كامل الشيرازي من الجزائر: أمام تفاقم أزمة الحليب في الجزائر، أقرت السلطات جملة من التدابير لاحتواء الأزمة، بهذا الصدد، رصدت الحكومة مخصصات تربو عن (10.6 مليارات دينار) ما يعادل (0.14 مليار دولار) كدفعة أولى لمساعدة المصانع على إنتاج الحليب المعلب في أكياس لتغطية ما تحتاجه السوق حاليا، كما سيتم إنشاء ديوان مركزي للحليب لتلبية احتياجات السوق المحلية، ويرتقب أن يستأنف 201 من منتجي الحليب الأكياس عملهم، الأربعاء، بعد إنقطاع دام أزيد من أسبوع كامل، وذلك بعد استفادتهم من ضمانات حكومية تكفل مراجعة السلطات لقراراتها بشأن منظومة الحليب في البلاد.


وحددت الحكومة الجزائرية سعر اللتر الواحد من الحليب بخمسة وعشرين دينارا جزائريا، ما يعادل 33 سنتا أمريكيا، أو ربع يورو، ليصبح السعر الحقيقي للتر الحليب 40 دينارا جزائريا، بينما يطالب منتجو الحليب بزيادة التعويض مع ارتفاع سعر مسحوق الحليب في السوق الدولية حاليا، وتقدر كلفة اللتر حاليا بـ48 دينارا جزائريا.


وذكر وزير الزراعة الجزائري سعيد بركات، إنّ مواطنيه يستهلكون ثلاثة ملايين لتر من الحليب سنويا، كاشفا عن عجز في الإنتاج بحدود800 ألف لتر كل عام، حيث لا يتجاوز الإنتاج المحلي عارضة المليارين و200 ألف لتر سنويا، ما يدفع السلطات لإنفاق600 مليون دولار سنويا للوفاء بالطلبات المتزايدة على هذه المادة الحيوية.


وأمام هذا الواقع، أبدى بركات عزم بلاده على مضاعفة الإنتاج المحلي على نحو يتجاوز الخلل الحاصل، وأعلن الوزير في منتدى إعلامي، أنّ الدولة تخطط لجلب أكثر من 50 ألف بقرة حلوب في غضون السنوات القليلة القادمة، بهدف تقليص تكاليف استيراد الحليب، ملفتا إلى أنّ الجزائر استوردت السنة الماضية ثمانية آلاف بقرة حلوب، في حين تم استيراد نحو 18 ألف بقرة حلوب العام قبل الماضي.


ويعاني الجزائريون منذ نحو أسبوعين من فقدان مادة الحليب الحيوية، ما استلزم توريد كميات إضافية من الحليب المجفف وصلت إلى نحو 20 ألف طن، مع الإشارة أنّ مختصون يرون بضرورة توفير2.5 مليون لتر يوميا للقضاء على الندرة الحاصلة.


وأفاد المسؤول المذكور، أنّ الجزائر أنتجت 6,2 مليار لتر من الحليب خلال السنة الجارية، مشددا على وجوب تأقلم مواطنيه مع التغيرات الحاصلة في الأسواق العالمية التي عرفت أسعارها ارتفاعا، كاشفا عن اقتناء 500 ألف بقرة حلوب لمواجهة الأزمة التي تعرفها الجزائر، بما سيسمح بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحليب في غضون الخمس سنوات القادمة.


وكانت شركة quot;محاصيلquot; الجزائرية الإماراتيةquot;، أعلنت قبل أشهر، أنّها ستقوم بإنجاز أكبر وحدة لإنتاج الحليب على مستوى القارة الإفريقية بمحافظة تيارت (400 كلم غرب الجزائر)، وجرى رصد مخصصات تربو عن المائة مليون دولار لإنجاح المشروع الذي يستهدف تربية عشرة آلاف بقرة حلوب.


وأفاد رئيس المشروع محمد علي شطيبة، في تصريح لـquot;إيلافquot;، أنّه تم اقتناء 620 هكتار من الأراضي الفلاحية ببلدتي الرشايقة والسبعين لإنجاز المشروع على أن تتوسع المساحة لتصل إلى 5 آلاف هكتار عند بلوغ المشروع شكله النهائي بحلول العام 2012.