&بغداد: احتشدت 123 فنانة تشكيلية عراقية في قاعة احتضنت ابداعاتهن المختلفة، فصار المكان عالما من جمال ودهشة وألوان فيما كانت مشاعرهن عبارة عن فرح بالحضور والتنافس.
&&& اجتمع اكثر من مئة فنانة تشكيلية في قاعة جمعية الفنانين التشكيليين في المهرجان السنوي الذي اقامته يوم السبت 14/ 3/ 2015& الجمعية لمناسبة عيد المرأة والذي حمل عنوان ( تشكيليات عراقيات )، فكانت القاعة مفعمة بالجمال الذي بثته الفنانات واعمالهن التي توزعت ما بين لوحات ومنحوتات وخزف، فيما كان الحضور،من فنانين ونقاد وجمهور ايضا، يحتفي بالعدد الكبير من الفنانات ويشعر بالدهشة للابداعات الجميلة التي قدمتها الفنانات والتي يحاولن فيها التعبير عن ذواتهن وما يعانين،على الرغم من الظروف غير الموضوعية احيانا التي تعيشها الحياة العراقية.
&& وقد عبرت الفنانات عن سرورهن بالمشاركة في هذا المعرض المشترك لتأكيد حضورهن وللتنافس فيما بينهن، وقد حاولت (ايلاف) الوقوف عند البعض منهن والتعرف على خلجاتهن من خلال ارائهن بالمعرض وما حققته المرأة على صعيد الحرية في التعبير عن ما في دواخلهن.&

عاتكة الخزرجي:
فقد اعربت الفنانة عاتكة الخزرجي عن سرورها وان كانت تتمنى مشاركة الرجل في المعرض، وقالت: اشارك بعمل عنوانه (الكون) وهي تتألف من خامات طبيعية خاصة بي استخدمها في النحت، وانا استخدم دائما رمز الطائر باعمالي وامزج بين الكواكب والنجوم والطيور.
واضافت: انا سعيد بهذه المشاركة لانها مناسبةجميلة وخاصة بالنساء وانا بالضد من عزل النساء عن الرجال في المعارض الفنية، وكنت اتمنى ان يشاركنا هذه المناسبة الفنانون.
وتابعت:لا اعتقد وجود قيود على الفنان سواء كان رجلا او امرأة فهو الذي يفرض حريته باعماله،انا بالنسبة لي اعمل بحريتي مثلما احب ان ارسم واعبر عما اريده.

زينب الركابي
اما الفنانة الخزافة زينب الركابي فقد وصفت المعرض بالجميل، وقالت: شاركت بعمل خزفي يمثل النفاق الموجود في المجتمع الذي يعاني منه افراد المجتمع،فهي ظاهرة انتشرت بشكل واسع وصرنا نعاني منها كثيرا.
واضافت: المشاركة في معرض للمرأة و للجمعية انجاز جميل،فوجود المرأة وحضورها في معارض فنية علامة تميز لها وانا مسرورة بها.
وتابعت: من وجهة نظري ان المرأة ليست مضطهدة ابدا وانها نالت حريتها في كل شيء واستطاعت ان تعبر عن ذاتها وقد اخذت حيزها ومكاتنتها وراحتها في رسم ما تريد ان رسمه.

سهى الاطرقجي
فيما اكدت الفنانة سهى الاطرقجي انها تجد حرية مطلقة في الرسم، وقالت: شاركت بلوحة (بغداديات) وفيها بناء هندسي بالوان الاكريلك والباستيل وكذلك الالوان الشفافة.
واضافت: المعرض يمثل لي تظاهرة جميلة للاجتماع بزميلاتي التشكيليات لكي نظل على تواصل مع بعضنا.
وتابعت: للفنانات..مطلق الحرية في التعبير وفي ابداء رأيها على شكل لوحة اومنحوتة.

رفاء البدري
من جانبها اكدت الفنانة رفاء البدري عن تيز الفنانة العراقية، وقالت:حاولت ان ابين من خلال لوحتي تاريخ المرأة العراقية منذ القدم، منذ عشتار والالهات الموجودات في العراق القديم الى المرأة الحالية والريفية خاصة، من خلال دمجهن معا وكلها تعبر عن انها امرأة واحدة وهي قوية دائما وسباقة الى الافضل ولديها قوة داخلية تساعدها على ان تكون صامدة في جميع المواقف.
واضافت:المشاركة في هكذا معرض مميزة لانه يوم مميز للفنانات وخاصة ان المرأة العراقية تبرز ما لديها من طاقات لان المرأة في العالم مغبونة.
وتابعت: في المرحلة الحالية استطاعت ان تنال حريتها في التعبير ودائما هناك فنانات مميزات في الفن العراقي ونحاول الان ايضا الرسم بكل حرية.

سناء محمد
اما الفنانة سناء محمد فقد وجدت في المعرض تفجيرا لطاقات المرأة وقالت: هذه المشاركة الاولى لي في معارض هذه المناسبة، ولوحتي بعنوان (الامل)، وهو تعبير عن تفجير الطاقات في دواخل المرأة المكبوتة.
واضافت: هذه احتفالية كبيرة جدا تثير عند المرأة الفنانة الحماس لكي تفجر طاقتها وتبدع، فالمرأة عندنا تعاني من العزل بسبب الجو السياسي، فهكذا معارض تعطينا الحرية ومساحة جميلة لتأكيد حضورنا.
وتابعت: الفنانة العراقية اثبتت شخصيتها منذ زمن السومريين ولكن في الوقت الحالي مساحة حريتها ليست كبيرة بسبب الطابع السياسي والديني الذي نعيشه.

ليزا الخيرالله
فيما اشارت الفنانة ليزا الخيرالله ان المعرض فرصة للتنافس، وقالت: شاركت بعملين: لوحة ومنحوتة، لانني نحاتة قبل ان اكون رسامة، والرسم تجربةجديدة بالنسبة بفضل تشجيع الفنانين الكبار لان النحت متعب ويحتاج تكلفة عالية، فلوحتي ترمز للشعب العراق والحياة التي نعيشها ببساطتها على الرغم الظروف الصعبة المتمثلة بالحواجز والقيود فيما العجلة ترمز للزمن الذي يسير ولكنه ببطيء.
واضافت: هذا المعرض يمثل حافزا للفنانات ويشجعنا للعمل دائما، ونشكر الجمعية لانها تساعدنا بهكذا معارض مشتركة ونؤكد من خلاله ان الفنانات في العراق كثيرات ويعملن بشكل جميل.
وتابعت: لم تتحرر كثيرا ولا نستطيع الرسم بكل حرية بسبب ظروف البلد وتعدد الاحزاب لذلك لا استطيع رسم ما اريده وما احبه،فلا استطيع رسم موديل حتى لو تعبيريا لانني سأتعرض للنقد.

زينة الاسدي&
من جهتها اعربت الفنانة زينة الاسدي& عن سرورها بالمشاركة وقالت: لوحتي تحمل عنوان (الطريق الى المجهول) ولكن بطريقة ان هناك وحشا هو الذي يتخذ القرار& مما يشير الى المجهول، وهو تعبير عن قسوة الرجال.
واضافت: احتفالية رائعة وانا احب مثل هذه المشاركات لانها تجعلنا تحت الاضواء وفي حال افضل.
وتابعت: لازالت الفنانة لا تستطيع التعبير عما في داخلها بحرية، ربما في المستقبل، فهناك العديد من القيود التي تحد من التعبير عن رأيها، قد استطيع انا ولكن غيري لا تستطيع وهذا ما شاهدته عند العديد من الفنانات بسبب الاهل او المجتمع.

ضحى الكاتب
من جانبها طالبت الفنانة ضحى الكاتبان تتبنى جهات اخرى اقامة معارض للمرأة، وقالت: لوحتي هي اسلوبي الخاص بالرسم التي تتضمن تكنيكات بالقماش،عنوانها (مساحة لحلم) حصرت بها مساحة الاحلام والنقاط المميزة لاماني المرأة العراقية في هذه المرحلة.
واضافت: المشاركة مع زميلاتي العراقيات هنا تعتبر شرفا كبيرا كأحتفال بيوم المرأة العراقية ويوم المرأة العالمي وكفنانات تشكيليات نحاول ان نثبت وجودها على الساحة.
وتابعت:نحن نعبر عن ذاتنا ولكن هل اخذنا حقنا بالتقديم للمتلقي بالصورة اللائقة التي يجب ان نكون بها؟ الجمعية مشكورة ولكن نحتاج الى معارض اكثر الى جهات تتبنى موضوع المرأة العراقية.

رنا الطائي
اما الفنانة رنا الطائي فقد اكدت ان المعرض نوعي وفيه منافسة، وقالت: لوحتي عنوانها (حمامة)،تمثل امرأة تحلم ان تكون حمامة تحلق في السماء ولكن هناك اعراف وتقاليد تمنعها،ولوحتي هي حلمي وحلم كل امرأة.
&واضافت: انا سعيدة بالمشاركة بهذا المعرض لانه نوعي وليست فيه عشوائية، اتمنى ان تقام معارض كثيرة في هذا القاعة التي هي الوحيدة المؤهلة، المنافسة هنا جميلة لابراز الجهد والعمل والتلقي يقيّم الاجمل.
وتابعت: عني شخصيا استطعت ان اعبر عن ذاتي بمعرضين شخصيين، واعتقد من الضروري ان نعبر لكي نوصل اصواتنا.

د. محمد الكناني: قادرات على صناعة الفن والجمال
& في الاخير كان للفنان التشكيلي الدكتور محمد الكناني رأي في المعرض، فقال: في الوقت الذي يشهد العالم العربي تراجعا في الفن النسوي،نجد في العراق حراكا جماليا في تنام ونمو مستمرين،ويتوضح ذلك في هذا المعرض الدوري الذي تقيمه جمعية الفانين التشكيليين العراقيين للفنانات مع اليوم العالمي للمرأة.
واضاف: في المعرض انجازات وتجارب فنية ارتقى بعضها الى مستوى الابداع والتجدد وظهور بوادر لتجارب جديدة سيكتب لها ان تكون التمامة مهمة في خارطة التشكيل المعاصر في العراق، وقد اثبتت الفنانات المشاركات باختلاف اجناسهن الفنية رسما ونحتا وخزفا ان الفنانة العراقية ورغم تحول النسق القيمي الاجتماعي ومحدودية تداول الفنون التشكيلية على مستوى مؤسسات الدولة والمؤسسات المدنية انهن قادرات على صناعة الفن والجمال.
وتابع: الفن النسوي في حراك دائم نحو الابداع والتجريب مما اضفى على التشكيل العراقي المعاصر حسا وروحا رومانتيكيا وألقا مشرقا يلون جدارات عرضنا بلون الحب والجمال.
&