (M. de castelein، Anna Bijns، J vander noot J.، Jan van hout) وأخيراً يجيء شعراء العصر الذهبي (القرن ال17) ومن أبرزهم Joost van den Vondel.وفي القرون التي تلت، جاء شعراء الكلاسيكية والرومانسية أمثال Langendijk، Luyken، Poot، Bilderdijk، ومن بعدهم Moralists و Antimoralists في القرن ال 19 وشهدت نهايات القرن ال19 نبوغ Gorter و، Bloem شهد القرن العشرون شاعرية Leopold، Der Mouw، A.R.Holst، Martinus Nijhof، Marsman....الخ.
لقد لقى التشكيل الفلمنشي والهولندي الترحيب العالمي الواسع نسبة لإستخدام الفن التشكيلي سبل تخاطب إيصال مفهومه عالمية _ الرسم والتلوين الباهران والتشريق والتدرج والمزج بين الالوان _ وعرفت أسماء ولوحات أشهر الرسامين الفلمنشيين والهولنديين، في حين بقي الشعر المنظوم باللغة الهولندية غير واسع الإنتشار.وهكذا جهلت اسماء اغلب الشعراء الهولنديين خارج اوروبا الغربية، ويقلّ من عرفهم في البلدان العربية، فإن فرقت مقاييس النجاح والشهرة والقبول العالمي بين الرسامين والشعراء إلا أنهم جميعا ً كانوا على قدر من المواهب وسعوا جميعاً الى إيجاد المعاني الرائعة في أجمل الاشياء والبشر وعنوا غاية العناية بلوحاتهم واشعارهم التي كان جلها جديداً ومتطوراً للغاية.
لقد شهد التشكيل والشعر الفلمنكي والهولندي تحولات عظيمة نتيجة أثر النهضة الايطالية على الاراضي المنخفضة فبقدومها أضحت ثقافة سائر أجزاء الاراضي المنخفضة Urban (مدينية _ تمدنها وتحضرها، واكتسبت آدابها وفنونها اللطف والصقل، واتسمت بطابع معقد ومتطور، صار التشكيل والشعر قادرين على معالجة مشكلات الجمال الانثوي والحب الأمثل واستلهامهما. ترك ال Realism الفن والادب العائدين للنهضة الايطالية أثرهما على التشكيل والشعرفي هولنده، وكذلك تأثرا بالعداء لذاك ال Realism في بدايات القرن 19، ولاحقا ً تركت ال Romanticism أثرها على الفن و الادب وتبعها أثر العداء لها
وفيما يتعلق بالشعر الفلمنشي والهولندي فقد عظم تأثير الحركة الرومانسية، ووجدت صداها على نحو بطيء في هولندة طوال القرن 18 والقرن 19، الى أن تمكنت في نهاية القرن 19 من ترك أبعد الأثر على الشعر في الاراضي المنخفضة.
لقد عرفت هذه الموضوعات في القرون الماضية وفي العصر الحديث، لقد عرف ال Courtly love وشعره:وهو شعر تودد (للمحبوبه والتي تعشق بإفراط): ويقبل فيه العاشق باستقلال أو حاكمية المعشوقه ويحاول أن يكون جديرا ً بحبها بالقيام باعمال بطولية أو نبيله، ولايماثل هذا العشق الغرام الافلاطوني _ إذ أن العشق في إطار شعر التودد يقوم على الجاذبية الجنسية، وقد اتخذ شعر التودد الاشكال التالية:
_ Lyric: ماصلح من الشعر للتلحين والغناء الى جانب التعبير عن خواطر الشعراء وعواطفهم الخاصة.
_ Romaces: الاشعار المحتوية على قصص القرون الوسطى قوامها الاسطورة أو الحب الشريف والمغامرات الفروسية.
_Allegory: اشعار المجاز والا ستعارة والرمز.
وقد عرفت الحياة الادبية في الاراضي المنخفضة أثر الادب الفرنسي خلال القرنين ال12 وال
13 مثال Karel en de Elegast وكان هنالك أثر الادب الالماني على اشعار Van de veldeke مثال
Enied واشعاره العاطفية، وعرفت الاشعار المحتوية على قصص القرون الوسطى التي قوامها الاسطورة والحب الشريف وحكايات الفروسية: وخلال القرن ال14 كانت في الاراضي المنخفضة ال Frankish امثال Floven _ حكايات شارلمان و British _حكايات الملك آرثر و Eastern وClassical و Romances مثال (Pertheno peus van Bloys) والمثال الآخر (Floris en de Blancefloer) وهي ذوات أصل بيزنطي وأعتبرت من أعظم حكايات العشق والغرام في القرون الوسطى.، و إبان الفترات التأريخية التي تلت عالج شعر الاراضي المنخفضة مشكلات العشق والغرام والجمال ففي القرن ال15 كان هنالك شعر Dirc Potter _ قصيدته المسماة De minnen loep (نهج الحب) _ وعالجت أنواع الحب: الحب الساذج (حب لاتهمه ضوابط أو يخضع لمقياس عقلي فعل الحب Janson و Medea و Paris و Helen. ويشير Potter الى الحب الحسن والصافي وهو حب طاهر وغير مقيد بالزواج _ سيرة Pyramis و Thisbe.هنالك الحب غير الشرعي وتمثله خسة Pasiphae و Semiramis و أخيراً الحب الزوجي، وهدف ذاك الشعر الى أغراض الوعظ والارشاد.
عرف أدب الاراضي المنخفضة Romantic love الحب المتقد ومشبوب العاطفة:ويقوم على نسب صفات مثاليه على المعشوق في إطار حسي (الرغبة في الوصال وتقرب أو توقع اللذة الحسية) واستخدمت فيه الSensuous images المشابهه للجنس، وقد نسبت فية أحسن الخصال و الصفات الى نساء شبهن بربات الاسر والامومة والروعة والجمال، والملهمات أو النساء الشيطانات أو المغريات وحتى الFemme fatale _ المهلكات: اللائي يغررن بالابرياء من الرجال.وكل أولئك أنواع يمكن أن تلهم الحب الرومانطيقي غير أن العاطفة المتأججة لايمكن لها أن تروى وكثيرا ً ما يؤدي هذا الى التحرر من الوهم وأحيانا ً التحول الى رمز مغاير أو جديد للحب. وأحياناً قد يؤدي عدم إرواء العاطفة المأتلقة الى تعاسة بالغة وقد يفضي الى الموت. أنجبت الحياة المعاصرة الافكار الواقعية والحداثة حول المرأة والحب والجمال الانثوي:فقد أشار فرويد الى Libido of sexual impulse (الطاقة الانفعالية أو النفسية المستمدة من الدوافع البيولوجية الحيوية الاولية وذات هدف، كذلك تشير الى الشهوة الجنسية، وأوضح Proust بالقول: إنما أدعوه حبا ً وهو في الواقع تعذيب متبادل reciprocal torture، وأخيرا ً أضحى الجمال والحسن والخير يحلل على ضوء التجربة التي تصور الحب الجنسي و الشبق _وهكذا أعطي الجنس أهمية فائقة عند معالجة الجمال الانثوي والحب الذي كان أمثولة.
لقد أحتل الجمال الانثوي والحب حيزا ً في الشعر العاطفي الفلمنشي والهولندي المعاصر وأصبحا موضوعين عاديين الى أن جاء شعر مابعد الحداثة فأضحيا يعالجان على غير ما كانت تعتبرهم المدارس الشعرية السالفة:Classicism، Realism، Romanticism، كأمرين من العالم خارج (الوعي الانسانيoutside us world) وأصبحا ينظر اليهما من منطلق التراجع الى داخل وعي الشاعر وحولا الى مضامين مستقلة autonomous creation ويتضمنان أوجه متعددة مأخوذة من مختلف جوانب الحياة المعاصرة (Modernism) أو مفاهيم للغة تراكيبية تشير الى ذاتها) Postmodernism)، وأضحت ملامح المعالجة الشعرية للجمال الانثوي تتميز بالخصائص الاتية:
_الرمزية الفنية Iconoclasim
_ إنعدام المبرر Groundlessness
_ إهمال التجانس والتشكيل العضوي وتضييق المسافات الجمالية و تفادي تحديد قوة أثر الرمزيات وسائر المجازيات الادبية Formlessness
وعلى عهد مابعد الحداثة عالج الشعراء الهولنديون الجمال الانثوي والحب الامثل من منطلق Pop-culture والأعلان وحتى من منطلقات الدعاية والسخرية.
5 الجمال الانثوي والحب الامثل نظما ً
لعل أجمل بداية لمعالجة هذة الامور هي أشعار وأناشيد القرون الوسطى في الاراضي المنخفضة فهنالك كلمات الاغنية القديمة
إنثالت قطرات الندى
على حافة نافذة حبيبتي
لم تكتحل عين بمثل جمالها
لايزال ملتاعا ًَ
قلبي
أسيرا ً ومكبلا ً
بسحرها،
لعلها تجود
بالوصل
حينئذ
تتبلسم جراحي،
صلى شهر آيار
و إبتهل
فكف َّ لومي الشتاء
أينعت الاغصان
وتلألأ العشب
بالزهيرات
زمان عذب
وأرواح تتوغل
في أودية حانية الظلال
العصافير تغرد
وطيور الخيال الاسطورية،
العندليب
على رأس الجوقة
ينبغي للمرء أن يحتفي بشهر آيار،
على عتبة باب المعشوقة
جنني العشق
فغنيت محاكيا ً
عذوبة الكمان
لعلها تتكرم
وتفتح النافذة على مصراعيها
هل تستقبل الربيع والحب معا ً
بالورود
وتتقبل عاشقا ً مخلصا ً
أبد الدهر.
ومن بعد لاحاجة للإطالة بل التركيز على الثورة الشعرية التي إنطلقت من هولندا في الثمانينيات من القرن التاسع عشر، وقد دشن Herman Gorter ذاك العهد الادبي البديع، وعرف ذاك العهد Albert Verwey (1863_1936) و J.H. Leopold (1865_1925) و J.C.Bloem (1887_1966). ويمكن التوقف على شعرهم ورؤياهم فيما يتعلق بحسن وجمال المرأة ومشكلات الحب.
وكما أفرز تأثير الثورة الشعرية في الاراضي المنخفضة شعراء، أضحى هنالك دور شاعرات وأديبات من ذاك العهد وقد تناولن قضايا الحب والجمال وشمل:
Giza Ritschl (1869_1942)
Henritte Roland Holst (1869_1952)
Helene Swarth (1839_1941)
Jacqueline van der Waats (1865_1922)
Nine van der schaal (1882_1973)
ِAlice Nahon (1896_1933)
وكانت Swarth و Nahon هن الممثلات للشاعرية الانثى: لقد نظمتا شعرا ً يمثل العالم التقليدي الذي رسم أو قدر للمرأة، حينما تناولتا الحب فإنة يعني عذابات ال Hetrosexual Romance (الحب بين الرجال والنساء) وتغنت Nahon بالطبيعة والعاطفة الدينية.، وأحتلت امرأة واحدة هي H.Roland Holst درجة مساوية للشعراء الرجال من رمزيي Symbolists عام 1910 وأعتبرت صنوا ً لرفيقها الاشتراكي Herman Gorter.
أعقب الرعيل الاول من الشاعرات الفلمنكيات والهولنديات شاعرات عرفن بجيل الرؤية الشاملة (Encompassing vision) ومن بينهن Elisabeth Eybers المولودة عام 1915 و M. Vasalis
المولودة 1909 و Ida Gerhard (1905_1997)و Christina Dhaon المولودة 1923 وقد عالجن في اشعارهن مسائل أعم في الحياة والموت: الفراق، الحب الاعظم، المصير الانساني، والتجارب الصوفية العميقة في الطبيعة.
تحت أثر الشعراء الرومانسيين الانجليز Keats و Shelly أصدر Herman Gorter (1864_1927) ديوان شعر حمل عنوان Verzen (الاشعار) ومن أشعار الحب فية:
zie je ik hou van je
Ik vin je zoo lief en zo licht
Je ogen zijn vol licht
I k h o u van je، I k h o u van je
en je n e us en je m ond en je h a a r
en je ogen en je hals
Waar je kraagie zit
En je oor
Met je haar voor
Zie je ik wou graag zijn jou
Maar het kan niet zijn
Het licht is om je،
Je bent nu toch wat je
Een maal bent
O ja، ik hou van je
Ik hou zo vreeslijk van je
Ik wou het helemaal zeggen
Maar ik kan het toch niet zeggen
هل تبصرين
إني أحبك
أجدك لطيفة ً جدا ً
ورقيقة ً
عيناك كاملتا الضياء
أحبك
أحبك
أحب أنفك وفمك
أحب شعرك ومقلتيك
أحب عنقك
حيث تستقر ياقة قميصك
أحب أذنك
مع خصلات شعرك
هل تبصرين
وددت أن أكون أنت ِ
لكن هذا غير ممكن
و هالة النور حولك
حقا ً
أنت الآن
كما كنت يوما ً ما
آه
نعم أحبك
إنه وجد مرعب
أود أن أبوح
لكنني
لا أستطيع البوح.
هكذا عبَّر Herman Gorter على نحو حميم واضح عن الحب وتأرجحت خياراته بين الروح والجسد، غيرأن حياته العاطفية الحقيقية لم تكن بمثل هذا البيان وثبات الخيارات في حالة العشق.
كانت حياته العاطفيه على قدر كبير من التعقيد إذ كانت هنالك زيجته منذ عام 1889 بالسيده Wies Koopman وهو الزواج الذي استمرحتى تاريخ وفاتها قبل عامين من بداية الحرب العظمى الاولى، وهو زواج لم يثمر أطفالا ً.والى جانب حياته الزوجية، كانت له عشيقه تدعى Ada Prins وتبع هذا إقامة علاقة عشق مع Jenne dinge doorenbos وقد أحتفظ بسر علاقاته الغرامية هذه لا عن زوجه فقط بل أخفى عشقه لكل واحده من عشيقاته الى أن فضحت سر عشقه ل Doorenbos سيده بالغة من العمر 96 عاما ً تدعى Mathildle Stuiveling وهي أرملة الكاتب Garmt Stuiveling أثر نشر مقاله دبجتها في شأن غراميات Gorter.
لقد تركت الحياة الغرامية المعقده أبعد الاثر على الصحة النفسية والجسدية ل Gorter وسببت إعتزاله الحياة العامة(الفكر والنضال من أجل الاشتراكية) وقرر السكن بمعزل فإرتحل الى مدينة Bergen aan zee.ومنذ ذلك الوقت (1911_العام السابع والاربعون من عمره) ظل يعاني دوما ً من الكآبة والضعف الجسدي. وعلى الرغم من الوهن ظل محافظا ً على علاقاته العاطفية المتشابكة: حافظ على حياته الزوجية الى حين وفاة زوجته بعامين من بداية الحرب الاولى. وبقيت لدية عشيقتان دائميتين: Ada prins و Jenne dindge Doorenbos وطوال ماتبقى من عمره استطاع Gorter إخفاء علاقته ب Doorenbos ولم تعرف Ada prins بوجود هذة العلاقة إلا إبان تشييع جنازة الشاعر وعندها إنفضح سر الحياة العاطفية المفطورة على الحب والميالة للعشق لمرات عديدة والتي عاشها Herman Gorter، كذلك لم تستقر الحياة العاطفية والابداعية عند J.C.Bloem (1887_1966)، وهو أيضاً شاعرهولندي مجيد، كانت أول مجموعة شعرية له قد صدرت في عام 1921 وحملت عنوان Verlangen)) الشوق وكان خلال الفترة 1926_ 1932 متزوجا ً بالشاعرة Calara Eggink و سوف نرى تواصلا ً وإنفصالا ً بينهما في مرات عديدة، وفي شيخوخته ووهن جسده عادت هذة الشاعره الحسناء لترعاه، وقد دفن Bloem وCarla في مقبرة واحدة وفقا ً لما يشير الية مؤلف سيرة _ Bloem ويدعى Bart Stijper يبدو أن Bloem كان مولعاً أو مفتو نا ً بالصبايا اللواتي يعملن في المعامل والمصانع وسائر الاشغال (......إذ كن يوقظن شهيته الى الجنس.......) وفقا ً لما أقر به Bloem بما لهن من الاغراء لديه وفقا ً لما سجله الاديب Aart van de Leeuwen (حينما وقع بصر Bloem على قتاة تبلغ من العمر الثانية عشرة بدى أن هنالك شيئا ً من الفساد أو الانحلال في الجو..وقد يكون نوعا ً من المغالطة إن لم أشير الى هذا..كان هنالك شيء ما في تلك الصبية التي تترعرع والتي لم تنضج إنوثتها بعد...غير أن فيها شيئاً غامضاً من إنوثة في الطريق الى الحدوث وهذا الذي يتبرعم والذي في طريقة للإيناع هو ما يثيرني فوق كل شيء هكذا صرح الشاعر بشان جمال هذة الفناة الغض.
لقد كان Bloem مفتونا ً بالجمال الباكر وعنت تلك الفتنة أن إنجذابه للجمال الغض هو حالة من الولع الذي يدفع بالشاعر للمبالغة في المدح أو الاعجاب ب الصبية أو المرأة الشابة.....الخ (Idealization _ إضفاء أجمل الصفات والمزايا على المعشوق) ويتم إعلاء هذة الصفات في إطار الإثارة الجنسية erotic context ويتبع المدح رغبة عارمة في إنشاء علاقات جنسية غير شرعية وتوقع حصول اللذة.
كانت ل Bloem حياته الزوجية والعاطفية البالغة التعقيد ورفيقته... وحبه الابدي Clara Eggink والتي كان قد التقى بها في عام 1925 وتزوجها في عام 1926، وكانت تصغره بعشرين عاما ً وكانت عالمة باللغتين الانجليزية والفرنسية وشاعرة، كان Bloem يرى فيها (جمال شاب يصعب أن يعثر المرءعلى مثيل لها..وقد جمعتهم حياة الادب والشعر بأهم الادباء والكتاب الهولنديين وكان اصدقائهم Edu peron، Hendrik Marsman، J Slauerhoff، Theun de vries. وعلى الرغم من عمران حياتهما جاء طلاقهما في عام 1932 نسبة لاستحالة العيش المشترك، وكذلك أختلفت ظروف كل واحد منهما:فقد أحتفظت Eggink بجمالها الباهر وحيوية جسدها وديناميكيتها وطموحها، في حين أضحى Bloem رجلاً مترهلا ً وسكيراً وكسولا ً وغير عابيء. وأعقب الطلاق في نفس عام حدوثه وفاة والدته، يضاف الى هذا، النقد الادبي اللاذع الذي وجهه اليه الشاعر Martinus Nijhoff والذي أنتقد المجموعة الشعرية التي أصدرها Bloem وحملت عنوان Media Vita.وتكرر افتراق المحبين Bloem، و Eggink وعودتهم مرات عديدة، إذ عادا للعيش معا ً في عام 1939حينما افترقت من campert وانفصلا من بعد ثم عادا مرة اخرى لبعضهما في عام 1945 عقب إنتهاء الحرب العظمى الثانية وشهد عام 1959 عودة أخيرة من بعد فراقهما وكانت الفترة مابين 1959 _1963 فترة عامرة بالسعادة والحب الى أن أدرك الشاعر السقم والمرض العضال، الجلطات الدماغية وتدهور حالته الصحية والوهن الى أن أدركته المنية عام 1966ولعل أهم ما ميز التجربة الشعرية ل Bloem هو:
_الصبابة والولع بالجمال الغض
_تمكن جانبان من جوانب ال Romantic على سيرته العاطفية وهما التقمص العاطفي empathy والتعلق بالمحبوب conarn for the beloved
_ التبرم من العيش وحقائق الحياة
_ إدراكه لحقيقة أن الشهوة لن ترو عبر الضلال عن السبيل القويم والهيام بعيداً ولا تروى الا بالحب
_ حقا ً كان تبرم Bloem بالحياة والقنوط من النشوة واللذة الى حد جعله متمتع بطعم النجاح الادبي والشاعرية الراقية
ونورد ادناه من شعره مايلي:
Huis waarts reizende
In de trein، de tijd vergaat
Met dromen
Op de ruitjes wiegelt
Avond rood
Als Ik bij u ben gekomen
Ben Ik weer wat nader mijn dood
Maar daar Ik heb zijn gezeten
In verzadigheid en lampschijn satiety
Alles zal Ik zijn vergeten
Dan dit enige: bij u te zijn
Deze liefde kent geen gaan en keren
Kent geen afstand en gewiekten
De ene drang van haar begeren
In haar begeren naar eeuwigheid
O، Ik kan mijn hart niet doen geloven
Hart، dat zich gewende
Aan elk genshellip;hellip;
Dat een ogenblik kan doven
Waar een leven niet te lange voor
إنه الرحيل
صوب مسقط الرأس،
في القطار
تنحى الوقت بالأحلام،
على زجاج النوافذ
يتأر جح المساء النبيذي،
عند وصولي اليك
أدنو من موتي
مرة آخرى،
لكن هنا لك
مكثت
تحت التوهج وشعاع المصابيح،
سأمحو كل َّ شيء ٍ
هذا شأن آخر
للبقاء معك،
العشق
لايعرف أن يذهب و يرتد
لايعرف مسافة وزمنا ً متسارعا ً،
رغبتها اللاشعورية الوحيدة
توقها للأبدية
آه
لن أدع قلبي يؤمن
قلبي الذي أعتاد الفراق،
ذلك
ما يطفيء اللحظة
حيث لايمكن
للحياة أن تمتد بلا نهاية.
مثلما غمرت الحياة العاطفية Gorter و Bloem، ثمة عاطفة لدى شاعر آخر ألا وهو Hendrik Marsman (1899_1940) كانت هاد ئة ً وعرف إرتباطه بزوجتة Rina Louica Barendrey ولم يرزق الزوجان أطفالاً.وكان جل ّ إهتمامه هو ماعرف ب ال cosmic vision (الرؤية الكونية) أوا لرؤية الواسعة الى أبعد حد وأهتم بالتعبيريين expressionisme وأهتم ب Vitalism (المذهب الحيوي)، أهمية مارسمان كشاعر لا جدال فيها ويعتبر خير ممثل للتعبيرية الهولندية ولل vitalism. وقد تطرق الى مشكلات الحب والجمال الانثوي في إطار فلسفته تجاه الحياة بمجملها.لقد جاءت التعبيرية كرد فعل على الانطباعية وقد غطت الفترة من 1920_1940 من تاريخ أدب الاراضي المنخفضة. وقد ظهرت في المانيا خلال عامي 1910و 1911 على يد De Blauwe Reiter و Brucxe وهما رسامان ثم إنتقلت الى الشعر والنثر وقد انقسمت التعبيرية الى إتجاهين هما:
_التعبيرية ذات الاهتمامات الانسانية Humanitarism expressionism
_ التعبيرية ذات الاهتمام بالارض والكون Cosmic expressionism
ومما ميز التعبيرية هو التركيز على الانسان وأوضاع الكون والعناية بالتعبير عبر:
_ استخدام اسماء متعدده
_ اللغة المباشره والصريحه
_العبارات التعبيرية المتقنه
_غياب المجاز المصفى (التخيلات الصافية)
_استخدام الصفات اذا اقتضت الضرورة ذلك
_الشعر المرسل (الحر)
_عدم الاهتمام بالاشكال الشعرية والاهتمام الزائد بشخصية الشاعر
_ التجارب الطبوغرافية
وعليه أضحت القصيدة عند شعراء تعبيرين هولنديين مثل Paul van Ostaijen وMarnix Gijsen و H. Marsman عبارة عن وصف للواقع ورفض للشعر الكلاسيكي وإعطاء فسحة واسعة للشاعر (اطلاق يده في النظم) والاهتمام بالرؤى الوجودية، في حالة Marsman يجب إضافة ال vitalism أي القول بالمذهب الحيوي _وهي حركة أدبية ظهرت في الاراضي المنخفضة خلال الفترة 1920_ 1930، وكانت تدعو للتفاؤل والتركيز على الحياة والعيش والإنفعالات والعاطفة والاهتمام ب الرغبات والتلذلذ بالعيش ما أمكن وخشية الموت.
هذة المناحي الفكرية والفلسفية هي التي جعلت موضوع الجمال الانثوي والحب الامثل لاتعالج من قبل الانطباعية أو القائلين بالمذهب الحيوي، خاصة ً وأن الاخيرين وعلى رأسهم Marsman جعلوا قيمة القصيدة الشعرية والشعر عامة تتحدد وفقا ً للدرجة التي يتم بها عكس العيش المكثف (الانفعالات والعاطفة في الشعر وهذ اهو المقصود).
أعتبر Marsman التعبيرية _رمزا ً للتعبير عن العواطف و الضغوط التي يريد الشاعر التصريح بها على نحو مباشر يبرز عضوية المشاعر وعلية في الحالتين، التعبيرية والمذهب الحيوي تعالج لدية قضايا الحب والجمال الانثوي ضمن مشكلات العيش الانفعالي.
لقد أضحى شعر الاراضي المنخفضة بفعل التعبيرية والمذهب الحيوي مهتما ً بالقضايا الفكرية للشعر مثل
_خلق اسلوب ديناميكي جديد لكسر كل القواعد المتعارف عليها في الشعر
_ استقلالية الالفاظ والتعابير الشعرية
_ اللغة المحملة بالتأكيدات والامتياز بالجرأة عوضا ً عن التفكير العرضي
_ الشعر المرسل المستخدم فيه إيقاعات ثقيلة heavy rhythm ومجازيات باهره أو خلابة flashy imagery
_ أهم المشكلات الفكرية لهذا الشعر الحيوية الخلاقة creative vitality والانهبار الحضاري وخيبة الموت
ومنذ ذلك العهد فات على شعر الاراضي المنخفضة أن يعبر عن عاطفة الحب والجسد (الانثوي) love and sexuality، كذلك فإنه لم يستخدم مجازيات مثل جمال الجسد وحرارة عاطفة الشوق والحب و الحنين وهي إنفعالات حيه وطليقه وعاطفيه وحسيه ومعبره، وأحجم شعر الاراضي المنخفضة عن استخدام مجازيات مثل النهدين والشفاه والاكتاف والجيد والنحر و الارداف والشعر وهي مجازيات تؤكد وتركز على جمال الانثى ودفيء عاطفة العشق والولة وتباريح الهيام والغرام.
- آخر تحديث :
التعليقات