هيبت برادة من المدينة المنورة

لم تكن زيارة 3 سيدات أعمال سعوديات ضمن وفد سيدات الأعمال العربيات للولايات المتحدة الأمريكية مجرد زيارة عابرة أو رحلة سياحية قمن بها، ولكنها كانت تلبية لدعوة البيت الأبيض لزيارة السيدة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية لورا بوش، رغبة منهن في المشاركة لحضور الأيام الثلاثة الأخيرة لمنتدى سيدات الأعمال القياديات في مدينة واشنطن، والذي سبقه جزئه الأول في العاصمة عمّان بالمملكة الأردنية الهاشمية على مدى يومين، وذلك ضمن وفد مكون من 100 امرأة قيادية، بلغ عدد سيدات الأعمال العربيات منهن نحو 50 بينما كان نصفهن الآخر من السيدات الأمريكيات المشاركات في المنتدى، كما حضر عدد كبير من أهم شخصيات العالم الاقتصادية والمالية.


وأبرزت فيه كل من الدكتورة نائلة حسين عطار المدير العام لمكتب استشارية للاستشارات الإدارية والاقتصادية ونائب المدير العام لشركة دار الهدى لخدمات العمرة و إدارة الفنادق، وريم الرشيد من الرياض المتخصصة في مجال الجمال وصحة المرأة من شركة نور للجمال, وسارة العايد من شركة الإبداعية للعلاقات العامة، أهمية دور المرأة في مجتمعها عن طريق عملها كممثلة لوطنها على حد سواء.


وكان ذلك بتنظيم من الحكومة الأمريكية للبرنامج، وبمبادرة من الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا MENA بهدف إقامة شراكة بين 50 سيدة أعمال أمريكية من 50 ولاية أمريكية، و 50 سيدة أعمال من 10 دول عربية، كُن من السعودية والإمارات والبحرين والكويت ومصر والأردن وفلسطين وسوريا ولبنان والمغرب، وتنوعت المشتركات بين سيدات أعمال ومهنيات قياديات في شركات كبرى عالمية. كان شرط الشراكة أن تعمل الشريكتان في نفس المجال و تقوم كل منهما بتعريف الأخرى عن عملها والكشف عن وجود فرص للاستثمار بينهما في قطاعات الأعمال المتنوعة.


وذكرت الدكتورة نائلة العطار عن فحوى الزيارة لـ quot;إيلافquot; قائلة: quot;تعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لسيدات أعمال سعوديات ضمن وفد يزور أمريكا، فقد شهدت الزيارة تعاون كل شريكة عربية بزيارة شريكتها الأمريكية وملازمتها في عملها لمدة يومين للاستفادة من تقنيات العمل المنظم وأحدث الإجراءات ووسائل الإدارة الحديثة، تلا ذلك تقديم أوراق عمل قدمتها عدد من الشريكات العربيات وأخرى من الأمريكيات، وذلك في جامعة جورج تاونquot;.


كما استفاضت العطار في حديثها مع quot;إيلافquot; عن مدى فكرة الشراكة خلال هذه الزيارة، وهي تقول: quot;إن هذه الشراكة بين كل سيدتين عربية وأمريكية كانت فكرة رائعة في نظري وذلك لعدة أسباب، أهمها تحقيق تبادل المعلومات في مختلف الموضوعات وأهمها العمل، كذلك التعرف على حضارة وأخلاقيات كل منهما، ورؤية الصورة الحقيقية لكل شعب وليس ما يبثه إعلام كل دولة عن الأخرى، أيضا تضمن التواصل الحقيقي والشخصي وجها لوجه وليس عن طريق الأجهزة، وحتى تعطي فرصة لتقبل الآخرين فالاختلاف لا يعني عدم القدرة على العمل معهمquot;.


كان نصيب العطار من تلك الشراكة مع نظيرتها الأمريكية مديرة التسويق في شركة ماريوت للفنادق، في حين زارت المقر الرئيسي للشركة على مدار يومين في عمّان، ذاكرة أن سبب اختيار هذه الشريكة وهذا القطاع من الاقتصاد هو quot;عملها الخاص كنائب المدير العام لشركة العائلة في مجال خدمات العمرة وإدارة الفنادقquot;.


هذا وزارت السيدات العربيات في أيام أمريكا الثلاث البيت الأبيض حيث استضافتهن السيدة الأولى لورا بوش على الشاي وأخذت صور فردية مع كل واحدة منهن من العربيات والأمريكيات، ثم زرن مقر الكونجرس الأمريكي و تعرفن على عدد من الأعضاء، من نساء الكونجرس الأمريكي وكذلك أول عضو كونجرس أمريكي مسلم والذي صمم على حلف اليمين على المصحف الشريف عندما تم انتخابه وتعيينه، كما قمن بزيارة المتحف القومي للمرأة والفن وهو عن الفنانات الرسامات في العصور الماضية في مختلف الدول الأوروبية.


وفي جامعة جورج واشنطن زفرت العطار هواء المكان لتستنشق رائحة التاريخ وهي تعتلي درجات الجامعة لتقدم ورقة العمل الخاصة بها، وهناك حيث استعرضت ورقتها كنظيراتها، ورقتها تلك التي انضوت تحت عنوان أسرار النجاح quot;ثلاثة مفاتيح للنجاح في الأعمال في بلادكquot;.


وكون العطار سيدة سعودية مسلمة ترتدي الحجاب وتمثل شركة لخدمات العمرة بالتحديد في حين لم تكن هي الوحيدة ضمن الوفد، فقد كانت هناك أكثر من سيدة مسلمة منهن محجبات، شعرن بتحفظ في معاملة الأخريات لهن بسبب النظرة المغلوطة للسيدات المسلمات والمحجبات بالذات باعتبارهن متشددات، وقد أوضحت العطار ضمن ما ذكرته لـ quot;إيلافquot; quot;أن واجبنا كسعوديات تغيير هذه النظرة لنا، لأن صورة المرأة السعودية صور مشوهة إما بالتحرر أو بالتطرف، وبعد تقديمي لورقة العمل أوضحت أن الحجاب لا يمكن أن يمثل عائقا للمرأة، كما أوضحت لهن أن المرأة السعودية كأي امرأة أخرى عادية ترغب مثل كل امرأة في العدل والسلام والأمان ليس لها وحدها بل لكل امرأة وأم أخرى، وأكدتُ أن معاناتنا لا تنحصر في ارتداء العباءة والحجاب كما يعتقد الغرب فهذا لأنها أمر طبيعي جدا ولا تمثل أي عائق، فنحن نقوم بما نرغب به من ممارسة جميع الأنشطة التي تمارسها النساء في المجتمعات الأخرى، وعلى أية حال هي مجرد قطعة قماش تغطي أجسادنا لكنها لا تغطي عقولنا ولا قلوبنا ولا أرواحنا، ما جعلهن يظهرن توددا زائدا كان فرصة للتعارف بصورة اكبرquot;.


وأنهت العطار حديثها مع quot;إيلافquot; عن فرص جذب سيدات الأعمال السعوديات للسيدات الأجنبيات في الاستثمار أنها لا تزال هناك عقبات وعوائق حتى تكون المرأة نقطة جذب في الاستثمار المحلي ومع ذلك ورغم كل الصعوبات إلا أن المحاولات الجادة موجودةquot;.