عودة عمليات التهريب عبر الحدود

اسرائيل تجتاح لبنان بالموز


فادي عاكوم من المنامة



من زار منطقة الجنوب اللبناني وخاصة ما كان يسمى منطقة الحزام الامني قبل خروج الاسرائيلين من لبنان بشكل كامل عام 2000 من المؤكد انه لاحظ الحالة المعيشية الممتازة التي كانت سائدة عند اهالي تلك المنطقة، بسبب التجارة المفتوحة بين الاهالي واسرائيل بالاضافة الى الاموال التي كان يتقضاها عناصر جيشلبنان الجنوبي او ما كان يسمى جيش لحد،والتي كانت توفر سيولة كبيرة في الاسواق الى جانب ان عديد القوات الدولية لعب دوره الهام في حركة الاسواق ايضا، واللافت كان في تلك الفترة حركة التجارة غير المشروعة التي كانت تتم عبر الحدود من مخدرات وبضائع ممنوعة وسيارات مسروقة، حتى ان القناة الثانية الاسرائيلية عرضت تقريرا مفصلا عن حالات التهريب عبر الحدود والتي كشفت تورط عدد من الضباط الاسرائيليين من حرس الحدود بعمليات التهريب.

الا ان الوضع الاجتماعي والاقتصادي لاهالي تلك المنطقة بات صعبا بعد الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 بسبب هروب عدد كبير من اهالي تلك المنطقة وسجن قسم اخر وتوقف الاموال الاسرائيلية، وتغيير الواقع الاجتماعي للمنطقة بعد ان فرض حزب الله نفسه كقوة اولى على الارض، وبرزت مشاكل اجتماعية جسيمة لم ينجُ منها الا من التحق بحزب الله وحصل على راتب شهري بالاضافة الى التقديمات الاخرى .

ويبدو ان اهالي المنطقة ابوا الا ان يستغلوا الفرصةالسانحة بعد سبع سنين عجاف،حيث عادت عمليات التهريب من جديد وكشف عن كميات كبيرة من الموز الاسرائيلي في الاسواق الجنوبية، مما يطرح سؤالا عن نوعية البضائع المهربة وعما اذا عادت ايضا تجارة المخدرات والدولارات المزورة .

والخطير في الامر ان عودة التهريب عادت مترافقة مع انتشار الجيش اللبناني في المناطق الحدودية مع اعلان حزب الله وعلى لسان امينه العام في اخر مقابلة تلفزيونية ان عناصر الحزب ما زالوا موجودين في المواقع الحدودية المتقدمة حتى في القرى التي يحتل الجيش الاسرائيلي قسما منها .

فهل من المعقول ان تتم عمليات التهريب على مرأىً من عناصر حزب الله دون تحريك اي ساكن ؟ فاذا صح هذا الامر وتم السماح من قبل الحزب على الامر فهذه دلالة خطيرة وربما تندرج من ضمن خطة الحزب في الحصول على الاموال باي طريقة حتى لو كانت عن طريق المتاجرة بالبضائع الاسرائيلية، علما انه وبالاضافة الى الشعارات الرنانة عن محاربة اسرائيل اصدر رئيس المجلس الشيعي الاعلى الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين فتوى حرمت التعامل مع اسرائيل واطلقت وقتها حملة تحت شعار quot; التعامل مع اسرائيل حرام quot;.

علما انه من المتوقع ان تشهد المنطقة الحدودية انتعاشا كيرا بسبب زيادة عديد القوات الدولية وانتشار 15 الف عنصر من الجيش اللبناني بالاضافة الى الاموال والمساعدات التي تتدفق من حزب الله و الدول العربية والاوروبية على اهالي المنطقة .