يوسف يلدا ndash; سيدني: تحاول شنغهاي، عاصمة الصين الإقتصادية، إستعادة مكانتها كأحد أبرزالمراكز الثقافية في العالم، من خلال الدورة التاسعة لمعرض بينالي الفن المعاصر، الأكثر أهمية في قارة آسيا.
يعد معرض بينالي شنغهاي الذي تأسّس في 1996، الحدث الثقافي الدولي الأكثر أهمية والأوسع إنتشاراً، في الصين وآسيا. وكانت بدأت أولى فعاليات الدورة التاسعة من المعرض، والتي ستستمر حتى 31 مارس/ آذار 2013، في 1 إكتوبر/ تشرين الأول الحالي، في quot;متحف الفن المعاصر في شنغهايquot; الذي إفتتح حديثاً، وكان يحمل سابقاً إسم quot;نانشي باور بلانتquot;، ومن ثمّ ستتوزع بقية الفعاليات في مراكز أخرى من المدينة.
أن بعث الحياة من جديد في شنغهاي وتنشيطها يمثل أخطر التحديات التي تواجهها شنغهاي، أكبر مدن الصين من حيث التعداد السكاني، إذ يتعلق الأمر كلّه بالأزمة الإقتصادية التي تمر بها أغلب دول العالم حالياً. غير أن شنغهاي إختارت أن تتجاوز ذلك كل ذلك، وتمنح معنىً مختلفاً جداً لهذه الأزمة، ولتتحول الدورة التاسعة من quot;بينالي شنغهاي للفنون المعاصرةquot; إلى الحدث الثقافي الأبرز في آسيا.
وتعمل العاصمة الإقتصادية للصين جاهدة من أجل تخليص نفسها من عبء تسمية quot;مدينة بدون روحquot; التي يُطلق عليها منذ أمدٍ بعيد، حيث تنوي القيام بذلك على أفضل وجه. وبالفعل، إستطاعت أن تضع في الأول من إكتوبر/ تشرين الأول الحالي أولى خطواتها في ذات الإتجاه، حيث تمّ إفتتاح متحف الفن المعاصر quot;باورهاوس أوف آرتquot;، وquot;بينالي الفن التاسعquot;، الذي تضمُّ مساحته البالغة 18.000 متراً مكعباً، أعمالاً لأكثر من 100 فناناً ينتمون إلى 27 دولة، والمتوقع أن يزوره نحو ثمانية ملايين شخصاً.
وفي حديثه لوكالة quot;إيفيquot; الإسبانية أكّد شو جيانغ، مدير اللجنة الأكاديمية لبينالي الفن التاسع، على quot;أن تأريخ الفن في الصين يمرُّ اليوم بمرحلة جديدةquot;. ويرى أن بعث الحياة في المعرض وإعادة نشاطاته يعكس الدور الكبير للمقر الجديد الذي يقوم برعايته quot;وقد قمنا بإعادة تنظيم المركز القديم بهدف بعث الحياة من جديد في شنغهاي، مما يسمح لها منافسة بكين على نشر الفن في الأسواق العالميةquot;.
ودون شك، أن هذا الإنتعاش الذي تشهده الصين، وعلى النقيض من بانوراما الفن في بقية أنحاء العالم الآيل إلى الذبول، يشكل نقطة جذب ومركز إستقطاب مهم للفنانين المشاركين الذين أنجزوا أعمالاً رائعة تحمل تلك اللمسات التي تتميّز بها القارة الآسيوية.
وأما الجديد الذي يحمله بينالي الفن المعاصر في شنغهاي في دورته الحالية لهذا العام، يتمثّل في الدعوة التي تم توجيهها إلى 27 مدينة، من أجل تنفيذ وعرض الأعمال التي تؤدي إلى مدّ الجسور الثقافية بينها، وترجمة شعار المعرض من قبل الفنانين المشاركين، كل يعبّر على طريقته.