بغداد: أقام الفنان التشكيلي العراقي صلاح هادي معرضا شخصيا يحمل عنوان (فراديس) على قاعة ألق للفنون في مقرها الكائن بمنطقة الوزيرية قرب كلية الفنون الجميلة. على جدران قاعة الق للفنون والعمارة، اقيم المعرض الشخصي للفنان التشكيلي صلاح هادي، الذي ضم عشرين لوحة بقياسات كبيرة تجاوزت المترين،لفتت انظار العديد من النقاد والفنانين والاعلاميين الذين حضروا المعرض والذين اكدوا ان الفنان صلاح فنان متجدد متميز بالوانه لم يكن يوما متكررا في اعماله وعطاؤه مستمر قدمه نفسه باعمال نالت استحسان الجميع دائما بخطوطه المميزه ولونه البنفسجي الذي امتاز به واعطائه للمرأة حيزا كبيرا في لوحاته.

صلاح هادي: لي أسلوبي الخاص في الرسم
وقد اكد الفنان صلاح هادي لـ (ايلاف) انه نقل صورا حلمية وامنيات للانسان يتمنى ان يعيشها نقلها بهذه الطريقة اللونية بمجموعة من جنات خيالية. وقال: من الناحية الفنية اسم (فراديس) له خصوصية شعرية ومصطلح يليق بالفن، اما المعنى فهو في صلب تجربتي الفنية، فيخال إليك عند دخولك المعرض ومشاهدة اعمالي كأنك تتجول في حدائق حلمية، ذاكره حُلمية تنمو في وعي الفنان صور وأماني ومشاهد سحرية، حدائق وقرى وأقمار وامكنة توجد في الذاكرة حول الجانب الرومانسي. واضاف: لي أسلوبي الخاص في الرسم، والسمة البارزة للمعرض هي العوالم الحلمية، ايقونتها حيوانات قسم منها خرافية وقسم منها لها وجود في الخارج، اما اختياري لهذه الأيقونات لأسباب ممكن ان تكون بالذاكرة لها بعد فلسفي او نفسي، اما من الناحية الفنية انا كخبير فني اعتقده اختيار موفق لان الرسم هو مساحه وخط ولون ان وجدت في ايقونه تلك الكائنات.
&وتابع: لا توجد هناك مدارس اكثر من انتهاج أساليب خاصة& تعبر عن وعي الفنان، فالفن الحديث له آفاق واسعة لا يمكن تبويبه، اما اللون فهو مقياس لخبرة الفنان وقياس نجاح العمل الفني، اللافت للنظر هي الحبكة والدراسة والتوزيع الصحيح، اما الالوان لربما عدم الخبرة تزعج الناظر، فعندما تكون الالوان موزعة بصوره صحيحة توعز بان هناك خبره خفية تدير العملية الفنية.
وعن الالوان البنفسجية التي كانت لافتة للنظر في لوحاته، قال: هذا اللون اشغلني واشغل الباقين، فأنا ابدأ اعمالي بالوان اخرى وانتهي بالبنفسجي الذي اعشق،& والبنفسجي بالمرموزات هو المثالي وربما انا اطمح للمثالية. وأوضح: للمعرض عدة رسائل منها ان الانسان لايموت رغم الظروف،وان الابداع تخلقه الظروف، وفيه رسالة سلام ضد العنف والكراهية، روح الأمل، الوان انحرمنا منها، وان الفنان ينتج لا لغرض البيع بل لنفسه اولا وللفن ثانيا.

&صلاح عباس: مواصفات فنية عالية الجودة
&&& فقد اكد الناقد صلاح حسن، رئيس تحرير مجلة تشكيل، ان الفنان يعالج المواضيع التعبيرية بطريقة حرة مؤكدا على عملية الابقاء على حركة فرشاة الرسم، وقال: معرض مميز..& لما يتسم به من مواصفات فنية عالية الجودة, فكما عرف عن الفنان صلاح هادي, ميولاته باتجاه التجريب اللوني، ذلك انه منشغل بالامور التقنية, وسبل معالجة الخامات اللونية وتحريكها على سطح اللوحة, كما ان الفنان معني بصناعة الاشكال الخاصة به وصولا الى المغزى الاسلوبي المؤكد لفردانيته والمؤطر لشخصيته.
واضاف: ان السمة البارزة في اعمال صلاح هادي تكمن في كونه يعالج المواضيع التعبيرية بطريقة حرة مؤكدا على عملية الابقاء على حركة فرشاة الرسم.
&& وتابع: في كل الاحوال فانه يرسم تعبيرياته وتجريداته وذلك بالمحافظة على اتجاه اللوحة والرسم بالنسبة له يعني الرسم , ولا مجال لتخطي قواعده واسسه الثابتة, ولا مجال ايضا للخوض في معترك المغامرات الفنية , مثل توظيف المواد المختلة , او زحزحة معادلة اللوحة ذات الاتجاه الواحد , ونقصد بذلك انه يرسم بطريقة وضع اللوحة على حامل الصور, في حين نرى اغلب الرسامين التعبيرين او ممن اشتغل على المنهاج التجريدية , فانهم بستثمرون طاقة المواد الخام التي يجدونها مناسبة , بيد انها لم تصنع اصلا كمواد فنية , او انهم لايقيمون وزنا لاتجاه اللوحة وربما يضعون قماشة الرسم على الارض ويرسموننها بكل الاتجاهات, وهذه السياقات معمول عليها من لدن الكثير من الفنانين العراقيين.
&وقال ايضا:غير ان صلاح هادي وكما اشرنا يسمي الرسم رسما ولا مجال لتخطي هذه الثوابت, ولكنه , وباسباب المواصلة اليومية مع الرسم استطاع تفهم خصائص الالوان وتعرف لسبل تحريكها ولكن الرسم على وفق المنهجين التعبيري والتجريدي يلزم انتباها مكرسا ويتطلب موقفا ورؤية مسايرة للاتجاهات الفنية المعمول عليها والفنان صلاح هادي له شعور مندمج مع الواقع اليومي وربما مشفرات المواضيع التي يطرق ابوابها على تماس مع الواقع المرير الذي نكابد محنته جميعا , فهو اذا يلوذ الى قيم المواضيع المتفاعلى مع الحياة العراقية ويحاول ايجاد لون جديد من الرسم الخاص يه على الرغم من وضوح مرجعياته الفنية وتاثراته بتجارب الاخرين القريبين من خطواته.

علي جبار: صلاح رقم مهم
& اما الفنان علي جبار& فقد اكد اعجابه بتجربة الفنان وفقال: المعرض في قمة الروعة والقيمة الفنية..سواء على مستوى الوعي او القيمة الجمالية، وانا متابع دائما لتجربة صلاح منذ سنوات وتبهرني خطوطه والوانه وافكاره. واضاف: هذا المعرض كان مميزا بكل ما تحمل الكلمة من معنى على مستوى الشكل واللون/ فقدم تجربة تحمل هارمونية لونية مميزة، صلاح دائما يرسم بيئته ومحيطه، ويعيش حالة من الاحلام الجميلة من خلال تزيين واقعه كما انه يرسم احلامة وطموحاته وتابع: صلاح رقم مهم بمعادلة التشكيل العراقي وتجربة تستحق الاحترام.

لمعموري: روح الفنان الشعرية
من جانبه اكد الشاعر مازن المعموري، ان الفنان صلاح هادي يبتكر اسلوبه الخاص بجهد ومثابرة حية لا تعرف التوقف، وقال: الاشكال والتكوينات تصنعها المهارة لدى الفنان صلاح هادي لدرجة انها تبدو بسيطة وموحية حد الدهشة, كما لو انك امام حفل لوني يمنحنا بريقا بصريا وشذرات ثقافية تسحبنا الى عالم متداخل من الاشارات الذاتية لمرجعيات كائناته, ومن هنا يأتي فعل التكثيف الرمزي الذي يستبدل المساحة اللونية بالخط والكتلة بالحركة والبقعة بالنقطة , ومنها الى غنائية اللون التي تحول اشكال اللقالق الى خطوط منسابة بين طبقات البقع اللونية وعنف التكنيك الحاد احيانا وميوعته في احيان اخر.
واضاف: الاعمال التي في معرضه (فراديس) معنية تماما بروح الفنان الشعرية التي تكتسب سمة عزلتها من المكان الشخصي لصورة الغرفة والاشياء المحيطة كالطاولة والاكسسوارات المزدحمة ببعضها مع شخص الفنان بصفته كائنا افتراضيا قابلا للتمدد نحو الاخر وكأنها شخص واحد يلقي ظلاله على الاشياء المحيطة بعزلة الذات وقسوة الفراغ الصامت من الداخل, وعند ذلك سيكون علينا الولوج الى السطح ولمس ادوات الفكرة المتعلقة بفضاء محدود عبر نافذة تطل على شمس مشرقة او غاربة , لا فرق, ففي الحالتين يمنحنا الجو العام مخملا متوازنا من الهدوء الروحي, لكنه مقنع بقوة وجدانية تجبرنا على التساؤل والتوقف مرارا عند كل عمل من الاعمال.
وتابع: يبقى ان اقول ان الفنان صلاح هادي يبتكر اسلوبه الخاص بجهد ومثابرة حية لا تعرف التوقف , يسير منفردا كأستاذ في الفن العراقي المعاصر ويقدم لنا في كل مرة اطلالة على عالم ابتكره بروحه وفرشاته ومغمسا بثقافة رصينة تشير الى عمق اعماله واصالة تجربته..
&