باريس: حدثان ثقافيان اليوم في باريس، وفاة المفكر الماركسي الفرنسي روجيه غارودي، ودخول أمين معلوف الى الأكاديمية الفرنسية.

دخل الأديب أمين معلوف الخميس الى الاكاديمية الفرنسية واضعا الرداء الاخضر والسيف المزخرف. وألقى أمام زملائه، كلمة تقريظ لسلفه كلود ليفي ستروس الذي بقي عضوا للأكاديمية 36 عاما، قال فيها عن أحلامه بالتقدم والوئام والتعايش، أحلام يعيقها اليوم جدار الكراهية بين الأوروبيين والأفارقة، بين الغرب والإسلام، بين اليهود والعرب. وأمل أن يساهم في هدم هذا الجدار... quot;فهذا هو السبب الدائم وراء حياتي وكتاباتي، وسأتابع في صلب مؤسستكم، في ظل حماية الكبار، عين ستروس الصاحيةquot;.

ومن ناحية أخرى، توفي مساء الأربعاء، الفيلسوف والكاتب الفرنسيالذي شكك بالمحرقة اليهوديةروجيه غارودي،في المنطقة الباريسية عن 98 عاما كما علم الجمعة من بلدية شينفيير وإدارة الجنائز المحلية. ومن اشهر كتب غارودي المولود في 17 تموز/يوليو 1913 في مرسيليا (جنوب) من عائلة بروتستانتية، لأب يعمل في مجال المحاسبة، الكاثوليكية ثم الاسلام في الثمانينات، هو quot;الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيليةquot; وفي 1998، وبسبب هذا الكتاب، ادين غارودي بتهمة التشكيك في ارتكاب جرائم ضد الانسانية، بعدما اثار جدلا حادا. ورحب بكتابه المذكور النظام الاسلامي الايراني والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله والسلطات السعودية.(1996) وقد ادانته محكمة فرنسية في 1198 بتهمة التشكيك في محرقة اليهود في هذا الكتاب بعد ان اثار جدلا حادا.

شيوعيا، كان من المتفتحين في ميدان الأدب، وايضا من اكثر الداعين الى الحوار بين المسيحية والشيوعية. ثم أخذ يقترب من الفكر الإسلامي، فأعلن إسلامه في جنيف عام 1982. وقد صرح في كتابه quot;الإسلام دين المستقبلquot;: بأن الإسلام كان أكثر الأديان شمولية في استقباله الناس الذين يؤمنون بالتوحيد وكان في قبوله أتباع هذه الديانات في داره منفتحا على ثقافاتهم وحضاراتهم والمثير للدهشة انه في اطار توجهات الإسلام استطاع العرب آنذاك ليس فقط إعطاء إمكانية تعايش نماذج لهذه الحضارات. بل أيضا إعطاء زخم قوي للايمان الجديد: الإسلام. فقد تمكن المسلمون في ذلك الوقت من تقبل معظم الحضارات والثقافات الكبرى في الشرق وأفريقيا والغرب وكانت هذه قوة كبيرة وعظيمة له، وأعتقد ان هذا الانفتاح هو الذي جعل الإسلام قويا ومنيعا.quot;

ونتيجة هذا الانتماء إلى الإسلام، أخذ يشكك بالمحرقة اليهودية، فأصبح في نظر الإعلام الغربي معاديا للسامية. واتهم من قبل محكمة فرنسية بانه من المشككين في محرقة اليهود على يد النازية.

وفي نبذة اصدرتها الجمعة بعنوان quot;رحيل روجيه غارودي، من ستالين الى محمدquot;، اشادت صحيفة لومانيتيه الشيوعية بغارودي الذي quot;اضطلع، في نظر عدد كبير من المفكرين الشيوعيين في الحقبة الستالينية، بدور quot;الفيلسوف الرسميquot; الذي لا يمكن تصوره اليوم للحزب الشيوعي الفرنسيquot;.