قبول الهاجري من الرياض: واصلت الأسهم في السوق السعودية هبوطها لليوم الثالث على التوالي بعد الارتفاعات التي شهدتها في الأسابيع الماضية، وأغلقت منخفضة في نهاية جلسة تعاملات الأربعاء، بعد ارتفاع طفيف في نهاية التعاملات، حيث سجل مؤشر السوق هبوطاً قوياً بـ 137 نقطة بعد أن كانت سجلت هبوطاً طفيفاً في أول يوم بـ 28نقطة، وثاني يوم بـ 72 نقطة. حيث أغلقت كل القطاعات باستثناء قطاع الإسمنت الذي سجل ارتفاعاً طفيفاً يقدر بـ19 نقطة، وسط تداولات إجمالية تقدر بنحو أربعة عشر مليار ونصف، وقدر حجم الصفقات فيها 369.121 صفقة، في حين سجلت 19 شركة ارتفاعاً وانخفضت 65 شركة.

وكانت البورصات العالمية قد سجلت تراجعات كبيرة أمس بعد الهبوط الذي تكبدته الأسهم الصينية تبعاً لأخبار عن تغييرات اقتصادية لتهبط بعد ذلك الأسواق الأمريكية والشرق أوسطية متأثرة بها. وقال المحلل المالي عبدالحميد العمري أن معامل ارتباط السوق السعودية بالأسواق العالمية ضعيف مقابل معامل ارتباط السوق السعودية بالأسواق الخليجية، واستدرك موضحاً أن السوق السعودية تشهد اللحظات الأخيرة في الانهيار الذي منذ نحو سنة، لذلك كان من الطبيعي أن تتابع السوق السعودية ما يحدث في الأسواق العالمية بحذر هذا اليوم.
وتابع العمري quot;في الإطار العام ما حدث اليوم ولليوم الثالث على التوالي هو جني أرباح طبيعي، وتصحيح متوقع بعد المكتسبات التي جنتها السوق في الثلاثة أسابيع الماضيةquot;.
ففي بداية التعاملات افتتح المؤشر عند 8.313 نقطة وتذبذب هبوطاً إلى أدنى نقطة عند 8.084 مقترباً بذلك من كسر حاجز الثمانية آلاف نقطة لأول مرة منذ 18 فبراير الجاري، والتي غاب عنها شهرين منذ 18 ديسمبر الماضي. وفي نهاية التداولات قلص المؤشر خسائره صاعداً ليغلق في دقائقه الأخيرة عند 8.176 نقطة.
عبدالحميد العمري فسر سلوك الدقائق الأخيرة والذي أصبح مألوفاً في السوق السعودية بالأمر الخفي على كثير من المتابعين للسوق السعودية، ونوه إلى أن هذا السلوك يعود إلى الخلل الهيكلي في السوق السعودية، حيث تتحكم محافظ كبيرة بمؤشر السوق وهو الأمر ذاته الذي شاهدناه في سهم (سامبا) الذي تحرك في الدقائق الأخيرة لتقليص خسائر المؤشر.
وقال العمري أن معالجة هذا الأمر من اختصاص هيئة السوق المالية، حيث يجب أن تلجأ السوق إلى معادلة الأوزان النسبية للشركات في السوق، وتقليص أحجامها أسوة بالمعمول به في الأسواق العالمية، حيث تترواح الأوزان النسبية للشركات في مؤشر البورصة ما بين 5-6%، في حين تزيد أوزان بعض الشركات في السوق السعودية عن 20%.
ووضح العمري طريقة معالجة هذا الخلل بضخ شركات كبيرة تزيد من عمق السوق وتعيد توزيع الأوزان النسبية للشركات المدرجة في السوق لتخفيف تأثيرها على حركة المؤشر.
من جانبه قال المحلل الفني حمد الداود أن انخفاض السوق كان متوقع لجني الأرباح التي حققتها السوق في الأسابيع الماضية، إلا أن السمة الواضحة هو التوازن في العرض والطلب، وإن كان سلوك السوق السعودية اليوم تعاطف مع الأسواق العالمية التي تكبدت خسائر فادحة أمس. وأضاف quot;إن اتساع مدى جني الأرباح يعتمد على عدة عوامل أبرزها قرب تحصيل المنح كما هو حاصل مع الراجحي يوم السبت القادم، أيضاً حجم التضخم الحاصل في بعض أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطةquot;. ونوه الداود إلى أن الاستقرار في السوق بصفة عامة سيظهر جلياً بعد نتائج الربع الأول للعام 2007م وذلك في الأسبوع الأول أو الثاني من شهر إبريل القادم.