ونحن نبدأ عومنا البحري
لا نشابه الأسماك
ولا الحفريات المنقرضة
يرتفعُ الصوت المدوّخ
يضعضعُ أسسَ المكان
يمرّ بالعالم يمرّ بطلاسمهِ
بعمق التكوّن
بالصرخة الأولى
امام مهجٍ توسدها العنف
توسدها التهيّج وزلزال القسوة
يرضعون القسوة كحليبٍ مسكّن ndash; كإكسير الحياة ndash;
فها هم يحكمون الرتاج الحديدي الصدأ
المتأكل
يخافون الوحش الساكن، الكائن المتابسط في حياته
ذو الأرواح المتعددة والأعين القزحية
الغارق فى ظلام مُقلق لا يعرفهُ أحد
من أصحاب القواميس المستلقية فى بطون البنوك
ظلامُ مؤثرٌ وعميق
يشعل نارَ الأزل
التي أوقدها الرهبان القدامى
في المدن المقدسة جنوب الأنهار
وعلى قلل الجبال الشامخةٌ
نار إنطلاقة الروح
من القمقم الذي اختمر
به الزمان
زمان البحور السود
سوف يحدث
نعم ، يا صديقى، سوف يحدث
في ذاك اليوم المرعد الغامض الدفين
فعلينا أن لا نيأس
مثل قَطعِ شفرةٍ
حَدّتها آلاف الأيدى
الملايين وأكثر
المتحركة والنائمة في الليل السرمدي
الحشرات والهوام القمل والبرغوث والرمل
وكائنات الغبار
كلها ستجلي النصل
وتَحدُ من هذا الفعل المنطقي
في ذاك اليوم
بنو البشر الخائفون
سيوقفون وإلى الأبد
بهذا الصوت المدويّ العابر
خراب العالم
وخراب الإنسان
وتتبوء الرحمة محلّ الظفر
على المباني على الصواري
للسفن الغادية فى تلبّدات البحار
على أسطح المنازل موطنٌ للهواء والحَمائم
على مداخنها وقد هرأت أعاليها
فى بللِ الندي
وشعاع الشمس الزاحف
عبر الآفاق
أين وطئ المغامرون
جوالوا الليالي
أراضي كياناتها الشاسعة.

فنان عراقي يعيش فى بلجيكا