يوسف يلدا من سيدني: كشف الصحافي الإسباني ماريو أموروس، مؤلف كتاب quot;ظلال في إيسلا نيغرا، وفاة بابلو نيرودا الغامضةquot;، عن محتويات تقرير يقول أن الشاعر الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1971، توفي في 23 سبتمبر/ أيلول 1973 لإصابته بمرض سرطان البروستاتا.
أشار تقرير جديد خاص بدائرة الخدمة الطبية القانونية في تشيلي، الى أن الشاعر بابلو نيرودا، كان فعلاً توفي بسبب إصابته بمرض السرطان، على الرغم من الشكوك التي كانت تحوم حول سبب وفاته، حيث وقعت بعد مرور 12 يوماً على إنقلاب أوغستو بينوشيت، كما أفاد يوم الخميس الماضي، الصحافي الإسباني ماريو أموروسو. وكان أموروس كشف، في مقالة له نشرت في الصحيفة الإلكترونية quot;لا ناسيونquot;، عن مضمون تقرير حمل توقيع جيرمان تابيا كوبا، الخبير في تشريح ودراسة الجثث، ومؤرخ في 8 مارس/ آذار.
وأكد الصحافي لوكالة أنباء quot;إيفيquot; على أن الدكتور تابيا، المتخصص في شؤون دراسة وتشريح الجثث، توصل الى إستنتاج مفاده أن بابلو نيرودا كان قد توفي في 23 سبتمبر/ أيلول 1973 نتيجة مرض سرطان البروستاتا الذي كان يعاني منه.
وحسب ما ذكره أموروس، لقد تمّ إعداد هذا التقرير بناءاً على طلب القاضي ماريو كاروزا، الذي يدير التحقيقات القضائية التي بدأت في يونيو/ حزيران 2011، بعد شكوى تقدم بها الحزب الشيوعي التشيلي، حيث كان مؤلف quot;عشرون قصيدة حب وأغنية يائسةquot; عضواً فيه. وكان الحزب قد إعتمد على تصريحات سائق نيرودا السابق مانويل أرايا، الذي أصرّ على أن الشاعر مات مقتولاً على يد عملاء نظام بينوشيت عن طريق تزويدهم بحقنٍ مميتة، عندما كان يرقد في عيادة في سانتياغو في عام 2011.
وعلى العكس من ذلك، وكما يؤكد أموروس، أن الدكتور تابيا يشير في التقرير الجديد الى أن الطريقة الطبية والقانونية لموت بابلو نيرودا تظهر أنه لم يكن نتيجة عنف، أي بمعنى أن الوفاة طبيعية، وكانت نتيجة مرض.
وعن مدى أهمية فحص رفات الشاعر يقول الدكتور تابيا quot;أن إجراء تحليل لعظام الضحية يمكن أن يوفر معلومات ضرورية تدعم إجراءات التشخيص العلمي لسرطان البروستاتاquot;. ولكن، من ناحية أخرى، يرى أنه سيكون من الصعب التأكد، من خلال هذا الإجراء، فيما إذا كان نيرودا قد تلقى حقنة قاتلة.
ووفقاً لما يرويه أموروس، أنه وبعد أن إستلم التقرير الجديد في مارس/ آذار الماضي من الجهات المختصة، أوعز القاضي ماريو كاروزا لمنظمة تشيلية أخرى القيام بإعداد تقرير جديد آخر يركز على درجة التدهور الذي أصاب الشاعر نتيجة إصابته بمرض السرطان.
ومع ذلك، يمكن أن يقرر القاضي، في نهاية الأمر، العودة الى نبش رفات نيرودا، مثلما طلب الحزب الشيوعي في ديسمبر/ كانون الأول، وكما فعل في عام 2011 مع جثة الرئيس سلفادور الليندي.
وفي سياقٍ آخر، قام المحامي إدواردو كونتريراس، ممثل الحزب الشيوعي، بتسليم رسالة تتكون من صفحتين يعرب فيها أخصائيان كنديان عن إستعدادهما للمساهمة في تحليل جثة الشاعر. وحسب ما يؤكده ماريو أموروس أن الدكتور بهوشان كابور، من جامعة تورنتو، أشار الى إعتقاده في إمكانية أن يكون نيرودا مات مسموماً.