شاعر ومترجم اسكتلندي من مواليد مدينة غالواي عام 1926 عرف بأسلوبه الشعري الساخر وترجماته لشعراء أميركا اللاتينية كلويس بورخيس وبابلو نيرودا فضلا عن كثرة ترحاله وإقامته في دول عديدة مثل اسبانيا وسويسرا واليونان والمغرب ودول أميركا اللاتينية وأخيرا الولايات المتحدة حيث عمل في مجلة النيويوركر.

الفضول

ربما يكون قد قتل القطة؛ الأرجح
إن القطة كانت مجرد سيئة الحظ، أو انها دفعها الفضول
كي ترى كيف يبدو الموت، وهي لا تملك سببا يجعلها
تواصل لعق مخالبها، أو إنجاب
بطن بعد بطن من جرائها، كما هو متوقع.

مع ذلك فالفضول
خطر بما فيه الكفاية. فعدم الثقة
بكل ما يقال، وبما يبدو على انه
طرح أسئلة غريبة، ومشاركة الآخرين أحلامهم،
ترك المنزل، تشمم رائحة الفئران، امتلاك حدس قوي...
لا تجعل القطط محبوبة لدى تلك الدوائر الكلبية
التي تشكل فيها السلال المعطرة والزوجات المناسبات ووجبات الغداء الفاخرة نظام الأشياء، وحيث يكثر
هز الرؤوس والأذناب غير الفضولية.

واجه الأمر. فالفضول
لن يسبب لنا الموتmdash;
نقصه وحده سوف يفعل.
أن لا ترغب أبدا
برؤية الجانب الآخر من التل
أو ذلك البلد البعيد الاحتمال
حيث العيش لحن ريفي
( ولو انه جحيم محتمل)
سيقتلنا جميعا.

وحدهم الفضوليون لديهم، إن عاشوا،
حكاية تستحق أن تحكى.

تقول الكلاب إن القطط تمارس الحب بإفراط، وإنها عديمة الشعور بالمسؤولية،
وإنها متقلبة، وإنها تتخذ لأنفسها أزواجا عدة،
وإنها تهجر أطفالها، وإنها تبرد موائد العشاء
بحكايات عن حيواتها التسعة.
حسن، إنها محظوظة. لتكن
ذوات تسع حيوات ومتناقضة،
فضولية بما يكفي لجعلها متقلبة، مستعدة لدفع
الثمن القططي، وهو أن تموت
وتموت مرارا وتكرارا
كل ميتة لا تقل ألما عن سابقتها.
إن أقلية قططية ينتمي إليها المرء
هي كل ما يمكن أن يعول عليه
لقول الحقيقة. وما لدى القطط لتقوله
عند كل عودة من الجحيم
هو هذا: إن الموت هو ما يفعله الأحياء،
وأن الموت هو ما يفعله المحبون
وان الكلاب الميتة هي تلك التي لا تعلم
بأن الموت هو ما يجب أن يفعله كل واحد من أجل أن يحيا.