إيلاف من لندن: في اكتشاف يبرز عمق الروابط التاريخية بين الهند والعالم العربي، عثر عمال كانوا يقومون بالحفر لتجميع مياه الأمطار في ولاية كيرالا الهندية على كنز أثري نادر، يضم صندوقًا نحاسيًا يحتوي على عملات معدنية تعود إلى الفاطميين، الذين ازدهر حكمهم في القرون الوسطى.
هذه العملات، التي تم تداولها بين عامي 1036 و1094م، تعكس التأثير العميق للخلافة الفاطمية التي امتدت شبكتها التجارية من إسبانيا حتى الهند، مما يدل على التواصل الثقافي والتجاري العميق بين هذه الحضارات.
الكنز الفاطمي في قلب كيرالا
في الثاني من شباط (فبراير)، وبينما كان العمال يحفرون التربة لتخزين المياه في أحد المجمعات بمالابورام في كيرالا، عثروا على كنز تاريخي يتألف من ثماني عملات معدنية، بالإضافة إلى عملة أخرى تالفة جزئيًا.
الأبحاث التي أجراها قسم الآثار في ولاية كيرالا أكدت أن هذه العملات تعود إلى عهد الخلافة الفاطمية، التي كانت تسيطر على أجزاء واسعة من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وتمثل قوة سياسية ودينية بارزة في العالم الإسلامي بين عامي 909 و1171م.
إن العثور على عملات نقدية فاطمية في منطقة نائية بولاية كيرالا يعد حدثًا نادرًا، ويضيف بُعدًا جديدًا لفهمنا للعلاقات التاريخية بين الهند والعالم العربي. فهذه العملات ليست مجرد نقود قديمة، بل هي دليل حي على شبكة تجارية وثقافية كانت تربط بين الحضارات الإسلامية في الشرق الأوسط والهند خلال تلك الفترة، مما يعزز فهمنا لتأثيرات الحضارة الإسلامية في شبه القارة الهندية.
الفاطميون: شرعية دينية وتأثير عالمي
أسست الخلافة الفاطمية لنفسها مكانة مميزة في البعدين الديني والسياسي، ما منحها قوة فريدة في العالم الإسلامي، وسمح لها بتوسيع نفوذها وتطوير علاقات تجارية متينة امتدت إلى مختلف بقاع الأرض المأهولة آنذاك.
هذا الاكتشاف في كيرالا يعكس مدى انتشار وتأثير الفاطميين خارج حدود العالم العربي، ويعيد إحياء جزء مهم من تاريخ العلاقات الهندية العربية الذي غالبًا ما يُغفل عنه.
بينما لا يزال العلماء يدرسون الاكتشاف لتحديد مدى أهميته الكاملة، يمكن القول إنه يمثل كنزاً تاريخياً مهماً، يضيف بعداً مهماً إلى التراث الثقافي والتاريخي لكيرالا، ويفتح بابًا جديدًا لفهم الروابط العميقة بين الهند والعالم العربي في العصور الوسطى.
التعليقات