فيلم طويل
طُلب منه أن يكتب سيناريو فيلم طويل عن العرب في العصر الحديث، مقابل مبلغ مالي ضخم. بذل كل جهوده، وحشد كل طاقاته، ودرس عشرات الكتب، وقابل مئات المفكرين والسياسيين والمصلحين. لما جلس يكتب السيناريو، فكَّر طويلاً، كتب، مزق أوراقاً كثيرة، وأخيراً كتب: quot;ليل مظلم، لا قمر ولا نجوم، سور دائري كبير، عشرات النيام من مختلف الأعمار، يتقلبون ذات اليمين وذات الشمال، وأحياناً على بطونهم وعلى ظهورهم، يتناول رجل كأس ماء ويشربه ثم يعاود نومه، يصرخ طفل تلقمه أمه ثديها وهي نائمة فيسكت، يقف بعضهم وهو نائم لا يدري شيئاً، يمشي قليلاً، ثم ينام في مكان جديد داخل السور.quot;
ملاحظة: يكرر المشهد أو يمتد لمدة ثلاث ساعات أو حسب مدة العرض المطلوبة.
أغلفة متعددة
عزم أن يخصص لكل دولة عربية كتاباً يتحدث فيه عن تاريخها الحديث وحاضرها ومستقبلها، فقرأ واطلع وبحث ودرس واستبعد واختار، وأخيراً كتب كتاباً واحداً، وصمم اثنين وعشرين غلافاً مختلفاً.
وجوه وأقنعة
كان يتابع ثلاث صحف يومية، يقرأها باهتمام، ويتباهى أمام معارفه وأصدقائه وأقاربه أنه يقرأها كاملة، كان بعضهم يحسده، وبعضهم يراه خالي بال، وبعضهم يبتسم ساخراً. بعد سنوات طويلة، وذات لحظة وعي عميقة أدرك أنه يقرأ صحيفة واحدة بثلاثة أقنعة، وبشكل أوضح يتناول طعاماً واحداً بثلاثة أطباق مختلفة اللون والشكل وربما الرائحة!
نسخة كربونية
حضر عنده المشرف التربوي حصة لم تعجبه، فقد كانت دون الحد الأدنى المقبول. ولما ناقشه منتقداً وموضحاً أوجه الخلل والضعف، احتج المعلم مؤكداً أنَّ خبرته تتجاوز خمس وعشرين عاماً. ابتسم المشرف وقال: خبرتك سنة واحدة من خمس وعشرين نسخة كربونية.
[email protected]الأردن
التعليقات