في الوقت الذي لا تحظى السينما في العراق بأي اهتمام حكومي وعدم وجود دار عرض واحدة صالحة لعرض الافلام ، تقام العديد من المهرجانات السينمائية ، بل ان اغلب المحافظات العراقية صارت لها مهرجاناتها الخاصة !!!. &تكثر في العراق المهرجانات التي تحتفي بالسينما على الرغم من ان صناعة السينما في العراق معطلة ،وتلك مفارقة غريبة يعترف بها الكثيرون، والغريب ايضا ان هذه المهرجانات يحتفل بها النخبة من اهل السينما وعشاقها ، في محاولة منهم لتحريك عجلة السينما ولفت انتباه الاجيال المختلفة الى اهميتها ،وعلى الرغم من ذلك فوجهات النظر فيها تتباين وكل مهتم ومتابع وناقد له رأي قد يغاير ما لدى غيره لاسيما ان الرعاة لهذه المهرجانات يختلفون ايضا في حبهم للسينما واهتمامهم بها لذلك هناك من يرى ان هذه المهرجانات فيها سلبيات وايجابيات والاطرف ان البعض يرى ان اقامتها هو نوع من الاحتجاج على الاهمال الحكومي للسينما
&
ضد التهميش
فقد اكد الفنان فلاح ابراهيم تحفظه على بعض المهرجانات الا انه يجد فيها شيئا من الفائدة ، وقال :المهرجانات السينمائية والمسرحية رغم اختلافي معها لكنها محاوله للبقاء رغم التهميش والاهمال الذي تمارسه الدولة على الفن والثقافة بشكل عام .
واضاف:في مهرجان السماوة الذي اقيم مؤخرا في محافظة المثنى لفت انتباهي شيئان رغم كل المساوئ ..الاول حضور العوائل لمشاهدة الافلام ..والثاني المشاركة العربية والدولية المهمة، لقد شاهدت افلاما سورية والمانية مهمة، واكيد سيستفيد منها من حضر وشارك .
وتابع :اعتقد ان المهرجانات العراقية تحتاج الى تنظيم جيد واهتمام اعلامي، &والاهم الابتعاد عن التمويل من جهات دينية او سياسية،وهنا نحتاج دعم رجال الاعمال الواعين لدعم الفن والثقافه في البلد .
&
مغامرات شبابية غير مدروسة
اما المخرج السينمائي عزام صالح ان هذه المهرجانات فتحت العديد من الابواب السلبية، وقال: كثرة المهرجانات هي للتغطية على الفقر في الانتاج ، وهو في ذات الوقت جانب اعلامي للمؤسسات المعنية بالانتاج وكذلك هي جانب كبير للفساد من خلا الصرفيات التي لا تهم سوى الضيافة من اكل وفندقة ونقل ، فضلا عن ان عدد الحضور طالما يكون فيه جانب كبير للتسويف و(الخمط/ الفساد المالي) ان صح التعبير وهنالك من لم ولن يستطيع ان يقدم منجزا ما فيعتبر ان له ثقلا في السينما ويلجأ الى اقامة المهرجانات.
واضاف:ومن جانب اخر فتحت المهرجانات جانب المغامرة الشبابية غير المدروسة للانتاج البسيط للتنافس على المشاركة المحلية ،وهناك جانب مهم ان بعض الشباب تجاوز كل هذا وغامر والسينما مغامرة ولكن مدروسة وبثقافة وتنافس شريف من اجل حصد جوائز على الصعيد المحلي والعربي وحتى العالمي واشر لبدء سينما شبابية غير مكلفة بفكر متحرر وروح تواقة الى الابداع والبناء &وهنا الجانب الايجابي الذي نتمنى ان يستمر تحديا لدور الحكومة الفاشل في رفد الشباب والثقافة والفنون بشكل عام .
وختم بالقول نتمنى ان تكون المهرجانات منتقاة ويشرف عليها من هو اهل لذلك وان لا تكون تحصيل حاصل من اجل اثبات نشاط في هذه او تلك المؤسسة.
&
محاولات للتشبث بالحياة
فيما اكد المخرج السينمائي هادي ماهود &انها محاولات للتشبث بالحياة ،وقال : بغض النظر عن الدوافع التي ربما لاتنتمي للسينما والتي ترافق ولادات المهرجانات السينمائية التي تكاثرت في غياب الإنتاج السينمائي فإني أرى هذا التكاثر إيجابيا جدا في ظل انعدام دور العرض السينمائي في المحافظات &فهذه المهرجانات توفر فرصة المشاهدة لجمهور متعطش وتخلق منافسة بين الشباب الذي يتبارى بأفلام مستقلة تفوح بنكهة السينما..
واضاف: قد يرى البعض هذا غريبا في بلد بلا صناعة سينما ولا دور عرض ولا اهتمام حكومي، ولكنني اقول ربما هي محاولات للتشبث بالحياة.
&
خطوة في تأسيس لمهرجان حقيقي
من جانبه اكد المخرج السينمائي الشاب ملاك عبد علي خطوة في تأسيس لسنوات مقبلة لمهرجان حقيقي في العراق وقال :هي محاولات ذو صوت بسيط لتفعيل التجارب السينمائية العراقية .
واضاف: عدم دعم الدولة والعراق خالي من صالات عرض الا ماندر اسهمت في تأسيس مهرجانات اغلبها حقيقة تختص في الفيلم القصير لانه كما معروف صالات العرض في كل العالم لاتعرض السينما القصيرة وكذلك هي فرصة لمشاهدة بعض الاعمال القصيرة العربية والعالمية في هذه المهرجانات ..
وتابع: المهرجانات ليس منافسة حقيقة لمهرجانات العالم بسبب قلة الدعم لكن هي خطوة في تأسيس لسنوات مقبلة لمهرجان حقيقي في العراق

سلبيات وايجابيات
الى ذلك اكد الناقد السينمائي مهدي عباس، ان لهذه المهرجانات سلبيات وايجابيات ،وقال :فعلا كثرت المهرجانات السينمائية بشكل ملفت،وهذه السنة اصبح لكل محافظة مهرجان حيث اقيمت مهرجانات في كربلاء وبابل وواسط والسماوة والبصره واربيل ودهوك وفي الطريق الديوانية والسليمانية وهلم جرا .
واضاف: كثرة المهرجانات لها ايجابياتها ذلك ان المهرجانات تنشط الحركة الفنية والثقافية في المحافظات وهي فرصة للشباب بعرض افلامهم القصيرة التي لامكان لعرضها سوى هذه المهرجانات كما هي فرصه لتلاقي سينمائيي المحافظات المختلفة، اما السلبيات في هذه المهرجانات فغالبا مايكون سوء التنظيم لقلة الخبرة وكذلك تشابه الافلام المعروضة فاحيانا ترى نفس الافلام تعرض في اكثر المهرجانات.

فيها فوائد كثيرة
فيما يرى الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم غير ما ذهب اليه الاخرون ، وقال : اقامة المهرجانات السينمائية فيها فوائد كثيرة ، كونها تعمل على ديمومة انتاج افلام السينما المستقلة ، وكذلك تخلق منافسة كبيرة ومفيدة للسينمائيين الشباب ، وتعرف بالمدن التي تقام فيها ، وكوني حضرت معظم هذه المهرجانات وجدت حب الجمهور للسينما حيث ان صالة العرض تمتلىء به ، مما يؤكد الحاجة الى وجود دار سينما في المدن التي هدمت صالاتها بسبب ذهنية التحريم الطارئة .
واضاف:مهرجان السماوة الاخير عرف بمحافظة تعيش على اطراف الصحراء ، ومدينة سوسة التونسية لم تكن تعرف لولا تعدد مهرجاناتها الثقافية والفنية ، ومقولة ان العراق بلا سينما قول غير دقيق فهناك انتاج مستمر للأفلام القصيرة والمتابع للمهرجانات السينمائية يعرف حجم المشاركة العراقية ، كذلك لدينا في بغداد ١٢ دار عرض سينمائي في مول المنصور والنخيل ، كذلك هناك اربعة في مول البصرة وكردستان ، ودور العرض في المولات هو الشائع الان ، فافلام مهرجان دبي وابو ظبي تعرض في المولات .
وتابع: ما يقدمه الشباب من افلام واقامة مهرجانات سينمائية هو تحد لحقبة سوداء نعيشها يقودنا فيها اللصوص ، لذلك يجب دعم اي فعالية تلعن هذا السواد والعتمة التي تشكل غطاء للسراق والقتلة.
&