يحدثُ أن ادخلَ الشعرَ
من نفقٍ تحتَ ارضهِ
بتدبيرٍ من عصابةِ كلمات برّية
تطاردُها كواتمُ الصّهيل
و شرطةُ القواميسِ
و كلابُ فِقْهِ الفرقةِ الناجيةِ
فأرى شعراءَ بقمصانِ الطغاةِ الداخليةِ
يمارسونَ نُزهاتِهم السرّيّةِ
في مقابرِ قصائدِهم الجَماعيّةِ
و أرى شعراءَ بنجومٍ خُماسية
يخيطونَ لبذلاتِ قصائدِهم الزُرقِ
كلمات بياقات بيض
و أرى شعراءَ يفتضّونَ مملوكاتِ اليمين
تحرسهُم دعواتُ كلمات مؤمنة
و غلمانَ مجازِ
يطوفونَ بها و بهنَّ عليهم
و أرى
و أرى
لكنْ
في رَبعِ الشعرِ الخالي
أُبصرهُ ينهضُ
من تحتِ كثيبِ كلماتٍ بدويّة
تسفعهُ ريحُ كلام مسجوعٍ
يترنّحُ
يتساقطُ
ثمّ يشهقُ واقفاً
و ينهارُ جاثياً
بين خرائبِ حاضرهِ
تفوحُ منهُ رائحةُ مستقبلِه المُنقرض
قبلَ آلاف
يا أرضَ الشعرِ الغامضةِ
المرجومةَ بسجّيلِ قوافي النار
كوني برداً و سلاماً
فهذا الشيخُ الطاعنُ في الشعر
جاء يبحثُ عن قصيدةِ طفولتِهِ التي
كانتْ تلهو فيكِ
يومَ كنتِ تعبَثينَ بالحروفِ
فنما فيكِ عُشبُ الكلمات
أَزيحِي عنكِ المتردّيةَ
و المنطوحةَ من الشعراء
و مدّي تحتَ قدميهِ
بساطاً احمرَ مِن زهرِ كلمات في فجر تفتّحِها
فهذا الشاعرُ
hellip;.
..
و طني