افتتاح معرض الزراعة في باريس


اندريه مهاوج من باريس


افتتح الرئيس الفرنسي جاك شيراك صباح اليوم معرض الزراعة الدولي الرابع والاربعين الذي يشكل مناسبة سنوية مهمة لاظهار مدى ارتباط المجتمع الفرنسي بجذوره القروية والزراعية اذ ان المزارعين كانوا يشكلون حتى اواسط القرن العشرين حوالى 30 بالمئة . واذا كان عددهم تراجع بشكل ملحوظ في السنوات الثلاثين الاخيرة فان ثقلهم السياسي والاجتماعي لا يزال مؤثرا في الحياة العامة وانتاجهم يشكل ثلاثة فاصل تسعة من الانتاج الوطني العام .


هذا وتعتبر فرنسا اول منتج زراعي في اوروبا وتبلغ قيمة ما تنتجه 62 مليار يورو أي 20 بالمئة من مجموع قيمة انتاج دول الاتحاد الاوروبي كما تحتل المرتبة الثانية على الصعيد العالمي بين الدول المصدرة للمواد الغذائية مباشرة بعد الولايات المتحدة وتبلغ قيمة صادراتها 41 مليار يورو


وتبلغ نسبة الاراضي الزراعية في فرنسا 59 بالمئة من مساحة البلاد اما نسبة الغابات فتبلغ 28 بالمئة وبما ان المزارعين يشكلون ثلاثة فاصل خمسة بالمئة من الناخبين فقد اصبح المعرض على مدى السنوات ممرا ضروريا لرجال السياسة في السلطة والمعارضة معا ويرتدي طابعا خاصا هذه السنة اذ انه ياتي قبل اقل من شهرين من الانتخابات الرئاسية والجميع يذكر انهم كانوا اصحاب تاثير مباشر في انتخابات عام 2002 حين صوتوا بنسبة 22 بالمئة لصالح رئيس حزب الجبهة الوطنية اليمين المتطرف جان ماري لوبن كما صوت 70 بالمئة منهم ضد الدستور الاوروبي لانهم اعتبروا انه يضر بمصالحهم .


هذه السنة يتخذ المعرض شعار مراعاة البيئة فالمزارعون المتهمون بتلويث المياه الجوفية والجو بسبب الاستخدام المفرط للمواد الكيماوية والادوية لحماية منتوجاتهم وزيادة كمياتها على حساب النوعية اتخذوا سلسلة خطوات للعودة الى الزراعة التقليدية واحترام البيئة وهكذا يمكن للزائر ان يشاهد مباشرة كيف يتم تحويل القمح او الذرة او الشمندر السكري الى ايدروجين نقي او تحويل دوار الشمس الى مازوت نقي لا يلوث .


غياب الدواجن عن المعرض السنة الماضية بسبب انفلونزا الطيور ادى الى تراجع الزوار الى 500 الف زائر مقابل 650 الفا عام 2005 المعرض يشكل مناسبة لاختيار افضل لاختيار افضل حيوان داجن وافضل منتوج زراعي من بين 17000 نموذج .