& اثار هدم بناية معهد الفنون الموسیقیة في بغداد ضجة وجدلا في الاوساط الفنية والثقافية، وهي التي تعتبر معلما أثريا وحضاريا مهما تم بناءها عام 1936 واحتضنت أول معهد للموسیقی في العراق، وجاء الجدل مقرونا بعتب الفنانين على وزارات الثقافة المتعاقبة كونها تركتها طوال اكثر من 40 عاما ولم تحاول شراءها لتحافظ عليها كبناية تراثية وذاكرة موسيقية.
&
& & ما ان بدأت الاليات بتهديم بناية معهد الفنون الموسيقية الكائنة في منطقة الوزيرية ببغداد ، حتى اصبحت محط انتباه وانظار الكثير من الفنانين والمثقفين العراقيين على الرغم من ان البناية متروكة منذ امد طويل ،وراحت كلمات الاحتجاج تتطاير غاضبة على وزارة الثقافة وقبلها دائرة الفنون الموسيقية اللتين لم تنتبها الى ضرورة الحفاظ على هذا المكان باعتباره معلما حضاريا وثقافيا وتراثيا ،مشيرين الى ان الوزارة كان عليها ان تشتريها لتحتفظ بها كونها تمثل تراثا جميلا يمتلك ذكريات رائعة للعديد من الموسيقيين العراقيين ، فيما اكد البعض من الفنانين انهم لم يعرفوا ان البناية ملك شخص وانه حر بالتصرف بها ، خاصة انها متروكة منذ ان انتقل المعهد الى مكان اخر &وظلت البناية طوال العقود الماضية على حالها، وتمنى البعض لو الوزارة قامت بترميم هذه البناية وحولتها الى متحف ومكتبة لتكون مرجعا لكل من يهتم بفنون الموسيقى والغناء.
يذكر ان معهد الفنون الموسيقية تأسس عام 1936 وكانت هذه البناية في اصلها (نادي المعلمين) ، والمعهد كان هو الثاني من نوعه في الوطن العربي حيث كان هنالك المعهد الاول في القاهرة &.

ملك شخصي
&الى ذلك وجد بعض الفنانين والمثقفين ان البناية هي ملك شخصي لمواطن عراقي ومن حقه ان يفعل بها ما يشاء ،سواء ان يهدمها او يبيعها، وليس من حق احد مطالبته بأي اجراء يتناقض مع حقه خاصة ان امانة العاصمة لم تدرجها ضمن الابنية التراثية ، مؤكدين ان على الذين استنكروا هدم المبنى ان يقوموا قبل هذا الوقت بالعمل على اقناع الجهات المسؤولة بشراء البناية والاهتمام بها واعتبارها ذاكرة مهمة .

عمره 80 عاما
وحسب معلومات عن المعهد كتبها الموسيقار الراحل سالم حسين الأمير قال فيها : في الأول من كانون الثاني/ يناير &عام 1936 افتتح ببغداد معهد الموسيقى العراقي وعين الموسيقار الكبير الأستاذ محي الدين حيدر مديرا له، وكان المعهد في أول افتتاحه يشغل جناحاً خاصاً في نادي المعلمين بمنطقة الوزيرية، وقد اقتصر الدوام فيه على بعض أفراد الفرقة الموسيقية لدار المعلمين الابتدائية ومدرسي الأناشيد الذين انصرفوا إلى تنويط الأناشيد المدرسية وتعليمها للطلبة، وقد دخل المعهد في ذلك الوقت عدد من هواة الموسيقى من الجنسين ووضع نظام خاص به واستخدم للتدريس فيه عدد من كبار الموسيقيين من عرب وأجانب، وتنقل المعهد عند استقلاله عن نادي المعلمين في عدد من البنايات أولها في منطقة السنك، ثم انتقل إلى رأس القرية ومنها إلى شارع أبي نؤاس فالبتاويين في العام 1940 حيث أبدل اسمه إلى معهد الفنون الجميلة عندما فتح فيه فرع التمثيل تولاه الأستاذ حقي الشبلي وفرع للرسم تولاه الأستاذ فائق حسن وفرع للنحت تولاه الفنان جواد سليم إضافة إلى فرع الموسيقى بقسميه الشرقي والغربي بإشراف عميد المعهد الأستاذ محي الدين حيدر .

ليست مجرد بناية&
الى ذلك استغرب الموسيقار علاء مجيد ما حدث للبناية قائلا : تم هدم البناية التاريخية لمعهد الدراسات الموسيقية تلك البناية التي كان قد شيدها وسكنها الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي عام 1937 وتم استأجارها منذ عام 1971 ولغاية عام 1986 لصالح معهد الدراسات الموسيقية ( النغمية ) سابقا .. وقد يعترض البعض او يسفه البعض الاخر من أهمية الموضوع ويقول انها مجرد بناية .. !!! او انها مستملكة من قبل شخص ولهذا الشخص حق التصرف بها كما يشاء .. !! وهذا فيه شيء من الصحة والمنطق لكن ..هذه البناية التي درس فيها وتخرج كل الاستاذة الذين تربعوا على عرش الموسيقى والغناء في العراق في الوقت الحالي ومنهم : حسين الاعظمي ، المرحوم صلاح عبد الغفور ، كاظم الساهر ، محمود انور ، احمد نعمه ، فريدة، محمد كمر ،علاء مجيد ، نصير شمه ،عبد الكريم بنيان ، سالم عبد الكريم ، &داخل احمد ، وليد حسن ، انيتا بنيامين ، حميده تريمه ،احسان الامام ،محمد خميس ، وسام ايوب ،ستار جدوع ، جودت عبد الستار ،عبد السميع عبد الحق ، باسل الجراح ،صلاح الخطيب ومبدعون اخرون &.
واضاف: هذه البناية تحمل على جدرانها صدى موسيقانا وبروفاتنا وعزف أستاذتنا الإجلاء الافاضل .. ،هذه البناية &مازال صوت ( عبد الحارس ) فيها عاليا مدويأ شديدا يعلن نهاية الدوام ويطلب مغادرتنها المعهد وعلى الفور .. ،هذه البناية تشرفت بزيارة مطرب العراق الاول محمد القبنجي ،هذه البناية قرأ فيها يوسف عمر اجمل المقامات ،هذه البناية & كانت تحت رعاية الفنان منير بشير الذي لم يمر أسبوعا إلا وكان زائرا لايرضيه شيء ومربيا شديدا وابا حنونا قاسيا ..،هذه البناية عزف فيها ودرس أصول العزف والنظريات والتاريخ والمقام فيها كبار الاستاذة .. منهم روحي الخماش ،الشيخ جلال الحنفي ،عبد الرزاق عبد الواحد ، غانم حداد ،علاء كامل ،حسين قدوري ،سالم حسين ،شعوبي ابراهيم ، عدنان محمد صالح ، علي الامام ، فائق حنا ، صلاح الدين المانع ،نوري الرباعي، محمد خماخم ،صبحي انور رشيد ، سلوى شامليان ،خالد ابراهيم ، باسم حنا بطرس ، عبد الرزاق العزاوي ، أيفن بهنام ،حسن النقيب ،عبد الله علي ، حميد البصري ، منير الحكيم ، هيثم شعوبي ، باهر الرجب ... واستاذة اجلاء آخرون.
وتابع : في كل العالم يمنع التصرف بمثل تلك الصروح العظيمة بأعتبارها رمزا وطنيا وتراثيا وارثا وطنيا .. بل حتى يمنع تغيير الشكل العام لها او تجديدها .. لذلك كان على وزارة الثقافة متمثلة بدائرة الفنون الموسيقية ( اذا كانت معنية بالموسيقى ) كان عليها ان تبادر بشراء هذه البناية لتجعل منها صرحا فنيا تاريخيا ومتحفا موسيقيا عراقيا مهما .. لكن للاسف تم القصاص من هذا الصرح العظيم بطريقة داعشية قذرة ومؤلمة ..
وختم بالقول: والله سيلعلنكم التاريخ ايها الاوباش يامن تسيدتم على رقابنا فقد اسئتم لشعبنا ودمرتم بلدنا وتراثنا وثقافتنا وهويتنا .

وصمة عار&
من جانبها اعتبرت رابطة الفنانين العراقيين هدم مبنى معهد الفنون الموسيقية في بغداد بانه وصمة عار في جبين اعداء الثقافة الذين يحكمون المجتمع العراقي بمفهوم تقاسم الغنائم والعقارات لا بمفهوم العلم والثقافة والتحضر .
وقالت رابطة الفنانين في بيان صحفي انها تدين وبأشد العبارات هدم السلطات في بغداد مبنى معهد الفنون الموسيقية في الوزيرية الذي خرج على مدى عقود اباطرة الفن والموسيقى والثقافة في العراق ،داعية المنظمات الدولية الى انقاذ العراق ومعالم الفن فيه من ايدي من اسمتهم الجهلة والظلاميين الذين يحكمون البلاد بمنهج العداء للتحضر والانسانية.

كارثة !!
& & اما استاذ الموسيقي العراقي هيثم شعوبي فقد انتقد ما تعرض له مبنى الدراسات الموسيقية ووصف عملية الهدم &بـ"الكارثة"، وقال هيثم شعوبي : للاسف .. ان مبنى معهد الأنغام الموسيقية الكائن في منطقة الوزيرية، في العاصمة بغداد، قد تم تهديمه وتسويته بالارض بعد بيعه الى احد الاشخاص، وهو الذي يعود تاريخ إنشائه الى عام 1938 ويعد بناء تراثيا وهو اول معهد تدرس فيه الموسيقى في العراق وشهد تخرج الدورات الأولى لكبار الموسيقيين الذين أصبحوا فيما بعد من أساتذته، الا ان الدراسة تعطلت فيه منذ عام 1980 بعد أن توقفت الحكومة انذاك عن دفع الايجار لصاحب الملك ولتنشئ بعدها معهد الدراسات الموسيقية في شارع الرشيد&
واضاف: انا استغرب صمت الجهات الحكومية المعنية على هذه الكارثة التراثية، على الرغم من مناشدالت الموسيقيين للجهات المعنية كوزارة الثقافة و دائرة الفنون الموسيقية لايقاف عملية تهديم المبنى او شرائه ، ولكن لم نلق اي استجابة .
&
&