نسبة الفقر بغزة تثير الفزع


سمية درويش من غزة


حذرت مؤسسة دولية من مخاطر ارتفاع نسبة الفقر في الأراضي الفلسطينية ، مؤكدة بان نسبة الفقر المدقع تثير الفزع ، وتهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني بالضفة الغربية وقطاع غزة. ويتهدد قطاع غزة منذ فترة كارثة إنسانية ، جراء الحصار الذي فرضته الدولة اليهودية ويضرب مناحي الحياة الفلسطينية ، عقب وصول حركة حماس لسلم الحكم مع نهاية آذار quot;مارسquot; الماضي .


واعتبرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين quot;الاونرواquot; ، أن الزيادة الحادة والتي بلغت بنسبة 64% عما كانت عليه الأوضاع العام الماضي تثير الفزع ، موضحة بان الغالبية العظمى من السكان اللاجئين في غزة أسوا بكثير فقد تأثرت كافي مناحي الحياة من توفير لقمة العيش والحصول على وظيفة.


وجاء هذا التقرير بعد ساعات من تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ، والذي أشار الى أن نسبة الفقر قفزت من 24% في العام 1997 لتصل إلى 45% في منتصف العام 2006 ، حيث بات الكثير من الفلسطينيين يعتمد على المساعدات الإنسانية.


وبحسب معطيات تقرير الاونروا ، فان هناك اتساعا في القطاع العام ليصبح (70% من مجموع الوظائف الجديدة) خلال العام 2005 والنصف الأول من عام 2006 إلى جانب انحسار القطاع الخاص والانحدار الشديد في التصنيع.


وتعتبر منظمة الاونروا من اكبر المنظمات الدولية التي تقدم الخدمات للاجئين الفلسطينيين ، حيث التعليم والصحة والمعونات الاغاثية التي تقدمها للأسر الفلسطينية وغالبا ما تتضمن المواد التموينية الأساسية من طحين وزيت وسكر .


ولفت التقرير إلى أنه ليس من الممكن قياس مقاطعة السلطة الفلسطينية عن طريق قياس الدخل المحلي أو مستوى التوظيف ، ولكن من خلال مستوى المعيشة والاستهلاك والدخل والذي تراجع بمقدار 500 مليون دولار.


وأوضح أن التراجع في الدخل أدى إلى انخفاض القدرة الاستهلاكية بنسبة 12% وزيادة في أعداد الفلسطينيين الذين يعيشون في فقر مدقع بنسبة 64%، فيما أثرت أزمة الضرائب في السلطة الفلسطينية بصورة سلبية على ما نسبته 32% من اللاجئين و 20% من غير اللاجئين الذين يشغلهم القطاع العام.


ويعاني قرابة 165 ألف موظف في السلطة الوطنية لعدم تسلمهم رواتبهم منذ 8 أشهر ، حيث أضيفت تلك الأرقام إلى جيوش البطالة التي كانت تعاني منها الأراضي الفلسطينية.
وأشار تقرير الاونروا ، إلى أنه خلال سنوات الانتفاضة من عام 2001 حتى الآن كان معدل استهلاك اللاجئين أقل بمعدل 7.5% عن غير اللاجئين مع نقص كبير في نسبة البروتين في الطعام وفي خدمات التعليم والصحة.


وحسب التقديرات فانه إضافة للمساعدات التي تم استلامها في عام 2005 فان مبلغا إضافيا بقيمة 73.1 مليون دولار كان ضروريا للتخفيف من حالة الفقر المدقع وسط اللاجئين الفلسطينيين في عام 2005.


ويشار إلى أن الاونروا حاولت خلال سنوات الازدهار التي عاشتها الأراضي الفلسطينية أبان حكم الرئيس الراحل ياسر عرفات ، وقبل اندلاع انتفاضة الأقصى ، التقليص من خدماتها إلا أنها جوبهت بالرفض من قبل اللاجئين الذين خرجوا بمسيرات حاشدة جابت مناطقهم وحالت دون تنفيذ تلك القرارات.