لندن: لم تفلح خطة وزارة المالية البريطانية بمنع انزلاق مؤشرات البورصات وأسواق الأسهم البريطانية والأوروبية، فلحقت بمثيلتها الآسيوية وهوت بقوة، بعد افتتاحها مباشرة، حيث سجل مؤشر quot;أف تي أس إي 100quot; انخفاضاً بنسبة 5.8 في المائة مع بدء عمليات التداول. وفي باريس انخفض مؤشر quot;كاك 40quot; بنسبة 6.8 في المائة، بينما سجل مؤشر quot;داكسquot; الألماني في فرانكفورت خسارة بنسبة 7.3 في المائة.

وكانت أسواق المال والبورصات الآسيوية أول من تلقى الصفعات موجعة خلال تداولات الأربعاء، حيث واصلت أسواق الأسهم والأوراق المالية الآسيوية والمطلة على المحيط الهادي خسائرها الكبيرة ليفاقم من النتائج السيئة في الأسواق الأميركية، وينذر بأزمة مالية عالمية.

الأسواق الآسيوية

ففي العاصمة اليابانية، ففي طوكيو، وللمرة الأولى منذ خمس سنوات تلقى مؤشر الأوراق المالية الرئيسي quot;نيكايquot; خسارة موجعة وصلت إلى 9 في المائة. بينما هبط مؤشر الشركات في سيدني بأستراليا، بنسبة 5 في المائة، لاحقاً بالهبوط الكبير الذي تعرضت له وول ستريت عندما هوت بأكثر من 500 نقطة.

وفي سيؤول بكوريا الجنوبية، لحق مؤشر quot;كوسبيquot; KOSPI ببورصة سيدني وهوى بنسبة 6.4 في المائة، فيما سقط مؤشر تايبة في تايوان بنسبة 5.8 في المائة، وكذلك لحق بهما مؤشر quot;هانغ سينغquot; في هونغ كونغ عندما فقد أكثر من 5.6 في المائة. وشهدت بورصة جاكرتا أكبر هبوط حتى اللحظة عندما فقد أكثر من 10 في المائة، فيما أفادت تقارير إعلامية بأنه تم إيقاف التعاملات لمنع مزيد من الهبوط. وكان الثلاثاء قد شهد هبوطاً في البورصات العالمية دون استثناء تقريباً، فيما تواصل أزمة الائتمان إطلاق شظاياها على المؤسسات المالية والبورصات في أرجاء المعمورة.

الأسواق الأوروبية

وفي لندن، استبقت وزارة المالية البريطانية افتتاح البورصة وأسواق المال الأربعاء بالإعلان عن خطة إنقاذ مالي لعدد من المصارف البريطانية بقيمة 50 مليار جنيه استرليني، أي 87 مليار دولار أميركي. وتهدف الخطة التي كشف عنها وزير المالية، أليستير دارلينغ ، إلى حقن النظام المصرفي بالأموال لتزويده بآليات الإنقاذ الفوري وتحرير عملية الإقراض.

وزادت المصارف البريطانية الكبرى من قدرتها الاستيعابية بحدود 25 مليار جنيه استرليني، فيما يتبقى 25 مليار أخرى متاحة عند الضرورة. وسوف تعمل الحكومة أيضاً على ضمان القروض بين المصارف، وفقاً لبيان صادر عن الوزارة. فمع بدء التداولات، سجل مؤشر quot;أف تي أس إي 100quot; انخفاضاً بنسبة 5.8 في المائة مع بدء عمليات التداول. وفي باريس انخفض مؤشر quot;كاك 40quot; بنسبة 6.8 في المائة، بينما سجل مؤشر quot;داكسquot; الألماني في فرانكفورت خسارة بنسبة 7.3 في المائة.

أسواق الأميركيتين

وفي أميركا اللاتينية، سجلت أسواق المال والبورصات خسائر كبيرة نسبياً، إذ فقد مؤشر quot;ميرفالquot; في الأرجنتين 2.7 في المائة، فيما خسر مؤشر quot;بوفيسباquot; البرازيلي 4.7 في المائة، بينما اقتربت خسائر quot;آي بي سيquot; المكسيكي من 4 في المائة. وكانت مؤشرات البورصة الأميركية قد أغلقت على خسارة لا تقل عن 5 في المائة، مسجلة أكبر خسارة لها منذ نحو خمس سنوات. وهوى مؤشر داو الصناعي 508 نقاط، ليغلق عند 9447.11.

الأسواق العربية

ولم تستثن البورصات العربية من الهبوط العالمي، الذي فسره بعض الخبراء بأنه quot;هبوط نفسي.quot; إذ ولليوم الثالث على التوالي واصلت الأسهم العربية تراجعها الحاد تقودها الأسهم السعودية والمصرية، حيث فقدت الأخيرة أكثر من 16 في المائة من قيمتها عقب انهيار مؤشرها بعد عطلة العيد.

ووصلت قيمة خسائر الأسهم العربية في اليومين الماضيين إلى مئات المليارات من الدولارات التي تبخرت إثر انهيار المؤشرات. أما الخسارة الأكثر إيلاما، فكانت من نصيب بورصتي القاهرة والإسكندرية اللتين هبط مؤشرهما (كيس 30) بنحو 16.5 في المائة، مسجلا أدنى مستوى إغلاق له منذ أكثر من عامين، عند مستوى 5896 نقطة. أما في السعودية، فواصل المؤشر انهياره، وأغلق مع نهاية تداولات الثلاثاء متراجعاً لأكثر من سبعة في المائة، بعدما فقد نحو 472 نقطة، ليصل إلى مستوى 6253 نقطة، وسط تداولات هزيلة.