اللغة التي وضعها المؤلف على لسان البطل فاحشة في بعض أجزائها بحيث يصعب تصور أن صاحب هذا اللسان هو الشخص الذي عناه في روايته.



laquo;بحق السماء، هل يعتقدون ان هذا المنصب الـ... يجعل مني خصيّاraquo;؟ هكذا يفترض أن يكون البطل قد قال علنًا عندما علم ان كاميرات التلفزيون التقطته وهو laquo;يعرّيraquo; شابة يافعة بعينيه. والبطل الذي يشير اليه المؤلف فقط بحرفه الأول O laquo;اوraquo; يفترض ان يكون الرئيس باراك اوباما، لأن عنوان الرواية هو O, A Presidential Novel laquo;او.. رواية رئاسيةraquo;.
على أن مدى الصدقية التي تحملها الرواية الواقعة في 353 صفحة تعتمد على صدقية المؤلف نفسه. لكن هذا غير متاح لأن هويته (أو هويتها) مجهولة حاليًا. وتبعًا لصحيفة laquo;غارديانraquo; البريطانية، فإن نشاط الصالونات السياسية والأدبية في واشنطن هذا الشتاء هو تخمين لهذه الهوية.
من جهته، اكتفى الناطق باسم الدار الناشرة laquo;سايمون آند شوسترraquo; بالقول إن المؤلف laquo;شخص لا يتوجس الرئيس الأميركي خيفة من وجوده في الغرفة نفسها.. شخص يعلم تمامًا ما يدور في عالمهraquo;. لكن الناطق أكّد بتصريحه هذا - عن عمد أو غيره - أن بطل الرواية المعني هو أوباما فعلاً.
وتناولت التكهنات أسماء ساسة وروائيين وكوميديين عديدين. لكن التركيز ينصب الآن على جو كلاين، الذي أجبر في العام 1996 على الاعتراف بأنه مؤلف رواية Primary Colors laquo;ألوان أساسيةraquo; عن حملة بيل كلينتون الرئاسية الأولى، وهي رواية نشرت من دون اسم مؤلفها.
وثمة اعتقاد واسع النطاق أن كلاين هو ايضًا مؤلف الرواية الجديدة عن اوباما بسبب بعض المتوازيات الواضحة. ومن هذه ان كلا من الروايتين عن حملة انتخابية رئاسية يخوضها البطل (جاك ستانتون في laquo;ألوان أساسيةraquo; 1992، وأو في laquo;او.. رواية رئاسيةraquo; 2012).
لكن التشابه يتنهي هنا بسب غياب التشابه بين البطلين. فبينما يعكس جاك ستانتون شخصية كلينتون كعاشق للنساء ومتورط في علاقة غير شرعية مع مصففة شعر السيدة الأولى (هيلاري افتراضا)، لا يتجاوز بطل laquo;اوraquo; الحدود الا بتلك النظرات التي تريد التهام الشابة اليافعة وتلتقطتها عدسات التلفزيون. وتعاقبه السيدة الأولى (ميشيل افتراضا) بالامتناع عن الحديث اليه في تلك الليلة.
على أن المؤلف لم يصوّر بطله او - أو اوباما المفترض - تحت ضوء سلبي وإن كان قد أوضح انه زائد الحساسية إزاء معاملة وسائل الإعلام له. ومعلوم أن اوباما، الكاتب المقتدر، نشر كل ما يريد المرء معرفته عنه في كتاب سيرة حياته laquo;أحلام من أبيraquo;. ولكن في عالم النشر اليوم، حيث يتعين على أي كتاب جديد أن laquo;يصرخraquo; لكي يُسمع، فإن laquo;او.. رواية رئاسيةraquo; يرقى الى مقام laquo;ضربة معلّمraquo; عندما يتعلق الأمر بفن النشر والتسويق.
فقد أرسلت دار laquo;سايمون آند شوسترraquo; رسائل إلكترونية الى عدد كبير من أبرز الكتاب والروائيين والصحافيين والمستشارين السياسيين ومنظمي الحملات الانتخابية.. وكل من يمكن أن يكون محل تكهنات بأنه مؤلف الرواية الأخيرة. وجاء في هذه الرسائل رجاء الى كل من هؤلاء بأن يمتنع عن التعليق في حال وجه اليه السؤال عما إن كان هو المؤلف. والمقصد واضح بالطبع وهو تأجيج لهب التكهنات نفسها بحيث تصبح علفًا تلوكه وسائل الإعلام فيشد الأنظار الى الرواية التي سترى النور يوم الثلاثاء المقبل ويتوقع أن تصبح بين الكتب الأكثر مبيعًا بين عشية وضحاها.