لندن:حقيقة التأثير الإبداعي لجنون فيفيان زوجة تي. أس. اليوت الأولى، وطبيعة علاقاته العقيمة مع النساء اللواتي التقاهن بعد دخول فيفيان مصح الأمراض العقلية، ومغاليق أخرى في حياة الشاعر الكبير ستكون أخيرا تحت المجهر بعد وفاة زوجة اليوت الثانية التي كانت تحمي اوراقه الشخصية من البحث بغيرة شديدة.
وقال اصدقاء فاليري اليوت التي شُيع جثمانها في 21 تشرين الثاني/نوفمبر ان الاطلاع على اوراق الشاعر الشخصية قد يكون متاحا الآن بعد رحيل فاليري اليت وقفت بالمرصاد لكل من يريد البحث في هذه الوثائق. وتوقع باحثون ان تمتد عملية التمحيص والتدقيق في اوراق الشاعر الكبير الى معاداته المزعومة للسامية. كما يمكن الآن نشر قصائد الحب التي كان اليوت يقدمها الى زوجته الثانية كل يوم أحد من حياتهما الزوجية، وذلك نزولا عند رغبتها.
وكانت فاليري محررة رسائل اليوت وحارسة سمعته خلال السنوات السبع والأربعين التي أعقبت وفاته. وتولت فاليري التي كانت سكرتيرة اليوت الشخصية إدارة إرثه الأدبي وعملت جاهدة على دعم دار فيبر اند فيبر التي عمل اليوت محررا فيها، وتأمين استقلالها ومستقبلها ماليا. ورغم حرص ارملة اليوت على نشر رسائله متنوعة المواضيع والاهتمامات فانها منعت أي كاتب من دراسة وثائقه بحرية. ويتوقع نقاد ان تكون اوراق اليوت منجما من الدراما لأي كاتب سيرة يختاره الأمناء الذين يديرون تركة الشاعر. وكما علق اليوت نفسه ذات يوم فانه quot;كثيرا ما يبدو في غاية الغرابة ان يعيش شخص بمثل أصولي [البروتستانتية] حياة كأنها رواية روسية هابطةquot;.
وكان الجزء الثالث والأحدث من رسائل اليوت التي حررتها فاليري اليوت مع جون هافندن نُشر صيف هذا العام مغطيا الفترة الواقعة بين 1926 و1927 وهي الفترة التي التي فشل خلالها في الحصول على زمالة من جامعة اوكسفورد لأنها رأت ان بعض قصائده quot;فاجرة وكافرةquot;. كما يؤرخ هذ الجزء تطور جنون فيفيان. وكتب اليوت في احدى رسائله quot;أنا مهموم، لا أعرف ماذا افعل. أنا في خوف شديدquot;. واعربت كلير ريهل احد الأمناء المسؤولين عن تركة اليوت وصديقة فاليري الحميمة عن اعتقادها بأن فاليري كانت مستعدة لوضع رسائل اليوت واوراقه الشخصية تحت تصرف كاتب سيرة رسمي . ونقلت صحيفة الاوبزرفر عن ريهل ان فاليري quot;أشارت قبل فترة الى انها أكثر انفتاحا على الفكرة ولكنها كانت تريد ان تُنشر الرسائل كلها اولاquot;. وقالت ريهل ان مستقبل جائرة تي. أس. اليوت الشعرية السنوية التي كانت فاليري ممولتها مستقبل مضمون. ويُرجح ان تتحول مراسم تقديم الجائزة في كانون الثاني/يناير المقبل الى مناسبة مؤثرة لتوديع امرأة كريمة. وقالت ريهل quot;انها ستكون أمسية خاصة لا سيما وان شاعرة البلاط الملكي كارول آن دافي هي رئيسة هيئة الحكامquot; في اختيار الفائز بالجائزة. وأكدت ريهل والناشر السابق لورد ايفنز الذي عمل مع فاليري اليوت في فيبر اند فيبر ان مكتبة اليوت الشخصية ايضا ليست مهددة. وقالت ريهل ان فاليري quot;كانت تعتني بكل شيء عناية فائقة وستستمر هذه العنايةquot;. واضافت انها تود ان ترى مزيدا من البحث في صداقة اليوت الحميمة مع عزرا باوند الذي من المفهوم ان يأفل نجمه بسبب معاداته للسامية quot;ولكنه كان كاتب مقالة متميزا وملاحظاته عن عمل اليوت ملاحظات مذهلةquot;.
وكانت العلاقة المؤلمة بين الشاعر المولود في اميركا وزوجته الأولى موضوع مسرحية عنوانها توم وفيف أُخرجت عام 1048. واقامت فيفيان في السنوات الأولى من زواجهما علاقة مع الفيلسوف البريطاني برتراند رسل يُقال ان اليوت غض الطرف عنها. وزعمت فيفيان قبل مرضها انها وزوجها على طرفي نقيض، وقال اليوت لصديقيه فرجينيا وليونارد وولف انه لا يستطيع ان يتخيل حتى حلاقة ذقنه بوجود زوجته. وفي عام 1928 اقسم اليوت بالامساك عن الجنس. وفكر مبدع quot;ارض اليبابquot; وquot;اغنية حب الى الفريد برفروكquot; في الانفصال عن فيفيان عام 1932. وعمل استاذا في جامعة هارفرد ولم يلتق بها ثانية إلا مرة واحدة قبل وفاتها في عام 1947.
في اميركا جدد اليوت علاقته بصديقته القديمة ايملي هايل التي كانت تدرِّس المسرح. ونذرت هايل نفسها له طيلة عقد الثلاثينات ولكن يُعتقد ان علاقتهما كانت افلاطونية. ولمدة 20 عاما كان اليوت يلتقي بسيدة بريطانية اسمهما ماري تريفليان ولكن يُعتقد ان علاقتهما كانت بعيدة عن الجنس. وطلبت تريفليان من اليوت ان يتزوجها ثلاث مرات ولكنه أوضح ان فكرة الزواج بعد جنون فيفيان quot;كابوسquot;. وفي عام 1957 تزوج اليوت الذي كان في الثامنة والستين من سكرتيرته فاليري ابنة الثلاثين عاما.