يوسف يلدا ndash; سيدني: أقدم تسعة فنانين أوروبيين على إحراق أعمالهم الفنية إحتجاجاً على الوضع الذي آل إليه الفن المستقل في أوروبا. أتت النار على مجموعة من الأعمال الفنية في بيت الفن quot;تاخليسquot;، والذي يشغله نحو 100 فنان من مختلف التخصصات، منذ العام 1989، بعد أن أقدم تسعة فنانين أوروبيين على إحراق أعمالهم الفنية في برلين، إحتجاجاً على التهميش الذي يعاني منه الفن المستقل في عموم أوروبا، وتقليص الميزانيات المخصصة له، في ظلّ الأزمة الإقتصادية الحادة التي تعصف بهذه القارة.
وقد إشتعلت النار في اللوحات الفنية التي يحتضنها بيت الفن quot;تاخيلسquot;، الذي يشغله نحو 100 فنان من مختلف التخصصات والخلفيات الثقافية. وتمّ إحراق الأعمال الفنية في محاولة لجذب الإنتباه الى الوضع الهش الذي تعاني منه بعض بيوت الفن المستقل، مثل quot;متحف نابولي للفن المعاصرquot;، في جنوب إيطاليا، الذي يخضع لإجراءات تقشفية تبنتها الدولة، وquot;تاخليسquot; في برلين، الذي تم بيعه لغرض الإستثمار من قبل القطاع الخاص، ولم يستطع أصحابه إخلائه من الفنانين الذين لا يزالون يشغلونه منذ 23 عاماً.
تقول ليندا سيرنا، الناطقة بلسان بيت الفن quot;تاخليسquot;، في محاولة منها للإشارة الى المصير الذي تواجهه هذه المؤسسة الفنية: quot;يتمثل التهديد في شبكة المستثمرين، والبنوك، والمحامين، وبعض الساسة الذين لا يعيرون أهمية لمثل هذه الأنشطة الثقافية، ويتمحور همهم في جني الأموال فقط، ويحاولون جهد إمكانهم توريطنا مع البوليس، وهم الذين دمروا الفن، السبب الذي دفع بالفنانين لإشعال النار في لوحاتهم، قبل أن يقدم السوق على ذلكquot;.
وتوضح الفنانة ومديرة تاخليس باربارا فراغوغنا قائلة: quot;نحن ندافع عن تاخليس بصفته مركزاً للإبداع الفني، والمكان الذي يعرض فيه الفن المستقل والمعاصر، الذي لا أهداف ربحية له. إن الفنانين والجمهور في حاجة للبقاء على إتصال مع الفن الموجه للناس، وليس للسوق. نريد من المدينة أن تقتني المكان من أجل الحفاظ عليه، وليس لأن يتحول الى مركز تجاريquot;.
ومن ناحية أخرى، فقد جاء إحراق اللوحات الفنية، تضامناً مع quot;متحف كاسوريا للفن المعاصر في نابوليquot;، الذي ينتظر مصيراً مجهولاً بسبب غياب دعم الدولة له، حيث يخشى أصحاب الفن من خصخصة الثقافة في المستقبل، الأمر الذي يعني غياب الرؤية الواضحة لما ستعاني منه حرية التعبير الفكري مستقبلاً.
ويرى الفنان الإيطالي الذي مضى على عمله في quot;تاخليسquot; أربع سنوات: quot;أنه لأمر صعب إحراق أي عمل فني، لأنه يشكل جزء منك، كما لو كان إبنكquot;.
عندما سقط جدار برلين، أرادت الدولة هدم بناية quot;تاخليسquot;، من أجل إنشاء شارع جديد في مكانها، إلاّ أنه، حتى اليوم، لا يزال العديد من الفنانين هناك، يتمسكون بإستودهاتهم، والأماكن التي يعرضون فيها أعمالهم الفنية، ويرفضون التخلي عن البناية الشاهقة، والواقعة في حي quot;ميتاquot;، المنطقة الواقعة في برلين، والتي تشهد توسعاً تجارياً هائلاً.