صارت البساتينُ خراباً
الا تلك التي آلت اليك، اخي
اني اتابع من منفاي اخبارَها
و ما زلت َ
انتَ انت
كما عهدتك
تحملُ منجلك
مغروزاً في نطاقِك العسكري
ذهاباً واياباً
غدوةً وعشيا
تحرسُ كل عشبةٍ
كلَّ نبتةٍ
كلَّ برعمٍ قد شبّ
برعاية الاب الحنون…
اتذكر يا معمر
يوم حاصرنا حُرّاسُ الفضيلة،
فقطّرتَ مصبوغا بلون "اللوزينة"
ما جعل ايامنا تُطاق
وشوينا تحت نخلة الموز السمك
وتراشقنا بالشعرِ
قذيفةٌ تمرُّ جنبَ رأسِك،
اخرى تأزُّ مارقة جنب الاذن،
وثالثة تطيح بك في:
"غابةٌ للفرح
غابة للجنون"
وكيف يوماً
"طائرٌ معدنيُّ الجناح"
ايقظك!
لا زلتُ هنا ، انبيك اخي،
اقتات ايامي التي مضتْ،
استرجعُ الوردَ والقّداح
والطيورَ تحطّ عند العذوق،
التمرَ ريّاناً
والماءَ رقراقاً في الجداول
والطيورَ
غرّيدةً على السعف الذي ما انحنى
والغصنِ الذي ما أذلّ
انما احتضن
حين يوماً
طاردتنا البنادق
وحدّقتْ فينا العيون