&

بغداد: توفيت بعد ظهر يوم السبت الفنانة التشكيلية العراقية ( وسماء الاغا ) ،عن عمر 61 عاما، في احد مستشفيات العاصمة الاردنية عمان والتي كانت قد ادخلت اليها قبل اسبوع بعد اصابتها بحالة مرضية عارضة لم تمهلها طويلا .
اعلن في العاصمة الاردنية عمان عن رحيل الفنانة التشكيلية البروفيسور وسماء الآغا استاذة تاريخ الفن الاسلامي والحديث بعد صراع مرير مع المرض الغريب الذي اصابها فأدخلها في غيبوبة لمدة اسبوع قبل ان تلفظ انفاسها الاخيرة، والراحلة اسم كبير ومهم في فن التصوير العراقي البغدادي والعربي، وهي عقيلة الفنان التشكيلي العراقي المغترب البروفيسور الدكتور ماهود احمد التدريسي في اكاديمية الفنون بجامعة بغداد ، وأخت الفنان والمخرج السينمائي جبار الجنابي من امه وشقيقة الفنانة نضال الاغا وشقيقها الفنان حافظ الأغا وابن شقيقها الفنان الشاب طارق الاغا.
بداياتها ..
& والدكتورة وسماء الاغا من مواليد بغداد عام 1954 من اسرة محبة للفنون التشكيلية، وبرزت موهبتها للرسم في سن مبكرة وقد تعلمت من والدتها التي كانت تحب النحت وتصنع التماثيل وتقلد فيها اثار العراق الخالدة كأسد بابل والجنائن المعلقة والمنارة الملوية في سامراء، وكانت والدتها تشجعها ايضا على الرسم وتقليد اللوحات العالمية كلوحات روفائيل ورامبرانت وغويا وبيرمير واخرين، وشاركت في العديد من المعارض المدرسية في الابتدائية والمتوسطة واقيم لها معرض شخصي وهي في مرحلة الاول متوسط عام 1968 وحصلت على وسام والجائزة الاولى لمنطقة الكرخ، اما أول لوحة رسمتها كاحتراف فكانت عن (مأساة تل الزعتر ) وعرضتها عام 1976 في المتحف الوطني للفن الحديث (قاعة كولبنكيان في الباب الشرقي ببغداد) .&

مسيرة حافلة&
&& وتؤكد اللراحلة أن التقدير والإعجاب الذي كانت تحظى به هو الذي شجعها على مواصلة دراستها الأكاديمية والالتحاق بكلية الفنون الجميلة ، فعملت على اكمال دراستها ، فحازت على شهادة الماجستير في فلسفة فن التصوير الاسلامي / جامعة بغداد عام 1987بدرجة امتياز، ونالت شهادة الدكتوراه في فلسفة تاريخ الفن –جامعة بغدادعام 1996بدرجة امتياز، وفي عام 2004 نالت درجة الاستاذية في تاريخ الفن – الرسم - من كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد ،&& عملت مصممة للديكور ورسامة في تلفزيون بغداد من عام 1976-1980، وهي مازالت طالبة في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، كما عملت استاذة في معهد الفنون الجميلة في بغداد للأعوام 1981 -& 1990& ، كما تولت الفنانة تدريس تاريخ الفن الإسلامي والحديث في كليتي الفنون الجميلة بجامعتي بغداد وصلاح الدين قبل ان تغادر الى الاردن وتستقر فيها .
&& نالت العديد من الجوائز، منها جائزة التخطيط والالوان لندن 1975، حازت على شهادة BA في الفنون التشكيلية عام1981 بدرجة جيد جداً عالي،& شاركت في العديد من المعارض والمؤتمرات العلمية وفي مجال الفن والدراسات التراثية داخل العراق وخارجه وصلت الى اكثر من 400 مشاركة عالمية، ومن المعارض الشخصية لها ( من بغداد الى بغداد ) ، ( رؤى بصرية ) عام 2002 في قاعة الأورفلي ومعرض (واحات الوجد)على قاعة ( برودوي ) بالعاصمة الأردنية / عمان في عام 2007 ومعرض عن اساطير الف ليلة وليلة والسندباد .
و لها العديد من الأعمال الفنية في المتحف المعاصر للفنون بغداد ولها العديد من المقتنيات الفنية في معظم الدول العربية والعالمية، أصدرت كتابها الموسوم ( الواقعية التجريدية في الفن ) الذي يبحث في فلسفة تاريخ الفن ، وصدر لها في عام 2000 كتاب بعنوان ( التكوين وعناصره التشكيلية والجمالية في منمنمات الواسطي ) واصدرت& كتابها الثالث (قراءات نقدية في الفن التشكيلي ) كما اصدرت كتاب ( الواقعية التجريدية فــي الفن) وكتاب (وسماء الاغا) فنانة من عصر الرشيد صادر عن دار الاديب في عمان.

&العراق وامنيتها&
&قالت الراحلة عن& العراق : يبقى دائما وابدا في القلب اضافة الى انني الان اشعر وانا في الاردن بأنه بلدي الثاني بين اهلي واحبـــائي ولم اشعر بالغربة ابدا وانا سعيدة جدا بذلك .
وقالت عن رفيق دربها زوجها الفنان ماهود احمد : ان الجهود التي بذلها زوجي الفنان الكبير الدكتور ماهود احمد قد اثمرت وحققت الكثير من خلال تشجيعه وتوجيهاته لي مما اهلني بان أكون فنانة الوطن العربي كما ذكر لي الكثيرون .
&اما امنيتها فكات : ان يتوحد كل المثقفين من اجل ان ينهض العراق من جديد وتسود المحبة بين ابنائه وان يكون فوق مستوى الضغينة والحقد والحسد والاعتداء على الاخر وان تنام عيون العراق بسكينة واطمئنان.&
&رحم الله الفنانة وسماء الاغا وألهم زوجها واهلها الصبر والسلوان .
&