عبد الجبار العتابي من بغداد:بدأ المخرج المسرحي العراقي عماد محمد استعداداته لاجراء التمارين على عمله المسرحي الجديد الذي يحمل عنوان (العربانة) تأليف حامد المالكي وتمثيل مجموعة من اعضاء الفرقة القومية للتمثيل، وان كان قد تهيأ لذلك قبل سفره الى الهند لاجراء فحوصات طبية على قلبه المتعب حيث عاد في حال افضل وقد تماثل للشفاء من انقلابات القلب.

يقول عماد: أجري الان الاستعدادات لتقديم مسرحية (العربانة) تأليف الكاتب حامد المالكي وهو اول عمل مشترك بيني وبينه، العمل يتحدث عن الواقع العراقي خلال مراحل زمنية متعددة بدء من مرحلة الستينيات الى الوقت الحاضر من خلال شخصية عراقية شعبية، صاحب عربة بسيطة يبيع الخضار عليها، وهي كالمتعارف عليه في اغلب الاسواق العربية، ونتيجة المتغيرات التي حدثت في الوطن العربي تحدث لدى هذا المواطن العراقي البسيط صدمة نوعا ما، صدمة اجتماعية ويقرر البحث عن التغيير والاصلاح، بعدها يستطيع الكاتب من ربط الاحداث العراقية بالاحداث العربية وخاصة في تونس ومصر، وقد عالج الكاتب النص معالجة جميلة وجديدة تماما على كتابة النص المسرحي، وهذا بشهادة اعضاء لجنة قراءة النصوص، حيث كان رأيها كبيرا باتجاه النص.

واضاف: العمل فيه جانبان، احدهما تجريبي والاخر جماهيري، وفيه اللهجة الشعبية وفيه اللغة العربية الفصحى لكن المبسطة، وهو كوميدي، والمؤلف المالكي كتب العمل خصيصا لتجربتي المسرحية واعتزازا بها كما قال وكذلك اوصى ان يكون هناك الجانب التجربيبي بالاضافة الى الشعبي الجماهيري داخل النص كوننا الان بحاجة الى استقطاب عدد اكبر من الجمهور، وفي الوقت نفسه نطرح اعمالنا بشكل جمالي وفني راقي بعيدا عن الاسفاف، اعتقد ان العمل سيكون ساخنا وناقدا للواقع، ليس الحالي فقط بل واقع الانسان العراقي عبر مراحل متعددة وهو ما أكد عليه الكاتب داخل النص، وقد تناول مرحلة الستينيات والثمانينيات وما بعد عام 2003، ووكل مرحلة اعطاها سماتها من خلال شخصية (حنون) صاحب العربة بائع الخضار، وهذه الشخصية الشعبية عاصرت كل تلك الاحداث.

وتابع: المسرحية احاول ان اقدم فيها منظومة جديدة داخل سينوغرافيا العرض واشتغل على الموضوع التجريبي، لان النص تجريبي جديد، وهو ما حفزني على العمل في منطقة تجريبية جديدة.

واختتم حديثه بالقول: الكاتب ربط شخصية (حنون) العراقي بشخصية (التونسي البوعزيزي) حيث في نهاية المسرحية يلتقي حنون بمحمد بوعزيزي ويكون هناك مشهد درامي ساخن ما بين الشخصيتين في عالم الموتى، العمل فيه اشتغالات كثيرة، وبصراحة ان النص مستفز بكل اتجاهاته، والكاتب حامد المالكي اعتقد انه في هذا النص يقدم انموذجا جديدا حتى على مستوى النص العربي.