صدر للكاتب فاضل عباس الكعبي ،المتخصص بأدب الطفل، كتابه الذي يحمل عنوان (الطفل بين التربية والثقافة) وبعنوان توضيحي (دراسات تربوية في ثقافة الطفل) عن دار السعيد للنشر والتوزيع بالقاهرة .
يقع الكتاب ، الذي صمم غلافه عبدالله نصر ، في 370 صفحة من القطع المتوسط ،يضم بين دفتيه مقدمة وعشرة فصول ، الاهداء (الى ابي الانسان والى ابنه .. والى من تناسل منه،تناسلا صالحا، ويعمل لاجله ولاجل المجتمع المتقدم على طريق التربية والثقافة في الحاضر والمستقبل) ، وجاء في المقدمة التي كتبها المؤلف (هناك حاضنتان اساسيتان مسؤولتان عن رعاية الطفل واعداده وتقويمه في احضان المجتمع واتجاهاته الاسرية والمدرسية والبيئية الواسعة، الاولى تتحدد باطار التربية ،بينما الثانية تتحدد باطار الثقافة،حيث تلعب التربية والثقافة ادوارا مهمة وحاسمة في صياغة وتشكيل قيمة الطفل وسمته الانسانية في المجتمع)، ويوضح (يخطيء من يأخذ بالتربية ولا يأخذ بالثقافة والتثقيف في الوقت ذاته،حيث يعتقد بعناصر التربية واهميتها للطفل ويهمل عناصر الثقافة ومؤثراتها) ويؤكد (ان عناصر التربية وعناصر الثقافة مركبان في مركب واحد ،احدهما يكمل الاخر ويتصل به ويتصل به ويتكامل معه) .
اما الفصول العشرة فقد توزعت مواضيعها على طروحات عديدة مختلفة ،فقد تناول الفصل الاول (الاليات العلمية في التعامل مع الطفل في دقة خصائصه البايلوجية) وقد اعطى التعريف العلمي الدقيق لماهية الطفولة مع دراسة هذه الماهية في عدد من النظريات العلمية المهمة في هذا المجال كنظرية جان جينيه ونظرية فرويد ونظرية التعلم ، ودرس في الفصل الثاني قضية (ثقافة الاطفال واثرها في التربية والتعليم ) من خلال البحث في تعريف وتفسير مفهوم التربية والتعليم ومدى العلاقة التي تربط المنهج التربوي بالثقافة ، اما الفصل الثالث فتناول فيه (جدل المفاهيم العلمية في التربية والثقافة العربية الاسلامية ) حيث اشار الى الطروحات العلمية لابن سينا في الاستعدادات العقلية للمعرفة، كما تناول افكار (الغزالي) وما اثاره (الماوردي) في قضية المعلمين للمتعلمين ، وكذلك كا تناوله (ابن جماعة) من افكار تختص بالتنوع بالثقافة التعلمية كما تناول جانبا من افكار ومباديء (ابن خلدون) التي تختص بملكة المعارف التربوية والثقافية،وتناول في الفصل الرابع اهمية (التوجهات الثقافية الخاصة بالطفل) وناقش فيه مسألة ازدواجية تلقي الطفل لقينه التربوية والثقافية بين ما يتلقاه من اسرته وبين ما يتلقاه من التلفزيون) ، وتعرض المؤلف في الفصل الخامس الى قضية (تربية وتثقيف الكفل في اطار التنشئة الاجتماعية والثقافية) حيث تناول اثر التهذيب واساليبه في التنشئة ودور المدرسة بين
الوظيفة التربوية والوظيفة الثقافية وتناول ايضا قضية الطفل والطبيعة وتفاعلهما في التنشئة ، وفي الفصل السادس يحث المؤلف في جوانب من (مرجعيات التربية والثقافة) ، وفي الفصل السابع درس (الخطاب الثقافي ووظائفه في تربية وثقافة الاطفال ) وتناول في الفصل الثامن (تربية وتثقيف الطفل في اطار صحافة الاطفال) ، وتناول في الفصل التاسع (تربية وتثقيف الطفل في اطار ادب الطفل) من خلال تداخل الادب بالثقافة وعلاقة ادب الاطفال بوسائل الاتصال الحديثة وابرزها الانترنت مع دراسة العوامل المهمة التي تساهم بدفع عجلة الابداع في ادب الطفل، اما الفصل العاشر فقد تناول (تربية وتعليم المواطنة للطفل)، وقد درس دور الاسرة ودور المدرسة ودور المجتمع ووظائف كل منها في ترسيخ قيم ومعاني المواطنة في وجدان الطفل .
الكتاب جهد مميز للكاتب فاضل عباس الكعبي (بغداد / 1955)، حيث اسهب في شرح وتوضيح كل ما له علاقة بالتربية والثقافة الخاصتين بالطفل، وقد استطاع ان يعضد ذلك بالمصادر العديدة وهو ما اعطى للكتاب قيمته ، والكاتب الكعبي نذر نفسه لادب الطفل فكانت له العديد من الاصدارات من الدراسات والموجموعات الشعرية .