صديقاي،

يا من سكنا حدق العدم،

هي ذي الدنيا!

.. فسلاما لروحيكما

وهي ذي المدينة،

على عمارها وزحامها،

خاوية على عروش مرقدكما.. أراها،

كذلك هي.. دونكما

.. وكل ذكرى،

على مر استرجاعها

حلوة.. تسر، كزهرة الصبر

بعد حين من الدهر

تعبق في حدائقي.. تنسيني

أن أنسى

.. وهو ذا الإنسان صديقيَّ

نسي سيء، لصيق بدونيته البشرية

وذا حظ المسافر لم يزل

والطريق درس

والمحبة يدرسها الألم،

أما الآن فإني

إلى هنالك أنتمي، أكثر

.. لست أدري، فقد فُقد الصواب

والمنطق، والأمل

فهنالك حيث تسكنا

يسكن كل شيء،

في حضرة النهاية

وترسو مراكب التهور

ويذيب حر الحقيقة

من معدن الإنسان كل شائبة

فيَبرز الجوهر

ويُساء الزيف

كقحط يغسله المطر

لي صديقان

لي على نور قلبيهما هدى

.. ذهبا، ولن تذهب ذكراهما

.. سدى

لي صديقان

استبقا غدر الزمان

.. رحلا سوية،

فعاجلا القدر