بغداد: اكد الفنان العراقي الكبير سامي عبد الحميد على ان المسرح العراقي حاليا بساق واحدة، لغياب الفرق الاهلية وعدم وجود تنافس بين المسرحيين، مشيرا الى عدم وجود اي تأثير لهرجان مسرح الشباب العربي المقام حاليا في بغداد على المسرح العراقي، مؤكدا على ضرورة اعادة اعمار مسرح الرشيد الذي ما زال منذ تسع سنوات على وضعه المخرب، ومطالبا على اعادة بناء مسرح بغداد الذي يعد من اهم الصروح الثقافية، موضحا ان هذين المبنيين اولى بالاعمار من مبنى الاوبرا لعدم وجود اوبرا في العراق، وقال سامي (84 عاما) انه يستعد لتقديم ثلاث مسرحيات خلال العام المقبل وسيمثل في بعضها.
* ما قيمة مهرجان مسرح الشباب العربي في بغداد؟
- قيمة هذا المهرجان فقط في لقاء مجاميع من الشباب العربي في بغداد بالذات وفي مثل هذه الظروف، مما يدل على ان شباب المسرح خصوصا، بل ان اصحاب المسرح العراقيين، روادا وشبابا، شيبا وشبانا، مصرون على ان يواصلوا حياتهم المسرحية وحياتهم العامة، ومصرون على ان يحتضنوا زملاء لهم واصدقاء من مختلف البلاد العربية، وان يظهروا ابداعاتهم امام هذه المجاميع التي جاءت من عدد من البلدان العربية، هنا تمكن القيمة.
* ما تأثير هذا المهرجان على حركة المسرح العراقي؟
- لا أعتقد ان له تأثيرا، لان المسرح العراقي يمشي على ساق واحدة، فالساق الثانية مفقودة وهي الفرق الخاصة، الفرق الاهلية، التي هي غير موجودة، فقط هناك الفرقة التي يسمونها القومية او الوطنية، فلا وجود لفرقة الحديث لا فرقة الشعبي لا فرقة اليوم ولا فرقة اتحاد الفنانين ولا 14 تموز ولا الرسالة ولا غيرها، فلا يوجد مسرح في العالم يعتمد على فرقة واحدة وهي حكومية، فقلت قلت وكررت عدة مرات انه آن الاوان لكي تنهض الفرق الخاصة الاهلية من جديد.
* وكيف يمكن لهذه الفرق الاهلية ان تنهض؟
- لا تنهض الا بدعم من الدولة بصراحة،الان.. اكثر اعضاء الفرق انزووا، فهناك قسم منهم انتمى للفرقة القومية، وهناك من ابتعد لان الوضع لا يعجبه، ولكن عندما يكون هناك دعم وعندما تقرر ادارات هذه الفرق ان تنتج اعمالا مسرحية، فبالتأكيد سيأتي هؤلاء المنزوون طالما هنالك مبلغ من المال للانتاج، ومبلغ من المال كمكافآت للمشاركين، وليس القدماء فقط يأتون بل سينتمي اعضاء جدد لهذه الفرق، وستكون هناك دماء جديدة تدب في عروق هذه الفرق، وحتى تكون المنافسة بين هذه الفرق وفرقة الدولة، وهذه المنافسة هي التي تطور اعمال فرقة الدولة او اعمال هذه الفرق الخاصة.
* ولكن سيصطدم هذا الرأي بعدم وجود مسارح، ما العمل اذن؟
- طبعا.. طبعا، ولكن هناك اماكن من الممكن ان يعاد اعمارها، على سبيل المثال مسرح الرشيد الذي آن الاوان لاعادة اعماره ونحن مقبلون على احتفالية مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية، اقو لان من اول واجبات المسؤولين علة هذا المشروع / التظاهرة ان يعمروا مسرح الرشيد، وان يعمروا مسرح بغداد، فمسرح بغداد هو مركز التراث المسرحي العراق، لكي تفتخر وزارة الثقافة بأن في العراق تراث مسرحي رصين ومتنوع وأشاد به كل من زار مسرح بغداد، الذي هو مسرح فرقة المسرح الحديث، فواحدة من مميزات بغداد عاصمة للثقافة ان يقولوا عندنا هذا المسرح الذي شهد اروع الاعمال المسرحية.
* لكن هذه دعوة متأخرة، فلم يبق الا القليل من الوقت لافتتاح مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013؟
- لالالا، ليست متأخرة وبامكان الوزارة او الحكومة اعماره بزمن قياسي، نحن كتبنا عدة مقالات انا والدكتور فاضل خليل واخرون ولكن لم تجد كتاباتنا آذانا صاغية.
* برأيك لماذا لم يعمر مسرح الرشيد على الرغم من مرور تسع سنوات على تخريبه؟
- لا ادري ولكن ربما للحكومة هموم اخرى غير هذا، ولكن الان طالما هنالك مبالغ مرصودة لبغداد عاصمة الثقافة العربية، اذن من الاولويات ان تعيد بناء مسرح الرشيد وان تعمر مسرح بغداد وان تضيف مسارح لخرى.
* على من تقع مسؤولية تشكيل فرق اهلية الان؟
- مسؤوليتنا كلنا، مسؤولية الدولة ومسؤوليتنا نحن اعضاء الفرق، وبصراحة.. بالدرجة الاولى مسألة الظرف هذا الذي نمر به، مثلا مسرح بغداد وأول حدوث التغيير عام 2013 وفي الايام الاولى من الاحتلال كنا قد نوينا ان نعمل، وفعلا بدأن نحضر ونعمر المكان ولكن المنطقة بعد ايام صارت خطرة جدا، ولم نستطع ان نصل الى المسرح.
* هناك من يستغل دور العرض السينمائي لعرض مسرحيات، ما رأيك؟
- لماذا لا، لتستغل ما دامت السينما معطلة ولا وجود لها، ثم انك ذكرتني.. حيث يقال الان هناك انتاج سبعة او كذا فيلم سينمائي، اين تعرض يا ترى؟ اين تعرض هذه الافلام التي ستنتج؟ أليس من المفروض ان تون هناك دور سينما محترمة، اين هذه الدور؟ وهذه ايضا يجب ان يضعوا في بالهم انه على الاقل يبنون دارا او دارين او ثلاثة محترمة، حتى حين يأتي الانسان ويدخلها يشعر بالراحة، كما لا يسعني الا ان اتحدث عن مسألة قيام معالي وزير الثقافة بوضع حجر الاساس لدار الاوبرا، طيب ايهما اولى ان نبني مسارح او نعمر مسرح الرشيد او نبني مبنى اوبرا، فهل لدينا في العراق اوبرا؟ الجواب:ليس لدينا، واذن هي ليست ضرورة ملحة، بينما اعمار مسرح الرشيد ضرورة.
* خلال المدة الاخيرة عرضت مجموعة مسرحيات،هل شكلت اضافات للمسرح العراقي فعلا؟
- نعم، واقول حقيقة انه لولا هذه المجاميع الشبابية ومن عندنا عدد اخر من الذين جاءوا بعد جيلنا الذي لم يبق منه احد، بقيت انا ومحسن العزاوي ومن وراءنا فاضل خليل وصلاح القصب، وبصراحة غياب هؤلاء عن الساحة المسرحية عيب، ويجب ان يعودوا اليها، واعتقد ان فاضل وصلاح سيعودان قريبا خلال السنة المقبلة.
* ما الجديد لديك من مشاريع مسرحية؟
- سأقدم ثلاث مسرحيات عام 2013 لمشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، المشروع الاول : ملحمة كلكامش، سأعيدها باخراج جديد مع مجموعة من الشباب، الثاني : بستان الكرز لتشيخوف، اعددتها لتكون (بستان البرتقال الاسود)، والثالث : مسرحية بعنوان (ارامل) لكاتب تشيلي، وسأقدمها على ضفاف نهر دجلة، وسوف اشارك في بعضها، وبالمناسبة مسرحية بستان البرتقال الاسود سنقدمها بأسم فرقة مسرح الفن الحديث، فيما كلكامش باسم (شباب المسرح) يعني المنتدى لاننا سنطلب عون وزارة الشباب، ومسرحية ارامل باسم الفرقة الوطنية.
التعليقات