ترجمه عن الكردية : عبدالله طاهر البرزنجي

&ببالغ الحزن و الأسى تلقينا نبأ وفاة الاخ ( عمران )،
الاخ ( عمران ) علاوة على الحيوية و النشاط، كان يرتدي ملابس المداراة، غذاؤه حفيف الغابة. كان لديه مفتاح هبوب و سكون الرياح. ليلاً كان يجرع كأس أو كأسين من ضياء الشمس، يُطَهر و يُنير بهما أعماقه. كان رؤوفاً الى حد، يتدفق الينابيع يومياً من باطن كفيّه. يحادث أصدقائه بلهجة الندى، بالجدل كان يميت الاختلاف.
&كان يحب حراثة الظلال الصلبة، ينام قليلاً ويَدلك كتف الثرى بأستمرار، كان يرعى شتلات الاسس و النسب. كافح كثيراً كي يترك الناس إرواء العزلة، يتجنبوا إيواء التفرقة، و يفتحوا أحضانهم لرؤى الثقة المتبادلة.
&كان لاينسجم دوماً مع القساوة، يقمعها بالصفعات و يلويها. تعب كثيراً في تجفيف اللامبالاة. لايتردد في مواجهة الغبار الرطب. من اجل راحة الناس كان يحك رأس الحياة و عقدها المستعصية و يطوي رغباته الذاتية.
&كان لا ينسجم مع الثغرات، يصغي بجد لهمسات الاعتناء. في الاوقات الضيقة كان ينشر التوسع، يُطعم المراثي الباردة بالاغاني الدافئة.
&كان لايحبذ زبد التعالي أبداً، لا يعبر ساحة تفوح منها رائحة الغرور. يكره العيش الهامشي و لا يحب أن يُحَمَّل الوطن بالحسرات. دائماً كان يكنس الاسى و لا يدعه ان يغطي أيّ مكان او زاوية. كان مواظباً جداً في إدخار الحنين و الغضب.
&كان حكيماً جداً، يهشم الصرخات و الآهات، ينفخ السكون فيها لتتحول الى كركرة. يجمع دقيق ضياء البزوغ و يجبله برائحة الزوبعة و يحيله الى دواء لمعالجة وباء الصخب الديكي. كان يفرش أقوالنا ليخطط عليها جغرافية المستقبل.
&لم يهزمه البرد العالي و الحر الواطئ للأزمات. كان لا يغض الطرف عن غض الطرف. لا يستحسن أن تتراكم الآهات سرعان ما كان يقذفها في نهر المعالجات، كان خبيراً في تأهيل الارضية، دائماً يُسلمنا حبل الحيوية و يمنحنا أريج السماء و ماء الجمال.
أسفنا شديد للرحيل المفاجئ للأخ ( عمران ).
كان صرخة في اذن الفراغ. أغنية تنزهت لوحدها في العراء.
&أسكنه الله فسيح جناته و ألهمنا جميعاً الصبر و السلوان.
إنا لله و إنا إليه راجعون.

أخوكم المخلص
طيب جبار &
مدير هطول الشعر


طيب جبار : مهندس وشاعر كردي من كوردستان العراق .
عبدالله طاهر البرزنجي : شاعر و قاص و ناقد و مترجم كردي من كوردستان العراق .&

&