التجار يتحملون فرق الأسعار دون تلقي تعويضات

مصانع الحديد السعودية تخفض أسعارهاغدًا 700 ريال

مشعل الحميدي من الخبر
بعد تخفيض سابك لحديد التسليح بمقدار775 ريال للطن على جميع المقاسات يوم الاثنين الماضي وفي الوقت الذي أرسلت فيه بعض المصانع الوطنية خطابًا إلى الموزعين برفع الأسعار 95 ريالاً على الطن والمحافظة على هامش الربح عند 4 في المئة، فقد أبلغت بعض المصانع الوطنية موزعيها عن تخفيض أسعار حديد 700 ريال تقريبًاإبتداء من يوم السبت القادم، وذلك على قرار ما فعلت سابك ويأتي هذا القرار بعد توقف الكثير من الموزعين عن الشراء بالأسعار الحالية والتي تزيد عن أسعار سابك بـ 800 ريال تقريبًا من تلك المصانع واختيارهم لمصنع سابك فقط .
وأشار مصدر في إحدى مصانع الحديد لـ quot;إيلاف quot; أن التجار الحديد في المملكة أجبروا على بيع جميع أنواع الحديد بالسعر نفسه قبل أن تعلن المصانع الأخرى عن أي تحرك جراء الانخفاضات المتتالية في الأسعار وخصوصًا بعد تخفيض سابك الأخير، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن بعض المصانع تكبدت خسائر تجاوزت 4 مليار دولار (16 مليار ريال) جراء تلك الانخفاضات.
وأوضح أحد تجار الحديد بالمنطقة الشرقية لـ quot;إيلافquot; أن التجار يتحمل فرق الأسعار، وان المصانع الوطنية لا تقوم بتعويضه خلال ارتفاع الأسعار كثير من الموزعين حقق أرباح كبيرة مع أن هامش الإرباح محدد مسبقًا من قبل المصانع والتي لم تطالب بأي أرباح لمخالفة هامش الربح ولذلك عليهم تقبل قرار تخفيض الأسعار أيضًا وتحمل الخسائر مشيرًا إلى أن الوضع الحالي بالنسبة إلى المبيعات بدأ في التحسن مع إقبال الناس على الشراء بهذه الأسعار والتي تعتبر أسعار متدنية جدًا مقارنة بأعلى سعر وصل إليه الحديد خلال هذا العام ولكن يبقى أن الوضع العام غير مستقر في ترقب لنزول الأسعار أكثر بالإضافة إلى ضعف في كميات الحديد الموجودة في الأسواق.
وأشار إلى أن بعض التجار لا يزال يحتفظ بكميات كبيرة من حديد التسليح الذي تم تخزينه في الفترة الماضية على أمل ارتفاع الأسعار من جديد والتي يتوقع أن تكون مطلع 2009 حسب رأي بعض الخبراء وذلك بعد أن يتضح الوضع المالي لكثير من الشركات في الأسواق المحلية والعالمية وخاصة القطاعات المرتبطة بصناعة الحديد.
وقال ناصر الهاجري رئيس لجنة المقاولين بغرفة الشرقية أن التخفيض الذي قامت به سابك لحديدها بمقدار 775 ريالاً قد أثار حفيظة المصانع الأخرى مما اجبر بعضهم على مرجعت الأسعار التي يعمل بها وخصوصًا أن هذا النزول بالأسعار لا يفي بالغرض المطلوب في ظل المشاريع القائمة حاليا مشيرا إلى أن الأسعار العالمية قد وصلت إلى أقل من 35 في المئة من أسعار الحديد محليًا خصوصًا مع انخفاض أسعار المواد الأساسية بالعالم.
وأضاف الهاجري أنه لا بد أن تكون الأسعار الداخلية أقل من الأسعار الخارجية خصوصًا أن سابك تمتلك ميزات غير متوافرة بالشركات الأخرى من ناحية الدعم الداخلي وغيره ، ومع الأسعار الجديدة لسابك فإن الشركة تعتبر الأقل سعرا بجميع المقاسات بالسوق بين شركات الحديد الأخرى .
وقال موزعون معتمدون في المنطقة الشرقية، أن التسعيرة الجديدة ستشكل انعطافة كبيرة في الأسواق المحلية، خصوصًا أنها تعتبر الأقل بالمقارنة مع الأسعار في المصانع المنافسة ، متوقعين أن تتخذ مصانع الحديد الأخرى بالمملكة خطوة مماثلة خلال الأيام القليلة القادمة بعد قرار الشركة بالتخفيض للمرة الرابعة تقريبا ً خلال الأشهر تقريبا، وتشهد السوق المحلية هدوءاً في الطلب وترقبًا للمزيد من الخفض، في ظل تطورات الأزمة الاقتصادية العالمية، وتوقعات تأثيرها على الطلب العالمي على الحديد.