ملكي سليمان ndash; من القدس: يوصف الكاتب الفلسطيني والعربي بأنه يعيش حالة من الانهزام والاغتراب ويعيش منعزلا ايضا عما يجري من احداث وتغيرات سياسية بعيدا عن هذه الاجواء السياسية والامنية الصاخبة لعله يجد في نهاية النفق الذي يعيشه الضوء الذي يرشده الى الواقع الذي يعشه، ان quot;حالة الانكسارquot; التي يعاني منها الكاتب والشاعر والمثقف العربي والفلسطيني ليست وليدة هذه المرحلة بل جاءت نتيجة لتراكم الازمات السياسية والوطنية التي تعيشها الدول العربية عامة فلسطين خاصة ولكن لكي يكون الانصاف سيد الموقف فان هذه الحالة التي تحدثنا عنها فان الكاتب والشاعر والمثقف يتحمل جزءا مهما منها.وفي لقاء خاص مع quot;ايلافquot; تحد ث الكاتب والشاعر الفلسطيني الدكتور جمال سلسع من بيت ساحور قرب مدينة بيت لحم عن هذه الازمة اسبابها والتي بالتالي احدثت تراجعا في الانتاج الادبي والثقافي في فلسطين وغيرها من الدول العربية كما ويتناول الدكتور سلسع علاقة المثقف العربي والفلسطيني بالانظمة السياسية.


المثقف ضمير الامة والشعب
ويقول الدكتور سلسع: quot;ان المثقف العربي والفلسطيني هو ضمير الأمة والشعب، والأمة تصرخ مستنجدة بالتاريخ وبالضمير. وإذا أعيد التاريخ مرة أخرى سننتقل من المأساة إلى المهزلة، وإذا صحا الضمير احتضنته هذه المهزلة التي نعيشها مهزلة اٌنكسار الحلم والوطن، وانهزام القيم التي تناضل من اجلها. و في هذه الدوامة التي تعيشها تطل عليك الجرائد والمجلات التي تخضعك لرقابتها ومزاجها، فتهتك من جمالية القصيدة الشيء الكثير أو لا تنشرها. ويعود الإحباط يطل عليك فالتفرغ من نصيب الرياضة والرياضي والجرائد اليومية تحتفي بأكثر من أربع صفحات يومية عن الرياضة نحن لسنا ضد النهج الرياضي ولكن الإبداع الحقيقي مهمل وعلى قارعة الطريق.فلا جوائز تشجيعية أو أدبية، ولا من يرعى طباعة دواوينك الشعرية، والمحسوبيات هي الإبداع الثقافي، ولا مكان للناقد المبدع لأنه يرفض دخول الشللية هذه، وتبقى الأسماء هي وحدها التي تذهب وتشارك في المؤتمرات والمهرجانات وتمثل فلسطين والغريب في الأمر أنها ليست الأجدر ولا الأقدر، أليس هذا من علامات الانهزام الثقافي الذي نعيشه والإحباط الأدبي في الساحة الأدبية.مما أتاح الفرصة للشللية أن تهاجم الإبداع وتقتنص المواقع على حساب الثقافة والإبداع. وكل هذا في ظل واقع سياسي مهزوم يساعد على هزيمة المثقف لأنه واقع يقف ضد أحلامه وطموحه.

تراجع الاهتمام الشعبي بالادب والكتاب
اما عن تراجع الانتاج الثقافي والادبي فيقول د سلسع: quot;ان الواقع السياسي العربي والفلسطيني الذي يعيش على ردات الفعل لم يعد قادرا على الفعل.هذا الموقف الانهزامي خرج من رحمه الانهزام الثقافي، كذلك فإن الانقسام الفلسطيني الذي يعتبر كارثة وطنية قد ساهم في تأصيل هذا الموقف الانهزامي كذلك لا ننسى الهيمنة الإسرائيلية وهجماتها الدموية وعربدتها في كل مكان ووقاحتها مع الجانب الفلسطيني فيما يتعلق بوهم السلام وتلاعبها وهروبها وعنجهيتها الدموية في مواقع كثيرة بدون رد فعل يرتقي إلى المحافظة على كرامة الأمة والشعب قد زاد من انهزامية المثقف العربي الفلسطيني، وتراجع الاهتمام الشعبي بالأدب والكتاب وأصبح الشعب يهرب إلى الرياضة والإنترنت فأصابته عدوى الانهزام ولم يعد هذا الواقع المحزن يعطي للقاريء لحظات من اجل الكتاب.

المثقف يبقى مع قيادة شعبه
واضاف د. سلسع: quot;ان الكتاب والأدباء في فلسطين هم من قادة الانتفاضة الأولى ومن قادة العصيان الضرائبي، جعلهم الواقع المهزوم يعيشون على هامش الواقع السياسي هؤلاء كانت كتاباتهم من أسباب اشتعال الانتفاضة الأولى ،اما علاقة المثقف بالنظام السياسي بالنسبة للواقع الفلسطيني، المثقف الفلسطيني كان في قلب الحدث وشارك في صنعه خاصة الانتفاضة الأولى وما قبلها، وبعد مجيء السلطة بدأ الاهتمام بالأدب يخبو رويداُ رويداً. فاتحاد الكتاب الذي كنا من المؤسسين له شارك في كل الأحداث الفلسطينية الوطنية وساهم في صنعها واليوم لا دور يذكر لاتحاد الكتاب حتى النخبة من المثقفين الذين قادوا الإتحاد في خضم المواجهة مع الاحتلال تم اقتناصهم من الإتحاد. ولكن المثقف الفلسطيني يبقى مع قيادة شعبه تلك القيادة التي قادت الثورة وشارك هو ذاته فيها، وهذا لا يمنع من أن يكون لهذا المثقف ملاحظات عدة على مواقف كثيرة.