إختتم زيارته للسعودية بتفاؤل حذر
لقاء براون مع السعوديينلم يحدد موقفًا واضحًا تجاه دعم صندوق النقد

محمد العوفي من الرياض
إنتهى لقاء وزير الوزراء البريطاني غوردن براون مع المسؤولين السعوديين دون إعلان أو تحديد موقف واضح تجاه مساعي رئيس الوزراء البريطاني لجلب استثمارات ولطلب المساعدة بشأن أسعار النفط وتمويل صندوق النقد لمساعدة الدول المتضررة من الأزمة المالية العالمية. ففي الوقت الذي إلتزمت فيه الحكومة السعودية الصمت دون تحديد موقفها تجاه المطالب البريطانية، على الرغم منإظهار تعاطفها مع المتضررين من الأزمة المالية العالمية، أفصح براون عن تفاؤل بعيد في السعودية، إذ ربط مساهمة السعودية في الصندوق بعد بعض الوقت، في إشارة إلى أن مطالبه لم تنل الموافقة الفورية وتحتاج إلى الدراسة، حيث قال إنه يعتقد أن السعوديين سيساهمون ليكون لدينا صندوق اكبر على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن إيرادات الدول المنتجة للنفط تجاوزت تريليون دولار، وأنها في مركز يسمح بالمساهمة.quot;


وحث رئيس الوزراء البريطاني الدول صاحبة الموارد المالية الكبيرة مثل دول الخليج النفطية على المساهمة في تسهيل جديد لصندوق النقد الدولي لمساعدة الاقتصاديات التي تعرضت للضرر، وقال إنه يتوقع أن تساهم السعودية لاحقًا.

إلى ذلك أشار الخبير الاقتصادي الدكتور إحسان بو حليقه إلى أن مطالب رئيس الوزراء البريطاني تحتاج إلى بعض التأمل والتروي قبل تحديد الموقف تجاهها لاسيما أن هذه المطالب تأتي في الوقت الذي تعاني فيه دول الخليج من تراجع إيراداتها لانخفاض أسعار النفط، فالدول الخليجية التي شملتها زيارة بريطانيا (السعودية، وقطر، والإمارات) تخسر يوميًا ما يقارب نصف مليار دولار جراء ذلك الانخفاض، إلى جانب أن تلك الدول ستتأثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة من الأزمة العالمية الحالية. وإن هناك دول جوار عربية وإسلامية ترتبط بعلاقات جوار وروابط إسلامية وعربية مع دول الخليج ستتأثر بالأزمة المالية وستحتاج إلى مساعدة تلك الدول.


وأضاف أن هذه الدول الثلاث جميعها دول أعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، وأوبك لديها صندوق أوبك للتنمية يقدم المساعدات للدول المحتاجة والمتضررة، إضافة إلى أن السعودية ستشارك في قمة العشرين التي ستعقد في 15 نوفمبر الجاري في واشنطن وقد تعلن موقفها هناك.

وفي السياق ذاته اقتصر لقاء رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الذي اختتم زيارته المملكة مع رجال الأعمال السعوديين على الحديث عن متانة النظام المصرفي السعودي والترحيب برجال الأعمال السعوديين الذي سيزورون بريطانيا الشهر الجاري.

وامتدح براون في اللقاء الذي نظمه مجلس الغرف السعودية ممثلا بمجلس الأعمال السعودي البريطاني النظام المصرفي السعودي، مشيراً إلى أنه يختلف عن الأنظمة الأخرى مستشهداً بعدم تأثره بالأزمة المالية العالمية.

ورحب براون في خطاب ألقاه اليوم برجال الأعمال السعوديين الذين سيزورون بريطانيا خلال الفترة من 9 و 15 نوفمبر المقبل، لافتاً إلى إنهم يسعون إلى تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين خاصة في مجالات الاستيراد والتصدير، وأن حجم التبادل التجاري بين المملكة وبريطانيا في نمو مضطرد، وهومؤشر لنجاح سياسات التعاون بين البلدين.


وفي اتصال لـ quot; إيلافquot; مع الأمين العام لمجلس الغرف السعودية الدكتور فهد السلطان سؤاله حول ما إذا كان لقاء رئيس الوزراء البريطاني مع رجال الإعمال السعوديين يتضمن دعوة رجال الأعمال السعوديين للاستثمار وضخ سيولة في الأسواق الأوروبية والعالمية التي تعاني من نقص كبير في السيولة، أوضح في إجابة مقتضبة أن اللقاء لم يخرج عما قاله رئيس الوزراء البريطاني في كلمته.

يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إنه يتوقع أن تساعد السعودية في تمويل صندوق النقد الدولي في إطار تحركات لضمان أن يستطيع الصندوق إنقاذ اقتصاديات تعصف بها أزمة مالية عالمية.. وتعلق كثير من الدول المتضررة آمالاً كبيرة على صندوق النقد الذي كان يمتلك 201 مليار دولار من الأموال القابلة للإقراض بحلول 28 أغسطس، وعرض تقديم أموال لأيسلندا وأوكرانيا والمجر وروسيا البيضاء لمساعدة اقتصاد هذه الدول على مواجهة الأزمة. وتجري دول أخرى عديدة محادثات للحصول على تمويل.

وسيجتمع براون مع زعماء عالميين آخرين في قمة في واشنطن يوم 15 نوفمبر تشرين الثاني للضغط من اجل إصلاح النظام المالي.