الاتحاد الأوروبي يستأنف استثماراته في إسرائيل

علي اوحيدةمنبروكسل

قرر الاتحاد الأوروبي بعد عشرة سنوات من الانقطاع استئناف استثماراته المباشرة في إسرائيل مكافأة لها على انسحابها الأخير من غزة، وقالت المصادر الأوروبية في بروكسل إن المصرف الأوروبي للاستثمار وهو الذراع المالي للاتحاد الأوروبي ويشرف على مجمل الاستثمارات الخارجية الأوروبية مع الدول الأجنبية قرر اجتياز هذه الخطوة بعد جدل بين الحكومات الأوروبية استمر طوال الفترة الماضية.

وسعت إسرائيل إلى تسويق انسحابها العسكري الأخير من القطاع الفلسطيني للحصول على امتيازات جديدة من الدول الأوروبية بشكل ثنائي ومن الاتحاد الأوروبي ككيان موحد .
ومثلت زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون الى فرنسا منتصف تموز (يوليو) الماضي وتسجيل تطبيع فعلي بين باريس وتل أبيب بداية التوجهات الانفتاحية الأوروبية الجديدة على إسرائيل.


و أوضحت نفس المصادر ان نائب رئيس المصرف الأوروبي للاستثمار الفرنسي فيليب فونتين قام بزيارة الى إسرائيل مؤخرا و أجرى محادثات مع الوزير المؤقت للشؤون الخزانة ايهود اولمارت وبحث معه سبل استئناف الاستثمارات الأوروبية المباشرة .
ويقول المصرف الأوروبي للاستثمار ومقره لكسمبورغ ان تحركه سوف يندرج ضمن خطط الاستثمارات الأوروبية المتفق عليها ضمن ما يعرف بالشراكة الأوروبية المتوسطية والتي تنتمي اليها إسرائيل والدول العربية المطلة على المتوسط.


ووضع المصرف حدا لتعاونه مع إسرائيل منذ عام 1995 بسبب إخلالها ببنود اتفاقيات السلام وتوسيعها لعمليات الاستيطان وبضغط مباشر من عدد محدد من الدول الأوربية وفي مقدمتها فرنسا وبلجيكا وعدد من دول الشمال، ولكن التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي لم ينقطع طوال نفس الفترة.


وبررت أوروبا مواقفها حتى الآن بان دخل الفرد داخل إسرائيل يضاهي دخل المواطنين الأوروبيين أنفسهم وان الحكومة الإسرائيلية لا تضمن الديون و القروض المكرسة للاستثمارات ولكن التطور المسجل مؤخرا في غزة دفع بالطرفين الأوروبي والإسرائيلي الى تجاوز هذه العقبات الإدارية .
وحصل اتفاق إسرائيلي أوروبي إبان زيارة منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافير سولانا للقدس نهاية شهر آب (أغسطس) الماضي .


وقال سولانا للمسؤولين الإسرائيليين إن الاتحاد الأوروبي قرر دعم خطوات حكومة شارون سياسيا واقتصاديا نتيجة تعاونها في ملف السلام(...).
ويقول المسؤولون الأوروبيون ان الانفتاح الجاري على إسرائيل في مجال استراتيجي مثل مجال الاستثمارات يقابله انفتاح موازي على الطرف الفلسطيني.


و أعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل الأربعاء الماضي عن خطة استراتيجية مماثلة للدفع بالاقتصاد الفلسطيني وجعله قادرا على مواكبة قيام دولة قابلة للعيش حسب الجهاز لتنفيذي الأوروبي.
وتقول المفوضية انها ستضاعف حجم المساعدات للفلسطينيين لتصل الى 300 مليون يورو ولكنها تنتظر التزامات محددة وسريعة من حكومات الدول الأعضاء.


وحسب مصادر المصرف الأوروبي للاستثمار في لكسمبورغ فان الاستثمارات الأوروبية ستبدأ في مرحلة أولى بمد خط لسكك الحديد من حول تل أبيب وأخر في هضبة يازيريل وكذلك التفكير في ربط حديدي بين إسرائيل والأردن، وحصلت إسرائيل قبل مقاطعتها أوروبا عام 1995 في مجال الاستثمارات على عدة قروض ومنح هامة من المصرف الذي تم إنشاؤه عام 1957ومن بنيها منحة ب300 مليون دولار كرست لبناء مجاري ناهيل سوريك.


ويكرس المصرف الأوروبي للاستثمار حاليا مبلغا يناهز مليار و700 ألف مليون يورو لدول شراكة برشلونة ويأتي الانفتاح لنعلن على إسرائيل قبل شهر واحد من انعقاد قمة الشراكة في إسبانيا يوم 5 تشرين الثاني نوفمبر القادم على مستوى رؤساء الدول والحكومات.