شجب نتنياهو مقاطعة فنانين إسرائيليين لعروض مسرحية مخطط تقديمها بمستوطنة اريئيل.

تل ابيب:هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينيامين نتنياهو بقطع التمويل الحكومي عن المسارح الإسرائيلية التي يرفض العاملون فيها الظهور على مسارح المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. فقد شجب نتنياهو في الجلسة الأسبوعية للحكومة الأحد، الرسالة التي وجهها 53 فنانا إسرائيليا، الخميس الماضي لوزيرة الثقافة والرياضة ليمور ليفنات، معنلين من خلالها أنهم لن يشاركوا في العروض المسرحية المخطط عرضها مع افتتاح مسرح مستوطنة أريئيل.

واعتبر نتنياهو في الجلسة الأسبوعية للحكومة: quot;أن دولة إسرائيل تواجه الآن هجمات لنزع شرعيتها من قبل جهات مختلفة في الحلبة الدولية، بما فيها محاولات فرض المقاطعة الأكاديمية والاقتصادية، وبالتالي فإن آخر ما نحتاجه الآن هو فرض مقاطعة من الداخل.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية: quot;لا أريد أن أحرم أي فنان من حقه بإبداء رأيه السياسي، لكننا كحكومة لسنا ملزمين بتمويل حملات مقاطعة ضد مواطني إسرائيل، لقد سررت عندما أبلغتني وزيرة الثقافة أن فنانين آخرين يعتزمون المشاركة في الاحتفالquot;.

وكان الفنانون الإسرائيليون أبلغو وزيرة الثقافة الإسرائيلية، الخميس أنهم يرفضون المشاركة في حفل افتتاح دار المسرح في مستوطنة أريئيل، لأنه مقام على أراضي محتلة. يذكر أنه من المقرر أن يتم تدشين دار المسرح المذكور في شهر نوفمبر القادم. وردت وزيرة الثقافة الإسرائيلية على رسالة الفنانين الإسرائيليين باتهامهم بالعمل على شق صفوف الشعب وإحداث شرخ في المجتمع الإسرائيلي.

ونصت الرسالة التي وجهت بالأساس لإدارة المسارح الإسرائيلية، على أن الموقعين عليها يرفضون المشاركة والظهور على مسرح أريئيل أو أي مستوطنة أخرى، وأنهم يحثون إدارة المسارح على تكثيف نشاطها الثقافي في المناطق الخاضعة لسيادة إسرائيل داخل الخط الأخضر.

ووقع على العريضة عدد من كبار الفنانين والمسرحين الإسرائيليين، الذين سبق لم وأن حصدوا جزائز تقديرية من الدولة، ومنهم : إيتي طيران، رامي هويفيرغير، عنات غوف، درور كيرن، يهوشواع سوبول، يوسف سويد، يردين بار كوخبا.

في المقابل أعلنت الفنانة غيلا الماغور الحائزة على جائزة إسرائيل أنها لم توقع على العريضة لكنها تعارض تقديم عروض مسرحية في أريئيل أو أي من المستوطنات الواقعة خلف الخط الأخضر. ولكن إذا ألزمني المسرح الذي أعمل فيه بالظهور على أحد هذه المسارح أقوم بذلك، ولكن مع تسجيل احتجاجي الشديد.

ردود فعل غاضبة في اليمين

وعدا عن رد نتنياهو والوزيرة ليفنات فقد أثارت الرسالة عاصفة في اليمين الإسرائيلي، فقد سارع عدد من أعضاء الكنيست في اليمين الإسرائيلي وفي مقدمتهم المديرة العامة السابقة لوزارة التربية والتعليم، رونت تيروش وكرميل شاما إلى الإعلان عن مبادرة لسن قانون يمنع التمويل الحكومي عن المسارح والفرق المسرحية التي يرفض فنانوها الظهور في مسارح في المستوطنات الإسرائيلية.

فيما أعلن مجلس المتوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية عن أنه سيرد بكل قوة على هذه الرسالة التي وصفها بأنها quot;شيطانية، وصادرة عن ناشطي اليسار المعادين للصهيونية والذين يتهربون من الخدمة العسكرية.

أما رئيس بلدية مستوطنة أريئيل، رونين نحمان فأعلن في بيان وزعه على الصحف أن المشكلة ليست مشكاة خاصة بأريئيل، وإنما هي مشكلة على حكومة إسرائيل أن تقوم بحلها لأن بعض الفنانين المقاطعين يتقاضون رواتبهم من المسارح القومية ومن وزارة الثقافة والرياضة، مثل الفنان يهوشواع سوبول وآخرين.

حرب ثقافية وسياسية

على الرغم م أن رسالة الفنانين أثارت عاصفة كبيرة إلا أنه لا يمكن النظر إليها بمعزل عن الحرب الثقافية والأكاديمية الدائرة في إسرائيل في السنوات الأخيرة بين اليمين الإسرائيلي وبين جهات وسطية ويسارية في المجتمع الإسرائيلي. وكان اليمين المتطرف، ممثلا بجمعية quot;إم ترتسواquot;، شن قبل شهور حملة دعائية في الصحف الإسرائيلي، ساندها فيها عدد من كبار الصحافيين مثل بن درور يمين ودان مرغليت، ضد منظمات المجتمع المدني الإسرائيلي التي قدمت شهادات للجنة غولدستون، مثل جمعية حقوق المواطن، وجمعية عدالة، وصندوق إسرائيل الجديدة، كما شنت هذه الأوساط في الأسابيع الماضية حملة مشابهة على جامعة بئر السبع مطالبة الجامعة بفصل محاضرين وأساتذة جامعات اتهمتهم بأنه يحملون مواقف يسارية متطرفة وما بعد صهيونية، ويعملون على تشويه سمعة إسرائيل.