من بغداد: أقترح اكاديمي عراقي تأسيس حزب خاص بالسينمائيين العراقيين عسى ان يفوز بأحد المقاعد البرلمانية ويرفع صوت اهل السينما عسى ان يسمعه الاخرون ومن يهمهم امر البلد او الثقافة في البلد من اجل العمل على انتاج افلام سينمائية عراقية والتعريف بقيمة السينما في حياة الشعوب، وقال الاستاذ الدكتور طه الهاشمي، استاذ السيناريو في كلية الفنون الجميلة / جامعة بغداد،قسم السينما والتلفزيون، والمنسق العام للندوات في مهرجان بغداد السينمائي الدولي : المفروض ان السينما من اولويات اي حزب سياسي، وان من يريد ان ينتج شعبا، عليه ان ينتجه على مختلف الاصعدة ومنها السينما التي هي ثقافة لا غنى عنها.

* تقام المهرجانات ويطلق اهل السينما ومحبوها التصريحات والنداءات لاغاثة السينما في العراق ولكن بدون جدوى، كيف يمكن تفعيل هذا الحراك بقوة؟
- اقترح من اجل ذلك تأسيس حزب للسينمائيين العراقيين لكي يسمع صوتهم، وان اية جهة تسمع صوت السينمائيين هي حزبنا من اي ِ.. كان، لان من غير المعقول ان العالم كله يتوجه الى السينما ويشتغل في السينما، والسينما مؤثرة، وأميركا لم تحتل العراق الا من خلال السينما، هذا الحزب، هذا الذي اقترحه، بأمكانه ان يحتوي السينمائيين وهم كثيرون،ولدينا اقسام في كليات ومعاهد الفنون بمئات الالاف، وبامكان هذا الحزب ان يكون له مكان في البرلمان ويدافع عن حقوق السينمائيين، ويكون صوتهم ضمن الاصوات الاخرى التي تنادي بمصالحها، فللاسف نحن نهمل هذه السينما، واننا نتذكرها تذكرا في اوقات متباعدة.. فتأتينا (هبّات) فنعمل افلاما، ولما تنتهي المناسبة ينتهي كل شيء، فأنها حقيقة لمفارقة.

* وهل تعتقد ان تأسيس الحزب السينمائي يؤدي غرضه؟
- انا اطرح مقترح ان يكون لدينا حزب سينمائي لكي يسمع صوتنا، لان من غير المعقول اننا نريد ان نثقف شعبنا ونريد ان نبرز هوية هذا الشعب ونحن ليس لدينا ما نؤثر فيه على هذا الشعب، هنالك 7500 محطة فضائية تبث ثقافتها لهذا الشعب، فمن الذي يستطيع ان يوجه ان لم يكن ابن البلد السينمائي الذي يأخذ كاميرته شأنه شأن الصحفي والروائي والشاعر، كل يصل الى جمهوره، وبهذه الطريقة الممتازة تكون لنا هوية، يكون لنا انسان عراقي محدث، هذه هي الفكرة التي طرحتها.

* لماذا هذه اللا مبالاة من الاحزاب؟
- المشكلة.. ان القرارات التي تصدر لها مكانها المحدود الذي هو الحكومة، وليس من اولوياتها هذه القضية، اولوياتها عندما تحتاجها ولكن السينما والفنون والثقافة هي احتياج يومي، لا تحاج الى مظاهرة او ارغام، المفروض انها من اولويات اي حزب سياسي، ليست هي قضية غريبة او مستغربة، فمن يريد ان ينتج شعبا، عليه ان ينتجه على مختلف الاصعدة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والسينما احدى تمظهرات الثقافة.

* لماذا الدولة غافلة تماما عن السينما؟
- انا اعتقد ان الذين يديرون شأن الثقافة في العراق لا علاقة لهم بالثقافة، ولو كان احدهم معنيا بهذه القضية لاكد على الموضوع، وهذه هي الحال ببساطة، فالحكومة ليست لديها خطة للثقافة، فالخطط ارتجالية وليست عند الناس المعنيين، انت تريد ان تخطط للسينما، عليك ان تأتي بالسينمائيين وهم الذين يخططون لك، تريد ان تؤسس للادب او تبني خطة، فعليك بالادباء، تريد ان تطور الفنون التشكيلية فعليك بالفنانين التشكيليين، لكن هذا لم يحدث.

* هل تعقد ان الدولة لا تتعمد الاهمال هذا؟
- مسألة ان تكون متعمدة او غير متعمدة ليست قضيتي، فأنا ارى النتائج، والنتائج التي اراها انها غير مهتمة بالسينما، حالها حال العشرات من القضايا التي غير مهتمين بها، معناها ليست هنالك برامج، وليست هنالك خطط.

* نقيم مهرجانا للسينما وليس لدينا دار سينما، كيف هذا؟
- عندما نقول حلقات متواصلة، معناها ان نصنع فيلما سينمائيا ونبني دار سينما ونصدر مجلة سينمائية ونكتب نقدا سينمائيا، واي حلقة منها ثغرة، نحن ليست لدينا افلام ولا عندنا دور عرض ولا مجلة متخصصة ونريد نؤثر في الناس، اذن كيف نؤثر؟

* هل تعتقد ان افلام مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية من الممكن ان تحرك عجلة السينما في العراق؟
- نتمنى ان تكون هذه الفكرة مستمرة سنويا وليست من اجل بغداد عاصمة للثقافة العربية فقط، فبغداد عاصمة للثقافة من خلقت، كل الشعراء المهمين، كل الاتجاهات الادبية المهمة، كل الاشياء المهمة حدثت في العراق منذ اقدم العصور، وحدثت في بغداد تحديدا، فلماذا عام 2013 فقط نعمل افلاما، المفروض لدينا دائما افلام وروايات ودواوين شعر ومعارض فنون تشكيلية، هذه هي هوية العراق.

* يعتقد البعض انها مجرد فورة وقتية (هبّة) تنتهي بانتهاء المناسبة، ماذا تقول؟
- انا اخشى ان تكون (هبة)، ولكنني متفائل، متفائل انه من الممكن ان تحرك البركة الراكدة.

* اقيم قبل ايام مهرجان يحمل اسم (بغداد السينمائي)، ما فائدته؟
- هو واحد من مهرجانات تعميم الثقافة السينمائية والجمالية والالتقاء بناس اخرين يفكرون بالسينما، فنحن أتينا بألمان وفرنسيين وعرب حتى يعرف السينمائي العراقي انه ليس لوحده، هناك هم مشترك واناس تفكر مثله، وهناك موضوع انساني كبير.

* لكن المهرجان لم يلفت انتباه الدولة؟
- بالنسبة لنا ما زلنا متحمسين وهذه هي الدورة الرابعة ولدينا من العزم ما نستمر به حتى لو لم تنقله اية وسيلة اعلام، هذا اصرار لدينا، هذا جزء من تحريك الاجواء، ونحن سنستمر حتى وان لم تنتبه الدولة.