عبد الرحمن الماجدي من فرانكفورت: لعل الغلفة التي يتمتع بها قطاع الثقافة في العراق عن نهم الساسة اليوم حسنة لهذا القطاع، فعجلة الابداع تمضي هادئة داخلياً من خلال النشاطات الثقافية المتعددة، متحدية سعي تنظيمات الارهاب لايقافها فقد استهدف المسرح الوطني بعد معاودة عروضه بسبع عبوات ناسفة لمنع مشاهدة العروض فكان عدد مشاهدي المسرح يزداد في اليوم التالي للتفجير حسب ماأكد مدير دار الشؤون الثقافية العامة المشارك في الدورة الثالثة والستين لمعرض فرانكفورت للكتاب عاد 2011.
وخارجيا تسعى مؤسسات الثقافة العراقية تسعى لاستعادة لروابط الثقافية التي تقطعت منذ نهاية القرن الماضي من خلال مشاركة دار الشؤون الثقافية العامة بمعظم معارض الكتاب الدولية التي تستغلها لتقديم صورة عن الواقع الثقافي العراقي اليوم. وتعد هذه الدار أن مشاركاتها المقبلة ستضم دور نشر خاصة من داخل العراق.
وان كانت جهودها بحاجة لتوسع من خلال التوجه للمتابع غير العربي في هذه المعارض والمناسبات بترجمة كتب بلغات اجنبية أو إعادة طباعة الاصدارات العراقية بلغات اخرى في الخارج واصدار كتيبات أو بروشورات باللغة الانكليزية أو الفرنسية والالمانية بأسماء ونتاجات مبدعين عراقيين في الداخل والخارج كما تفعل معظم مؤسسات النشر في العالم. فهذه الكتيبات كفيلة باستقدام ناشرين أجانب يبحثون عن مبدعين في دول لما تزل في دائرة الحدث والمتابعة، والعراق أحدها، لترجمة المميز منها بأكثر من لغة. حيث يبحث هؤلاء الناشرون عن صفقات مربحة ماليا وفنياً.
وكان الطلب على كتب لادباء عراقيين بالانكلزية مكررا من قبل ناشرين غير عرب واضحا في معرض فرانكفورت للكتاب الذي غطت إيلاف فعالياته.
لكن الجناح العراقي الرسمي لفت الانظار اليه من خلال الندوات التي أقامها في الادب والمسرح والقصة والشعر واستعراض الواقع الثقافي في العراق منذ عام 2003، وحظي بحضور عربي نوعي.
ففي ندوة حول واقع الثقافة العراقية اقامها الجناح العراقي يوم الجمعة الرابع عشر من اكتوبر الجاري تحدث مدير عام دار الشؤون الثقافية العامة نول أبو رغيف عن مسيرة الثقافة العراقية وأهم ما مرت به من عقبات وماحققته من نجاحات ومعاناة المثقفين العراقيين، فاتحا باب التفاؤل، برغم الركود السياسي، ومشيراً الى التهويل الاعلامي حول مايجري في العراق اليوم. واستعرض أبو رغيف انجازات المؤسسات الثقافية في العراق داخليا وخارجيا، مستوقفا عند عودة معرض بغداد الدولي للكتاب دوره الذي توقف لسنوات واقبال الناشرين العرب على المشاركة فيه.

نقد ديكتاتوري ونقد ديمقراطي
الناقدة بشرى موسى صالح استاذة النقد الادبي في الرابع عشر من اكتوبر تحدث في ذات الندوة عن المدارس النقدية في الادب العراقي، مستعرضة كل مدرسة ونهجها وأبرز اعلامها وشخصت أربع مراحل نقدية هي:
مرحلة النقد الديكاتوري، حسب تعبيرها، الذي كانت فيه للرؤية الانطباعية سطوة واضحة حيث جرت مزاول النقد برؤية ذاتية، أبرز روادها الناقد المعروف علي جواد الطاهر.
ثم مرحلة النقد السياقي الاجتماعي والتأريخي التي تهتم برؤية ماهو خارج النص رؤية انعكاسية. وأبرز النقاد فيها فاضل ثامر وياسين النصير.
أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة النقد التقني والمنهجي وسادت في فترة الثمانيات من القرن الماضي، حيث سادت فيها مناهج البنيوية والتفكيكية بالنقد العراقي الحديث، وابرز روادها سعيد الغانمي ومالك المطلبي.
اما المرحلة الرابعة فهي مرحلة انتقال النقد الى آخر التحولات المنهجية التي سميت مرحلة مابعد البنيوية، وشملت عددا من المراحل النقدية واعتمدت منهج التأويل أو النقد الثقافي. وهي مرحلة توائم بين الرؤية والمنهج. وابرز أسمائها ناظم عودة وبشرى موسى صالح.
وفي حديث رئيس قسم المسرح في كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد رياض موسى سكران يوم الرابع عشر من شهر اكتوبر في جناح دار الشؤون الثقافية العامة أيضاً كان الحديث عن تحدي المسرح العراقي للارهاب وهجمات ضد المسرح، وعناد الجمهور والمثثلين على اتمام الحضور الذي قال سكران انه انتصر أخيراً.
واستعرض رياض موسى سكران مسيرة المسرح العراقي منذ مرحلة التأسيس ثم مرحلة مابعد التأسيس وعودة الدارسين في اوربا للبلاد وتأسيس معهد الفنون الجميلة وقسم المسرح مبينا ابرز الاسماء المسرحية التي ساهمت في بناء المسرح العراقي ودخوله مرحلة العمل والتجريب والابداع والمغايرة. ومااعقب عام 2003 حيث انطلق أصوات ماكان يعرف بالمسكوت عنه ابان فترة الحكم الدكتاتوري في العراق. لكنه لم يستعرض أسماء المسرحيات التي قال إنها نالت اهتمام المتابعين وجوئز داخلية وخارجية.
وأعقب احاديث المحاضرين مداخلين من الحاضرين.
وفي الخامس عشر من شهر اكتوبر شهد الجناح العراقي توقيع القاصة العراقية فاتن الجابري روايتها الجديدة quot;بتهوفن يعزف للغرباءquot; التي طبعتها دار الشؤون الثقافية العامة وقراءات شعرية للشاعر مفيد البلداوي.
المشاركة العراقية الرسمية في معرض فرانكفورت كانت من خلال دار الشؤون الثقافية العامة التي ضمت كتبا وتراجم لكتاب عراقيين واجانب تنوعت بين الادب والتأريخ والفلسفة والدين والعلوم وضم المعرض أجنحة اخرى لمؤسسات عراقية خاصة عربية وكردية.