سآلتني صديقتي ماذا تحبين فيه
لو اعرف السبب لما أحببتهُ
كأنني التي عرفتْ !!!!
عرفته كطيرٍ حلقَ في سماء حياتي
كالنيرانِ اشعلتهُ عيدانُ كبريتٍ
في حقلٍ جففتْهُ كبوات عشقٍ
غطى عليها تاريخ لم
أتعلمْهُ
لا تسأليني كيفَ زرعتهُ
في اخاديد الروح
كأنني خُلِقتُ لاحبهُ
لو كنتُ أعرفُ بأن الريح
ستعصفُ بحقولي
لداريتُ على نفسي من
هولِ عاصفته
زرعتهُ بين جوانحي
كما يُزرعُ الياسمين قبل
ابتهاج الشمس بمقبل الربيع
ونثرتهُ على كل وردةٍ تخيلتُها
في صحوي ومنامي
وتغنيتُ بأسمه فتعلمت
غزلان البراري
نشيد الجنون والهذيان
تسأليني لماذا احببتهُ!!!!
تملَْكتني حيرتي
ولامتني روحي تريدُ الخلود
بين انامله ومسامات وجهه
عندما ذكرتهُ
فكيف لي فراقه وهو سجَّاني
ومالكي!!!!!
سمعتُ عن صنوف الادمانِ في الحياة
لكن ادماني ما عرفهُ طيرٌ
ولا عصافيرَ المروجِ
ولا زخات المطر
ولا حتى اغاني الليلِ
وهمس النجوم
يرافقني في نومي ويقظتي
واراهُ منقوشاً بين كل سطرٍ من
سطور قصصي
وعلى طيات ثوبي
وخصلات شعري الطويل
وكل رمشةٍ من عيوني المبتهجةِ
بعشقهِ
وبعد كل اعوام الشجن
وسنواتِ الانتظار
تسأليني لماذا بل كيف أحببتهُ؟!!!
يا ليتني التقيتُ به منذ طفولتي
وايامَ مراهقتي
وياليتني رأيتهُ في لحظاتى طيشي
وعنفوان هيجان عواطفي
لما تركته لحظة غضبي وجنوني
انه اروع حالة هذيان
أعيشُها
انه نقش الهوى في جميع
اللغات
انه العشق في عذاب النفس
و في عمق السماء
أنه لحظات الشعرِ في قمة
التناقضِ والانفجار
انه المسافر والمقيمُ بين مفاصل
اليدين
وهل يمكن السؤال بعد ذلك؟

مونتريال