الدوحة: تسعى قطر الدولة الخليجية الصغيرة والغنية الى استخدام مواردها الضخمة من الغاز والنفط من اجل تطوير التربية والعلوم والتكنولوجيا لتصبح نموذجا في هذا المجال في العالم العربي. وقال محمد الرميحي مساعد وزير الخارجية القطري لشؤون المتابعة quot;آمل ان يتم في غضون عشر سنوات تحقيق تغيير جذري ليس فقط في مستوى البنى التحتية ولكن خاصة على المستوى البشريquot;.من جانبه قال روبرت باكستر مسؤول العلاقات العامة في quot;مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمعquot; انه quot;بفضل مؤسسة قطر نأمل في تحويل عائدات النفط والغاز في البلاد الى موارد بشريةquot;.

واقامت مؤسسة قطر التي اطلقها في 1995 امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وترأسها حرمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند، في الدوحة quot;المدينة التعليميةquot; التي تضم فروعا لخمس جامعات اميركية اضافة الى quot;مجمع علمي وتكنولوجيquot;.واضاف باكستر ان quot;قادة قطر يريدون ان يجعلوا من هذه البلاد مركزا اقليميا للتربية ذات المستوى العاليquot;.

وبحسب العديد من مسؤولي مؤسسة قطر فان الحكومة القطرية خصصت quot;ميزانية مفتوحةquot; لهذه المؤسسة.وتضم quot;المدينة التعليميةquot; حاليا فروعا لquot;ويل كورنل ميديكال كوليدجquot; وجامعات quot;فرجينيا كومنولثquot; وquot;تكساس ايه اند امquot; وquot;كارنيغي ميلونquot; وquot;جورج تاونquot;.

ويدرس فيها حاليا 700 طالب quot;اكثر من نصفهم بقليل من القطريين الذين تتحمل الحكومة نفقاتهم بالكاملquot; بحسب باكستر الذي اوضح ان التكلفة السنوية للتعليم لكل طالب تبلغ حوالي 35 الف دولار.ويؤمن الدروس مدرسون قادمين من هذه الجامعات التي تمنح فروعها quot;شهادات مطابقة تماما للجامعات الاميركيةquot;.

ومن هنا يأتي تفرد التجربة حيث يمكن لشاب قطري ان يحصل مثلا على شهادة من جامعة جورج تاون دون ان يضطر الى الذهاب الى واشنطن وهو تفصيل مهم في مجتمع محافظ مثل المجتمع القطري.

وبحكم التقاليد فان الشابات يجب ان يكن بصحبة احد اقاربهن للتمكن من الدراسة خارج قطر.

وردا على سؤال عن المؤسسات الاميركية الطاغية على quot;المدينة التعليميةquot;، قال باكستر quot;من المحتمل ان تفتح سان سير (المدرسة الفرنسية العسكرية الشهيرة) فرعا لها هناquot;.واوضح الرميحي وهو من خريجي سان سير ان المدرسة الفرنسية quot;ستكون على الارجح اول مؤسسة فرنسية تفتح فرعا في المدينة التعليميةquot;.

واكد دبلوماسي غربي ان وفدا من العديد من كبريات المدارس الفرنسية بينها المعهد الوطني السمعي البصري ومدرسة الفنون الجميلة ومعهد الدرسات السياسية بباريس، زاروا مؤخرا قطر لبحث آفاق التعاون مع المدينة التعليمية.

من جهة اخرى قال باكستر ان quot;العديد من الشركات الدولية وقعت اتفاقات للتمركز في +واحة العلوم والتكنولوجيا+ الذي يضم او سيضم وحدات لمايكروسوفت والمجموعة الاوروبية للصناعات الجوية (اي ايه دي اس التي تنتج ايرباص) ورولس رويس وجنرال الكتريك وشركات ايكسون موبل وتوتال وشل النفطيةquot;. واوضح ان quot;اي جامعة او شركة تستقر هنا سيتوجب عليها القيام بالبحث العلمي والتكنولوجيquot; مشيرا الى ان امير قطر خصص 8،2 بالمئة من الناتج الاجمالي للبلاد للبحث. ويقدر هذا الناتج باكثر من خمسين مليار دولار.

ويبلغ عدد سكان قطر 750 الف نسمة بينهم 175 الفا من القطريين.

وتابع باكستر ان الشيخة موزة تقف وراء هذا المشروع الطموح quot;هي تريد جذب العقول العربية المهاجرة وبينها العقول العراقية، لتمكينهم من تحقيق مشاريع علميةquot;.غير انه يقر بان المشكلة الرئيسية تكمن في quot;كيفية اثارة اهتمام الشبان (القطريين) بالدراسة مع ثرائهم البالغ وكيفية اقناعهم بانه بعد مئة عام لن يكون هناك نفط ولا غاز وكيفية منحهم دوافع اخرى غير الدوافع الماديةquot; للاقبال على العلم.