يرى الفنان الإماراتي عبدالله سعيد بن حيدر الساحة الإماراتية تمتلئ بالفنانين الموهوبين، وأن بإمكانها تقديم نجوما ينافسون على الساحة الفنية العربية.

يعد الفنان عبدالله سعيد بن حيدر واحدا من أبرز الوجوه الفنية الإماراتية، انطلقت تجربته من المسرح ممثلا ومخرجا، لتلتقطه الشاشة التليفزيونية والسينمائية، فيقدم عددا من الأعمال الدرامية التي شكلت علامات في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من أنه لا يستطيع الافلات من زخم الأعمال الدرامية، إلا أن ولاءه للمسرح وشغفه به جعله لا ينفك يعود لخشبته مخرجا وممثلا ومصمما للاستعراضات بل ومغنيا.
حيدر يرى في حوارنا معه أن الساحة الإماراتية تمتلئ بالفنانين الموهوبين، وأن بإمكانها تقديم نجوما ينافسون على الساحة الفنية العربية، لكن هذه المواهب تحتاج إلى إستراتيجية واضحة لصناعة النجوم تتبناها الدولة، وفي الحوار المزيد من التفاصيل حول مشواره الفني ورؤيته للساحة الفنية الإماراتية.
** بداية نود التعرف على خطوط البدايات كيف تجمعت ليتشكل منها الفنان؟
** المدرسة، منذ العام 1988 شكلت الخطوط الأساسية لبداياتي وكانت بمثابة الحقنة التي ضخت شراييني مصلا وصل إلى القلب لينبض من حينها مسرحا..
علاقة ربطتني بخشبة المسرح منذ الوهلة الأولى، رغم بساطة البدايات أتذكر منها مساهمات مدرس اللغة العربية الأستاذ الفاضل يوسف المعيمعة، والذي كان حينها مشرفا على النشاط المسرحي بالمدرسة..
كنت ومحمد خالد زميل الدراسة الأكثر ولعا بهذا النشاط.. استمر النشاط بالنسبة لي حتى العام 1992 حيث توقفت لانشغالي بالنادي، كنت لاعبا لكرة السلة بنادي الخليج وابتعدت عن المسرح حتى عام 1999.
اشتقت لرائحة الخشبة وألقها فعدت مشتاقا لها خاضعا لهيبتها وسطوتها عليّ، وها أنا أكمل المشوار حتى كتابة هذه الكلمات.
** وماذا عن المراحل التي قطعتها من خلال بطولتك في عشرات الأعمال المسرحية؟ والأعمال التي تعدها نقلات رئيسية في هذه التجربة؟ ولماذا تعتبرها نقلات رئيسية؟
** حين قررت العودة قوبلت بالتشجيع من الأخ و الصديق الفنان علي الشالوبي الذي كان حينها مديرا لمسرح خورفكان للفنون، وقدمت أول مسرحية معهم وكانت بعنوان quot;عيش وشوفquot; تأليف التفات عزيز وإخراج حكيم جاسم، من ثم شاركت مع الفرقة في أيام الشارقة المسرحية بمسرحية quot;الخدعةquot; التي أخرجها الفنان باسم داوود، وأيضا شاركت الفرقة بالمسرحية ذاتها بمهرجان الوفاء الرابع بمدينة البصرة أواخر العام 2001.
توقفت بعدها عن الأعمال المسرحية بسبب الوظيفة ولكن دوم انقطاع عن الحراك المسرحي في الدولة، وسرعان ما عدت وشاركت مع العديد من الزملاء بورشة مسرحية مكثفة في العام 2004 أثمرت عن تعاون بين فرقتي مسرح العين ومسرح أبوظبي quot;الاتحاد سابقاquot; لإنتاج مسرحية المهاجر عن قصة الأديب جورج شحاده، وتصدى لإخراجها الدكتور الفنان حبيب غلوم، وشاركنا بها ضمن المسابقة الرسمية لأيام الشارقة المسرحية، ثم توالت الأعمال بعدها ومنها: quot;منزل آيل للسقوطquot; وquot;جنة ياقوتquot; وquot;خيول الريحquot; وquot;غربان في الجزيرةquot; وquot;جيم اوفرquot; وquot;الفطام ورية وسكينةquot; ـ مساعد مخرج ـ وquot;أنا وزوجتي وأوباماquot; ـ مخرج مساعد و مصمم استعراض ـ وquot;سيدة اللوحات والبنديرهquot; وquot;رسم حديثquot; وquot;ممنوع اصطحاب الأطفالquot; ـ إخراج ـ وquot;مواويلquot; وquot;ألف ليلةquot; وquot;ديك ومريومquot; وquot;السنافرquot; ـ مصمم استعراض ومغني ـ وانتهاء بمسرحية الأطفال quot;سارة و الغرابquot;، كلها مراحل ساعدت في صقل موهبتي بشكل كبير وساعدتني في شق طريقي باتجاه التواجد و بقوة كممثل مسرحي.
النقلة الأهم في هذا المشوار كانت مسرحية quot;المهاجرquot; التي وضعت عبدالله سعيد بن حيدر كخامة مسرحية تستطيع تقديم الكثير وعرفت الكثيرين من المسرحيين على إمكانياتي كممثل، بالإضافة إلى مسرحية منزل آيل للسقوط التي اثبت فيها قدرتي على التلون و التعامل مع الشخصيات بإتقان ثم جاءت مسرحية quot;خيول الريحquot; ومسرحية quot;الفطامquot; لتؤكد على موهبتي.
** حدثنا عن عملية الانتقال من خشبة المسرح إلى التليفزيون ثم السينما؟
** التلفزيون لم يكن يشكل هاجسا بالنسبة لي، فقد كنت أعتبره نافذة تساعد على الانتشار جماهيريا، وهذا لا يشكل بالنسبة لي هدفا أساسيا بقدر ما شكله المسرح لي من أهميافة. كنت أتلقى العديد من الاتصالات من مدراء إنتاج للعب أدوار أشبه بالكومبارس وكنت أقابلهم بالرفض التام والقاطع من منطلق ما حققته من حضور على خشبة المسرح بالتالي يجب أن تكون الأدوار المقدمة لي في التلفزيون قادرة على تقديم فرصة للتقدم خطوة للأمام.
** ما أبرز الأدوار التي قدمتها للتليفزيون؟
** جاءت الفرصة الأولى في عام 2004 حين شاركت مع المخرج حسن أبو شعيرة في مسلسل أمواج هادئة والذي عرض على تلفزيون الشارقة، وحقق نسبة مشاهدة عالية ساهمت في تعرف جمهور التلفزيون على ممثل جديد اسمه عبدالله سعيد. ثم جاءت فرصة أخرى من خلال مشاركتي في شخصية حوكل بمسلسل أيامنا الذي قام بتأليفه والتمثيل فيه الفنان مرعي الحليان وأخرجه حسين بن حيدر، وعرض على شاشة تلفزيون سما دبي في العام 2007. وبعد انتهائي من عرض مسرحية quot;خيول الريحquot; جاءني صديقي الفنان والمخرج مصطفى رشيد إلى غرفة تغيير الملابس ولمح لي عن رغبته بأن أشارك بمسلسل يقوم بالتحضير له، وفعلا كلمني أحمد الجسمي وعرض علي شخصية مرزوق المعترض في مسلسل quot;ريح الشمالquot; والذي كانت بحق الفرصة الأهم والتي حققت لي انتشارا أوسع وأدخلتني إلى قلوب المئات من المشاهدين، والدليل أن الشخصية التي لعبتها ما زالت عالقة في ذاكرة الكثيرين حتى اليوم، رغم أن المسلسل تم عرضه في 2008 وهذا فعلا ما جعلني أطور من قدراتي كممثل لأقدم الأفضل.
ثم تبعتها تجربتي المميزة في مسلسل quot;هديل الليلquot; بشخصية يحيي والتي برزت من خلالها كممثل ومغني في نفس الوقت، وشابهتها تجربتي في مسلسل quot;دروب المطاياquot; حين جسدت شخصية رجل عجوز اسمه سعيد الطواش، وتبتعها مشاركتي في مسلسل quot;بنات شماquot; الذي حقق لي انتشارا أكبر. وقدمت بعدها مشاركة شرفية في quot;حبر العيونquot;.
أما فيما يخص جديدي فقد صورت في شهر 6 من العام الماضي المسلسل الكوميدي الإماراتي quot;سوالف عمرانquot; والذي لم يعرض بعد، وجديد الجديد هو مشاركتي في مسلسل quot;دو ري ميquot; وهو مسلسل غنائي من إنتاج الفنان باسم عبد الأمير وإخراج المبدع سلطان خسروه، وأعتبره تجربة مهمة ستعيدني إلى الشاشة بشكل مختلف.
وأخيرا انتهيت منذ أيام من تصوير مشاركتي البسيطة في مسلسل quot;يا مالكا قلبيquot; مع المنتج أحمد الجسمي والمخرج عارف الطويل، وقريبا جدا سوف أدخل موقع تصوير مسلسل جديد احتفظ بتفاصيله لحين البدء بتصويره.

** وماذا عن تجربتك السينمائية؟
** بالنسبة للسينما فقد كانت في البداية مساهمات متواضعة في مشاريع طلابية أعتقد أني من خلالها قدمت خدمة لمن هم أجدر بالوقوف معهم ومساعدتهم على نجاح مشاريعهم وقدمت 8 مشاهد في فيلم quot;المهدquot; في عام 2005 مع المخرج السوري محمد ملص أعتبرها تجربة مختلفة بكل المقاييس، لأنها كانت بدايتي في العمل باحتراف في السينما رغم بساطة المشاركة.. وقدمت أيضا فيلم quot;اسأل روحكquot; مع صديقي المخرج محمد مجدي وشارك في مهرجان الخليج السينمائي 2011.. والآن أنا بصدد التحضير مع أخي وصديقي المخرج محمد السعدي لفيلم سينمائي طويل قد يرى النور قريبا.
** الجمع بين العمل المسرحي والتليفزيوني والسينمائي حتما له آثاره على شخصيتك الفنية، هل لنا أن نتعرف هذه الآثار ومدى إفادتك منها عند اختيارك للمشاركة في عمل فني سواء مسرحا أو سينما أو تليفزيون؟
** أساسي كممثل مسرحي أفادني كثيرا في التخلص من رهبة الكاميرا التي تكاد لا تقارن برهبة وهيبة الخشبة، وهذا ساعدني في التعامل مع الكاميرا بشكل محترف ومتقن وقدمني على الشاشة أكثر نضجا. بالنسبة للاختيار أعتقد
أننا في الخليج كشباب ما زلنا نعاني من عدم قدرتنا على اختيار ما يناسبنا رغم أني أدعي أني محظوظ، وكل ما عرض علي كان مفصلا لي من غير قصد، وهذا من حسن حظي كما ذكرت سابقا.. هناك وقت طويل
للوصول إلى هذه المرحلة وهذا يتطلب منا كشباب بذل جهد اكبر وتطوير لإمكانياتنا وقدراتنا كممثلين بالإضافة إلى محاولة التجدد الدائم من حيث اللوك الخارجي، وأنت تعلم تماما أهمية هذا الجانب في التلفزيون، وهذا شيء مهم لا نستطيع التملص منه لمواكبة كل ما هو جديد.
** في ضوء ما سبق هل لنا أن نتعرف على رؤيتك لقيمة ورسالة العمل الفني؟
** الفن صورة المجتمع و نبضه لذا يجب أن يكون صادقا أيا كان شكله سواء كان ممسرحا أو متلفزا أو فنا تشكيليا أو موسيقيا إلخ.. الرسالة نبيلة ولا بد من الحفاظ على نبلها و رقيها.
** ما هو تقييمك لمسيرة الأعمال التليفزيونية الإماراتية وهل بدأت في تشكل خصوصيتها؟ وما المشكلات التي تعاني منها وكيف ترى لحلها؟
تحقيق الخصوصية مهمة يقع كاهل تحقيقها على القنوات التلفزيونية من خلال دعمها الصادق النابع من إيمانها بأهمية مساندة المنتج المحلي.. هذه المعادلة لم تتحقق بالشكل المرضي حتى الآن، وإشكالها الوحيد يكمن في عدم ثقة القائمين على الدراما التلفزيونية بالفنان المحلي وعدم سعيهم إلى صنع نجوم إماراتيين جدد واكتفائهم بالموجود وهم لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، لكي ترفع قيمة المنتج المحلي لابد أن تضع إستراتيجية واضحة لصناعة النجوم في الإمارات وهذا لا يتحقق طالما لا توجد كراسي تؤمن بالمواهب..
معادلة ناقصة لا بد من اكتمالها quot;المال موجود والموهبة موجودة وبقوة و ينقصهم ثقة التلفزيونات المحليةquot; إن اكتملت المعادلة أعتقد أن الإمارات سيكون فيها نجوم لا تستطيع عدهم من كثرتهم وأنا واثق مما أقول.
** ما هو تقييمك لمسيرة السينما الإماراتية وما حققته من أعمال خاصة في مجال الأفلام الوثائقية والقصيرة؟
** السينما الإماراتية منتعشة وفي حالة نشوة على صعيد المهرجانات والمسابقات سواء كأفلام وثائقية أو كأفلام روائية قصيرة و هي تعتبر في الأغلب تجارب مهمة إلا أنها تظل حبيسة المهرجانات.

** ما هي المشكلات التي تواجهها خاصة فيما يتعلق بالأفلام الروائية الطويلة وما الطريق إلى حلها؟
** السينما بحاجة لانتشالها من دائرة المهرجانات والنصوص النخبوية لتخرج للناس ولتصبح سينما شباك تلاقي إقبالا مهما..
أعتقد ومن خلال وجهة نظري البسيطة من خلال متابعتي الدائمة للحراك السينمائي الإماراتي أن هناك أزمة نص فكل ما يكتب لا يكتب للناس بل للجان التحكيم، أين أنتم أيها الكتاب السينمائيين من الناس.. تغيب الواقعية عن الكثير من الأفلام، اكتبوا نبض الشارع اقرأوا الجرائد، فهناك الكثير ما يستحق الكتابة فيه وأجزم أنكم ستجدون من يدفع ليشاهد أفلامكم ..

** ما تقييمك للزخم المسرحي الإماراتي وما يحفل به من أعمال ومهرجانات؟
** الإمارات حققت و ما زالت تحقق الكثير من النجاحات على الصعيد المسرحي وسنة بعد سنة تكتسب المزيد من الاحترام و التقدير عربيا ذلك أن التطور والنضج الفني الذي تعيشه يكسبها ذلك عن جدارة.. كيف لا والداعم الرئيسي والأب الروحي لكل المسرحيين الإماراتيين هو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة راعي الثقافة والفن والمسرح..
اليوم نحن نملك 6 مهرجانات محلية يتربع على عرشها مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وهذا كله يتحقق رغم عدم وجود معهد للفنون المسرحية.. الحراك المسرحي في الإمارات أعتقد أنه حراك مهم يساهم بشكل كبير في نهضة المسرح العربي بشكل كبير وفعال .

** كيف ترى للدور الذي تلعبه مهرجانات مثل أبوظبي السينمائي ودبي السينمائي والخليج السينمائي في دعم حضور الفنان الإماراتي؟ وهل ترى أن هذه المهرجانات تحتضن الفن والفنان الإماراتي وتدعمه؟
** هي أساسا لا تؤمن بدور الفنان الإماراتي وهي تعتبر بيئة طاردة و منفرة ولا تعترف بكيان الفنان الإماراتي وأهمية تواجده في هكذا مناسبات.
عبدالله سعيد بن حيدر في سطور
أهم الاعمال المسرحية :
quot;عيش وشوفquot;، quot;الخدعةquot;، quot;الفزعةquot;، quot;المهاجرquot;، quot;منزل آيل للسقوطquot;، quot;مواويلquot;، quot;جنة ياقوتquot;، quot;خيول الريحquot;، مسرحية الأطفال quot;غربان في الجزيرةquot;، مسرحية الأطفال quot;جيم أوفرquot;، مسرحية quot;الفطامquot;، quot;ريا وسكينةquot;، quot;أنا وزوجتي وأوباماquot;، quot;سيدة اللوحاتquot;، quot;ألف ليلة وديكquot;، quot;رسم حديثquot;، quot;البنديرةquot;، quot;ألف ليلة و ديكquot;، مسرحية الأطفال quot;سارة والغرابquot;.
أهم الأعمال التلفزيونية:
quot;أمواج هادئةquot;، quot;أيامناquot;، quot;ريح الشمالquot;، quot;دروب المطاياquot;، quot;هديل الليلquot;، quot;بنات شماquot;، quot;سالفة عمران الزعفرانquot;، quot;جامعة طربquot;، quot;04quot;، quot;حبر العيونquot;.
أعمال سينمائية:
الفيلم الروائي الطويل (المهد) 2005
الفيلم القصير (البئر) 2004
الفيلم القصير ( رسائل ) 2009
الفيلم القصير (ماكياج السعادة) 2011
الفيلم القصير (إسأل روحك) 2011
أعمال مسرحية من إخراجه :
مسرحية ممنوع اصطحاب الأطفال 2009
أزاول المهنة بدون انقطاع منذ 1999
مشاركاته في المهرجانات :
مهرجان الخليج السينمائي منذ الدورة الأولى
مهرجان دبي السينمائي بعض الدورات
أيام الشارقة المسرحية منذ 1999 حتى الدورة الأخيرة
مهرجان الإمارات لمسرح الطفل منذ الدورة الأولى وحتى الأخيرة
مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي 2009
أيام عمان المسرحية 2010
مهرجان المسرح الأردني الدولي 2011
بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الفنية والثقافية بالدولة.