محمد الحمامصي من القاهرة: أكد الناقد د.جابر عصفور الناقد المصري أن العلمانية لا تعني الخروج عن المنطق الدين والعقيدة الإسلامية، وأن 25 يناير انتفاضة لا يمكن وصفها بالثورة لأنها لم تقض على النظام المصري.
جاء حديث عصفور خلال اللقاء الذي نظم على هامش فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب في دورته الـ 16 الذي تجري فعالياته بالمركب الأولمبي محمد بوضياف.
وكشف عصفور أن الثورة التحريرية الجزائرية كان لها دورا في تفتح وعيه القومي وقال quot;تابعت خطوات ثورة الجزائر التي قامت ضد الظلم ورفض الشعب الجزائري الحر لوجود الاستعمار على أرض الجزائر، لقد أبكاني مشهد العرض الذي أخرجه عبد الرحمن الشرقاوي، وتأثرت بفيلم quot; جميلةquot; الذي أخرجه يوسف شاهين، هذه الثورة تعد نموذجا حقيقيا لمعنى النضال والكفاح من أجل الظفر بالحرية والاستقلالquot;.
وشدد عصفور على متانة العلاقة التي كانت تربط بين مصر والجزائر، ودور الجزائر الرائد في ربط أواصر المحبة والأخوة بين الشعبين الجزائري و المصري، والتي أسسها الزعماء الكبار الرئيس الجزائري هواري بومين ونظيره المصري جمال عبد الناصر.
وأشار إلى موقف القيادي والشعبي للجزائر حين قام بومدين أثناء صفقة سلاح سوفييتي مع مصر ودفع على طاولة المفاوضات المبلغ المستحق على مصر نقدا، وكم جنديا جزائريا سقط شهيدا وهو يدافع عن حرمة قناة السويس.
تطرق عصفور إلى دور مصر شعبا وحكومة إلى جانب الثوار الجزائريين ومساعدتهم لتحقيق مطلبهم الشرعي الذي كرسته مبادئ حقوق الإنسان والشرعية الدولية. أبدى إعجابه القوي بالأدب الجزائري الذي تناول الثورة الجزائرية، وقالquot; لقد تعرفت إلى شوارع وأزقتها وخارطة وهران، ومناطق أخرى من الجزائر من خلال الروائيين الجزائريين أمثال الراحل الطاهر وطار، ووسيني لعرج، كما كانت روايةquot; نجمة quot; للروائي كاتب ياسين المنهاج الدراسي الذي اعتمدته لتقديم الدروس للطلبة بالجامعة الأمريكية، فالأدب الجزائري امتداد للأدب السوري والمصري واللبناني، وكل يشكل وحدة موحدة قائمة على التنوعquot;.
وحول مشروع التنوير الذي بدأه رفاعة الطهطاوي في القرن الثامن عشر ومقارنته بفكر التنوير الذي ينادى به الآن قال quot;إن النقاط التي تناولها الطهطاوي من خلال مشروع الذي وضعه عام 1834 هي ذاتها المطروحة على طاولة النقاش في راهننا اليوم على الرغم من الأشواط التي قطعها العالم العربي، ومروره بأوضاع فكرية متغيرة إلا أن هذا المشروع ما زال قائما، خاصة حين استعمل الإسلام بالنكوص إلى الوراء حيث ارتكبت جرائم باسمه، فاحترام المرأة وعدم تهميش دورها أيضا محور نقاشاتنا الحالية، وقس عليه باقي الأمور التي تهم المجتمع العربي، كما تناول عصفور في معرض حديثه عن مفهوم الدولة المدنية حيث قال بشأنها أن تأسيس الدولة المدنية يجب توفير شروط معينة منها الاحتكام إلى العقل الذي يعمل وفق الحرية والديمقراطية وتحقيق العدل وتبادل السلطة مما يؤدي إلى احترام العلم وبالتالي احترام إنسانية الإنسانquot;.
وفي حديثه عن العلمانية واعتمداها في السلطة قال عصفور إنه بالنظر إلى المعنى الحقيقي لهذا المصطلح الذي يعني الحكم الدنيوي فإنه لا يتعارض مع الدين مع الدين أو يتهجم عليه، فالعلمانية حسبه قائمة على احترام الأديان، مستشهدا بالدستور 23 مصري الذي تعد مرجعيته للإسلام أنه لم يسجل يوما أي اضطهاد أو تهجم على المسيحيين المصريين.
وعن سؤال حول طبيعة الانتفاضة 25 يناير قال عصفور quot;لا يمكن وصفها بالثورة لأنه لم تقضي بشكل جذري على رؤوس الفساد بمصر، والثورة تعني تغير شامل لكل أجهزة الدولة، لأن مبارك ليس هو النظامquot;.