يتعرّض المثقّـف العـراقي الى حالة من الحصار والاستلاب الثقافي، منذ ان حلّـت بأرض العـراق ثقـافة البعث الفاشية عام 1963م وحتى عـام 2003م، ثم جـاءت حكومـات المحاصصة الطائفية المتعاقبة والمتعاونة مع الاحتلال الأمريكي، وأصبحت مفـردة (مثـقّــف) تسـتفز كل من في السلطة السياسية والسلطة القومية والسلطة الدينية وسلطة الطوائف وغيرهـا.
وقـد أفرزت هـذه الحُقـب التاريخية حالـة من الإقصاء المُتعَـمّـد لما هـو نيّـر وابـداعي في وعي المثقّـف العراقي، وراحت سنوات المنفى تُعمّـق هذا الإقصاء والابتعاد من المشهـد الثقـافي، وزادت تعقـيدات وإشكالات المشهـد السياسي في الشرق الأوسط بتبعيّـتهِ الى الرؤى الأمريكية تعقـيداً آخرَ على كـاهل المؤسسات الثقافيـة في البـلدان العربية، فتقـلّص أفـق النشر والإبـداع أمام المثقّـف العراقي، بشكلٍ خاص، وأمام المثقّـف العربي بشكلٍ عام، وكانت وزارة الثقـافة في العـراق – وما زالت - هي الأخرى من أردئ الوزارات التي عايشها المثقّـف العراقي وابداعـه المتوهّـج دوماً. فلم تلتفت في يومٍ الى الإبداع العراقي ومبدعيه، فكل شيءٍ في منظورها يخضع الى مفهوم الحزبية والطائفية الحاكمة.
كما أن دور النشر العربية، هي الأخرى سـاهمت في تعقـيدات المشهـد الثقـافي، وقلّصت فُرص النشر أمام المثقف العربي، وبـدأت تفرض عليه شروطها، حتى غـدت هذه الشروط تأخذ صيغـاً شتّى، فقـد اشترطت أن (يـدفع) الكاتب تكاليف طباعـة نشره كتابه، من مـاله الخـاص مقابـل (25 نسخة) أو أكثر بقليل من أعماله، والبعض الآخر من هـذه الدور يفرض شروطاً اضافية مثل: (دفـع مبالـغ التحويل والإرسال والتسويق) وبعضهم يشترط أن يستلم الكاتب نسخ كتبه من بغـداد أو غيرها من العواصم العربية، إضافة الى الانتظار الطويل حتى يخرج كتابه للأسواق، وقـد يدوم الانتظار الى حـدود السنة الكاملة، وهـذا الأمر بـدا واضحاً عـند كتّـابنا المعـاصرين، وأصبحت مسـألة (نشر الكتـاب) مسـالة مقلِقـةً جـداً تُعـكّـرُ صفو خـاطر الكاتب، وتقـوم بارتـدادات نفسية صعبة، الأمر الذي يـدعـوهُ الى التـوقّـف عن الكتابة بشكل تـام، ومُجـافـاة ما هـو فكري وثقافي في حيـاته، وهـناك الكثير من الكُـتّـاب مِمَّـن عَـزِفـوا عن التـأليف والكتابـة والنشر، والبعض منهـم (طلّـق) الثقافة والإبـداع من حياتـه بشكلٍ مطلق، فيما كانت هُـناك حـالات تُـبدع وتراكـم ابـداعهـا على الـرفـوف وبين أدراج المجرّات والمكاتب، حتى غـدت مؤلّـفاتهم خـارج الـزمن، الأمر الذي يفـقدها سمتها الإبـداعية المعاصرة، وهي ظاهرة وليست حالة فـرديّـة. وهـنا نلمس أن المثقف العراقي ونتاجه الإبـداعي هـو المستهـدف من كل هـذه العملية، ولا نبالغ حين نقول أن هـناك المئـات – إن لم يكونوا آلافــاً – من الكُـتّـاب العراقيين يعـانون هذا الأمر المفجـع، فليس هـناك مؤسّـسة ثقافيـة تتـبنّى نتـاجهم الإبـداعي – إن كان على صعيد وزارة ثقـافة أو اتحـاد كُتّـاب أو جمعيّـات خيريـة ذلت طابع مـدني أو حتى تجـاري، فتوظيف المـال في الثقـافـة من المحظورات في العقلية التجارية.
ولغـرض كسـر هـذه الحـواجز كلّـها، فلا بُـدَّ من إيجـاد (مؤسّسة ثقـافية عراقية مستقلة) غير ربحيّـة تهـتم بنتـاج المثقف العراقي بشكلٍ خـاص، وعليه نقـترح (الصيغـة) التـالية لتـأسيس هذا المشروع الثقـافي وهي مسـوّدة أولى، قابلـة للنقـاش والتطوير، ومن ثـمّ استكمال بُنيتها الثقافية والإدارية والمـالية والحقوقيّـة مع مـرور الزمـن.&

* * *
1- إســم المؤسّـسة: مـؤسّـسة الإبـداع العراقي الحُـر.
2- شعـار المؤسّـسة: لا قـــيد على حريّـة الفـكر ولا رقـابـة سوى الضمير.
3- عضويّـة المؤسّـسة: تنشـأ هذه العضويـة من خلال كـافـة الكتّـاب المساهمين في تكـوينها ورفـد نتاجها.
4- يتوجّـب في كل عضو مشترك دفع مبلغاً قدره (1000 ألف يورو) كسهم تجاري، يـدفع مرّة واحدة والى الأبـد، مقابـل نشر كتاب واحدٍ سنويّـاً فقط، بمعنى أن هـذا المبلغ يبقى (رأسمال مـدوّر) للكاتب لأعماله القـادمة. ويُهـدى له (25 نسخة) من كل عملٍ مطبوعٍ له. وعليه تقـع أجـور النقل والتوزيع البريدية لكافة أعضاء المؤسسة.
5- يلتـزم كل عضو في المؤسّـسة بتـوزيع (10 نسخ) من كل مطبوع ويدفع ثمنها مقدماً، ويقوم بتوزيعها على معارفه واصدقائه بسعرها المحدد.
6- لا يـزيد سعر المطبوع عن (10 يـورو) أو ما يعادلها، مضافاً إليه قيمة الحمولة البريدية. والتي سوف تعاد الى الكاتب (نقصد مبالغ الشحن البريدي).
6- تكون طباعـة الكتب الصادرة عن المؤسسة بالحجم المتوسط (14 x 21 سـم) وبحدود 200 صفحة، وما زاد عن ذلك سيقوم الكاتب بإضافة مبلغاً آخر يساوي قيمة المضاف من الصفحات.
7- يقـوم الكاتب بنسـخ كتابه (المخطوط) على الكمبيوتر (بصيغة الوُرد) وبنفس الوقت يقوم بإخراجه فنيّـاً، ضمن المواصفات التالية:
&* كل صفحة تحتوي على 23 سطراً، وكل سطر يحوي عشر كلمات فقـط، بمعنى آخر، يكون في كل صفحة 230 كلمة.
&* في حـالة عـدم تمكّـن الكاتب من (الإخـراج الفنّي) للكتاب، ضمن الشروط أعـلاه، عليه ان يـدفع مبلغاً إضافيّـاً للإخراج الفني – يُتّـفق بشأنه، فيما بعـد، أو يجد من يقوم له بذلك من معارفه أو أصدقائه.
8- يحق للكاتب أن يشترك بـ (5 أسهم فقط) وبـذا يصبح عضواً في الهيئة التنفـيذية، وليس له حقوق إضافية أخرى سوى في الأرباح الناتجة عن هذه الأسهم.
9- يحق للعضو سحب أسهمهِ بعـد 5 سنوات فقط مع فوائد أرباحها. وبهذا الإجراء يفقـد عضويته.
10- العضويـة الفخريّـة: آ- يمكن لبعض الأدباء والكتّـاب العرب أن يكونوا مساهمين في المشروع، وتنطبق عليهم كافـة الشروط والواجبات والحقوق أعلاه، سوى أنّـهم لا يشتركون بعملية التصويت وصياغة القرارات في الهيئة التنفيذية.
ب – هـناك بعض الشخصيات من الكتاب وغيرهم، يـودّون دعـم مثل هذه المشاريع الثقافية، دون أن يكونوا أعضاءً فيها، ولا يحبـذون نشر أسمائهم، ولهم الحق في ذلك، وهو أمر جـائز، وستقوم المؤسسة بإيصال كل منشوراتها إليهم، بشكل فردي، على أن يُعلم رئيس الهيئة التنفيذية أو محاسبها المالي بمقـدار المبلغ المتبرّع بـهِ، مع صورة الإيصال البنكـي الذي تم بموجبه التحويل الى (رقم حساب المؤسسة).
11- بعـد إجـراء كل ما تقـدّم، وبعـد سماع الملاحظات والتصويبات الأخرى على المشروع، ستقوم (لجنة منتخبة) تمثّـل رئيس المؤسسة والمحاسب والمشاور القانوني (المحامي) بتقـديم (الطلب الرسمي للتسجيل) الى الجهات المختصّة في بلـدٍ عربي، بغيـة استحصال الموافقة الرسمية لتلك الدولة، وإعـلان حالة الإشهار الرسمية للمؤسسة في وسائل الإعــلام.
12- لا تبتـدئ المؤسسة بعملها إلاّ بعـد أن يكون في عضويتها (100 عضوٍ منتسب) كي تتمكن المؤسسة من القيام بأعبائها التنفيذية والإدارية ورسم السياسات القابلة للتنفيذ في تطبيق المشروع بشكلٍ اصولي.
13- بعـد أخـذ الموافقات الرسمية من الجهـات المختصّة، سوف يعلـن رسمياً عـن بـدءِ قيـام المؤسسة بأعمالها الأصولية، وستقوم ببعض المهام الآنية منها:
&* إجراء مباحـثات على أمور الطباعـة مع دور النشر وشركات الطباعـة.
&* ستقوم دور النشر فقط بتنفيـذ الطباعـة، بعـد تقـديم المخطوط لها مطبوعاً على الكمبيوتر ومخرج فنيّـاً، وبالحجم المتوسط (21 x 14 سم) وبحجم 200 صفحة، خلال مـدّة لا تـزيد عن الشهر، بـدءاً من استلامها المخطوط من المؤسسة، ضمن شرط جزائي يحكم العلاقة بين الطرفين.
14- تقـوم المؤسسة بتوزيع مطبوعاتها ذاتيّـاً، وعلى نفقـتها الخاصة، وسـتدفع مبلغاً مقداره (1000 ألف دولار) لدار النشر مقابل طباعة 1050 نسخة من العمل، و50 نسخة تحتفظ بها دار النشر لنفسها كهدايا.
15- تقوم دار النشر بإرسال المطبوع الى كافة أعضاء المؤسسة، أو الى (مراكز توزيع محددة) ضمن رُزمٍ بريـدية، وحسب قائمة أسماء تقدمها المؤسسة الى دار النشر المعنية.
16- يتحمل الكاتب – صاحب العمل – المدفوعات المالية للأجرة البريدية للشحن.
17- ستقوم المؤسسة بفتـح (موقع الكتروني – ويب سـايد) خاصاً بها وبمنشوراتها ونشاطاتها الثقافية الأخرى، وكل ما يتعلق بنشاطات الأعضاء.
18- تجتمع الهيئة التنفيذية سنويّـاً، بغية مناقشة ما يستجد على عملها من أمور خاصة بنشاطها، وعرض نتائج اجتماعاتها وتوصياتها لكل الأعضاء، مع نشر التقرير المالي – مع ملاحظة أن الاجتماعات سوف تعقـد من خلال (غرف البالتوك) على الشبكة العنكبوتية.
19- بعـد اطـلاع كافة الأعضاء على هـذه المسودة، وإضافة ملاحظاتهم وآرائهم عليها، واكتمال العدد المطلوب، سوف نشعر جميع الأعضاء بتسديد اشتراكاتهم على رقم حساب محدد (سينشر فيما بعـد) بشيك بنكي على الحساب المذكور، مع إرسال (صورة الشيك) الى محاسب المؤسسة أو مديرها التنفيذي.
20- يتوجّـب من كل عضو في المؤسسة ارسال (سيرته الذاتية الإبداعية) وعنوانه الكامل والإيميل الإلكتروني الذي يتعامل به مع رقم الهاتف المنزلي والمحمول، و (إقـرار خطّي) للعضو يصادق فيه على المشروع بقناعـة كاملة وموقّع بتوقيعه الشخصي، وإرسالها على العـنوان التالي:
Dr. Khairalla SAID
415- McLaren ST- # 1110
Ottawa, ON, K2P 2C8،
CANADA
Email- [email protected]

&