كامل الشيرازي من الجزائر: تشهد الاستثمارات الخليجية في الجزائر، في السنتين الأخيرتين، انتعاشا نسبيا مقارنة بالذي كان منذ مطلع الألفية الثالثة، ورغم التواجد الخليجي المكثف حاليا على أرض الجزائر وخوض مجموعات سعودية وإماراتية وكويتية وقطرية وغيرها في مجالات عدة، إلاّ أنّ كثير من المراقبين يعتبرون الحضور الاقتصادي الخليجي quot;محتشماquot; لاعتبارات يصفها البعض بـquot;المتداخلةquot;، في صورة معاناة مجموعات عديدة من مشكلة العقار، واصطدام أخرى بحواجز إدارية مرتبطة بـquot;البيروقراطية المتفشيةquot; هناك.
في هذا الملف، تتعرض quot;إيلافquot; إلى جوانب عدة تخص منظومة الاستثمار الخليجي في الجزائر، وتتوقف بشكل خاص عند حيثيات الحضور السعودي مقارنة بجاراتها، وترصد quot;إيلافquot; آفاق مشاريع بالمليارات تنتظر التجسيد.


ركود انقلب إلى انتعاش
تشير بيانات رسمية حديثة حصلت عليها quot;إيلافquot; إلى انتعاش طرأ على منظومة الاستثمارات الخليجية في العام الأخير مقارنة بما ظلت الجزائر تشهده منذ تسعينيات القرن الماضي، وإذا كانت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمارات، تتحدث في أحدث تقرير لها عن تنفيذ 217 مشروع استثماري خليجي خلال الفترة ما بين 2001 و2007، بينها 53 مشروع شراكة، و174 مشروع استثماري مباشر، بقيمة مسجلة بحدود 8.8 مليارات دولار، لكن خبراء يقللون من أثر القيمة المعلنة، طالما أنّها تتعلق إبراز نوايا المستثمرين وليس بمشاريع تجسدت فعليا، فعدا إنجاز برجين في الضاحية الغربية لعاصمة الجزائر من طرف المجموعة القطرية quot;الفيصل هولدينغquot;، سيتم استلامهما في غضون الفترة المقبلة، يبقى الركود صفة ملازمة لكثير من هذه المشاريع التي مست مجالات الاتصالات والفندقة ومراكز الأعمال وإنتاج الأسمدة الزراعية العالية الجودة.
وأورد quot;جمال زيريقينquot; رئيس قسم الاستثمارات الخارجية بالوكالة الجزائرية لتطوير الاستثمار، إنّ حجم الاستثمارات الخليجية التي تدفقت إلى الجزائر خلال السبع سنوات المنقضية، بلغت 227 مشروعا بحدود 6.8 مليار دولار، لكنّ المشاريع المشار إليها لم تكتمل جميعها بشكل نهائي، كما كشف quot;جمال زيريقينquot; إنّ مئات المشاريع الاستثمارية بقيمة 40 مليار دولار، لا تزال محتبسة، ولم يبدأ منها فعليا سوى 9.5 مليار دولار خلال العام 2007.
وشهدت بدايات السنة الجارية، انطلاق عشرة مشاريع بحجم استثماري إجمالي زاد عن 5.6 مليار دولار، وبين هذه المشاريع مصنع الألمنيوم الذي شُرع في إنجازه بشراكة جزائرية إماراتية وهو أضخم استثمار أجنبي مباشر من نوعه في الجزائر، حيث رٌصدت له مخصصات بقيمة 5.4 مليارات دولار، إضافة إلى مشروع حظيرة الرياح الكبرى لمجموعة quot;الإمارات الدولية للاستثمارquot; بقيمة 3 مليارات دولار، فضلا عن بدأ مجموعات سعودية في إنجاز 5 مصانع لإنتاج الخرسانة والأعمدة والبلاطات وحديد التسلح، ناهيك عن الألومنيوم والزجاج، كما شهد شهر مايو/آيار المنقضي افتتاح مجمع ''صافولا''، لمصنع زيوت المائدة بولاية وهران (400 كلم غرب الجزائر)، لقاء 140 مليون دولار، في حين دشنت المجموعة السعودية quot;الكنديquot; ذات رأس المال السعودي الأردني المشترك، استثمارات ضخمة في سوق الصناعة الصيدلانية بالجزائر بمشاريع تزيد قيمتها عن 30 مليون دولار.
والملاحظ، أنّ معظم الشركات الخليجية الناشطة بالجزائر اتجهت إلى الاستثمار في عدة مجالات على غرار العقار والطاقة والبتروكيماويات والصناعة والاتصالات. وتهدف الجزائر إلى تعزيز الاستثمارات العربية في السياحة مع منح المستثمرين مواقع إستراتجية في العاصمة والمدن الكبرى، بهدف إنعاش هذا القطاع، بينما تفضل إقامة المشاريع السكنية خارج مراكز المدينة الحيوية.
ويؤكد مستثمرون خليجيون تحدثوا إلى quot;إيلافquot; أنّ السوق الجزائرية واعدة ومغرية بفضاءاتها، حيث تتمتع بموقعها الاستراتيجي على البحر الأبيض المتوسط وتمتلك أياد عاملة مؤهلة مع سيولة نقدية، وتنفرد بكونها أهم الدول المنتجة للنفط والغاز.


الإمارات والسعودية في الصدارة
نظرة فاحصة على مجموع الاستثمارات الخليجية المسجلة في الجزائر، تجعل المرء يدرك لأول وهلة أنّ دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية تتواجدان في الصدارة، حيث تحتل الإمارات المرتبة الأولى برصيد استثماري عام بلغ 12 مليار دولار، متبوعة بالسعودية التي جلبت أكثر من 4 مليارات دولار.
بهذا الصدد، تستحوذ دولة الإمارات على قسط هام من الاستثمارات الخليجية في الجزائر، حيث تأتي في المرتبة الأولى بين الدول الأجنبية المستثمرة في الجزائر في غير قطاع البترول، بفعل سريان 30 مشروعا تنفذّها مجموعاتها بشراكات مع مستثمرين جزائريين أو أجانب.
وأبرز المشاريع الإماراتية في الجزائر، مشروع مصنع الألمنيوم لشركتي quot;مبادلة ديفلبمنت كومبانيquot; وquot;دبي ألومنيومquot; (دوبال) المحدودة، وتزيد طاقة إنتاج المصنع المذكور عن 750 ألف طن سنويا ويمثل أكبر مشروع صناعي في الجزائر، ينجزه الكونسورتيوم الإماراتي المؤلف من شركتي quot;مبادلة ديفلبمنت كومبانيquot; وquot;دبي ألومنيومquot; (دوبال) المحدودة إنجاز مركّب لإنتاج الألومنيوم، وهو أضخم استثمار أجنبي مباشر من نوعه في الجزائر، حيث رٌصدت له مخصصات بقيمة 5.4 مليارات دولار، على أن يتم إنجازه في آفاق 2012.
المشروع تنجزه مبادلة ودوبال بالتنسيق مع المجموعتين الجزائريتين quot;سوناطراكquot; وquot;سونلجازquot; المملوكتان للحكومة (يمتلك الكونسورتيوم الجزائري حصة 30% من الأسهم، بينما تعود 70% للكونسورتيوم الإماراتي)، وتحتضنه المنطقة الصناعية الجديدة بني صاف التابعة لمحافظة عين تيموشنت أقاصي الغرب الجزائري، دخل فعليا في مرحلة التنفيذ بمباشرة أشغال الحفر الأولى على مساحة أربعمائة هكتار، وتقدّر المجموعات الأربع أن يكون المركّب جاهزا بعد 48 شهرا من الآن، ويرتقب أن تصل طاقته الإنتاجية إلى حدود سبعة ملايين طن سنويا من الألومنيوم الابتدائي سنويا، بحيث ستوجه مباشرة نحو التصدير، ومن أهم مميزات هذا المشروع الضخم، اعتماد عرّابيه في إنتاج الألومنيوم على تكنولوجيا quot;دي إكسquot;، ذات الفعالية العالية، مع مراعاتها للبيئة و المحيط، إلى جانب انجاز محطة كهروحرارية بطاقة 2000 ميجاواط، إضافة إلى وحدة لتحلية مياه البحر ومرفأ بطاقة استقبال تقدر بـ1.7 مليون طن سنويا، فضلا عن منشأة لتخزين السلع الأولية المستوردة.
من جهتها، شرعت شركة quot;محاصيلquot; الجزائرية الإماراتيةquot;، لإنجاز مصنع لإنتاج الحليب بولاية تيارت (400 كلم غرب الجزائر)، ورصدت مخصصات تربو عن المائة مليون دولار لإنجاح المشروع الذي يستهدف تربية عشرة آلاف بقرة حلوب، في وقت تعتزم القدرة القابضة” الإماراتية لإقامة مشروع سياحي عقاري ضخم في منطقة “سيدي فرج” الساحلية التي تعد من أكثر المناطق السياحية حيوية ونشاطاً في العاصمة، خاصة وأنها إحدى أهم الوجهات البحرية المحببة للسياح الأوروبيين والعرب في شمال القارة الأفريقية، ويقام المشروع على أرض تبلغ مساحتها حوالي ثمانية هكتارات ويضم مجمعاً سياحياً حديثاً بمكونات ترفيهية متنوعة، ومن المتوقع أن تستثمر الشركة في مختلف القطاعات العقارية، والصناعية، والخدمية المتنوعة.
وتستعد مجموعة quot;الإمارات الدولية للاستثمارquot;، لافتتاح مصنع مختص في إنتاج كابلات الكهرباء وفقًا لأعلى مستويات الجودة العالمية في غضون العام 2013، برصيد إنتاجي سنوي بحدود 40 ألف طن من النحاس و7 آلاف طن من الألمنيوم، على أن ترتفع الطاقة الإنتاجية للمصنع إلى مستوى 40 ألف طن إلى 60 ألف طن وهو ما يعني في حال تجسيده تلبية حاجيات الجزائر من الكابلات الكهربائية وتوابعها، وذكرت مراجع إماراتية على صلة بالملف لـquot;إيلافquot; أنّ المصنع سيكون عمليًا قبل نهاية العام الجاري، لكن يبقى غلافه المالي غير معروف، علما أنّ الإمارات للاستثمار قالت في بيان رسمي إنها تنوي استثمار 1.8 مليار درهم لبناء اربع مصانع في السعودية والجزائر ورومانيا وفيتنام.
وتسعى quot;الإمارات الدولية للاستثمارquot; عبر مشروعها السياحي الضخم quot;دنيا باركquot; (تربو قيمته عن 5 مليارات دولار)، إضافة إلى مجموعة quot;الغريرquot; لمضاعفة الحضور الاستثماري الإماراتي في الجزائر، علما إنّ وزيرة الاقتصاد الإماراتية الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، كشفت في آخر زيارة لها إلى الجزائر، عن استعداد أصحاب المشاريع الإماراتيين وفي مقدمتهم مجمّع إعمار ومجموعة الغرير ومجموعة قدرة القابضة تنفيذ مشاريعهم الاستثمارية في قطاعات والصناعة وتطوير الموانئ، مؤكدة أن محفظة المشاريع الإماراتية التي ستسهر مجموعة القدرة العالمية القابضة على متابعتها والإشراف عليها، ستتجاوز 28 مليار دولار إلى غاية سنة 2010.
بالنسبة للسعودية، تشهد الجزائر حاليا تنفيذ 13 مشروعا لمجموعات سعودية بينها مشروعين مشتركين مع الحكومة الجزائرية، بقيمة تربو عن المليار دولار، وكان المستثمرون السعوديون سباقون في اكتشاف السوق الجزائرية، حيث أطلقوا مشاريعهم مباشرة بعد استعادة الجزائر لاستقرارها الأمني أواخر تسعينيات القرن الماضي، وبين المستثمرين السعوديين الفاعلين، مجموعة quot;سيدارquot; العقارية الدولية التي أنجزت سلسلة هامة من المشاريع على غرار “مركز القدس” الدولي للتجارة والأعمال وسط العاصمة الجزائرية، ويحتوي المركز المذكور بمساحة تزيد عن 160 ألف متر مربع، على 430 وحدة، وقبة سماوية على مساحة 750 متر مربع وموقف لـ 1100سيارة، وتشتغل الشركة حاليا على مشاريع سكنية عديدة، ناهيك عن مشاريع فندقية موجهة لأغراض سياحية بمدينة وهران الغربية.
وتطمح quot;سيدارquot; بلسان د/محمود زياد مديرها العام، إلى رفع قيمة استثماراتها في الجزائر إلى ملياري دولار في آفاق العام 2013، حيث وضعت الشركة أجندة طموحة لاستثمارات مستقبلية تتمثل أساساً في إنشاء قرى سياحية ومنتجعات ومرافق ترفيهية، كما تركز quot;سيدارquot; على مجموعة متنوعة من المشاريع في القطاع السياحي والتجاري تتمركز معظمها على الشريط الساحلي شمال الجزائر، وصرّح مديرها العام إنّ الكلفة الإجمالية تقدّر بملياري دولار، مبديا اهتمام سيدار بمباشرة استثمارات أخرى على مدار العشر سنوات القادمة”.
وتضاف إلى اللائحة السعودية، مجمع ''صافولا'' ومصنعه لزيت المائدة لقاء 140 مليون دولار، وصرّح quot;سامي بارومquot; الرئيس التنفيذي لـ''صافولا''، إنّ المجمّع يحاول الإسهام في تغطية الطلب المحلي من الزيوت، ضمن مخطط شامل رصد له خمس مليارات دولار لاكتساح منطقتي شمال إفريقيا وآسيا الوسطى.
ويرتقب أن يكون دور الشركات السعودية قويا، قياسا إلى إبداء شركة الإعمار القابضة لمواد البناء، نيتها إنشاء مدينة جزائرية تضاهي مدينة السادس أكتوبر في مصر، ولا تريد الإعمار القابضة، الوقوف عند هذا الحد، بل تسعى إلى توسيع نشاطاتها في الجزائر بخلق خمسة مصانع وتأسيس مجموعة مختصة بالنقل في الأعوام القادمة، وأوضح quot;فيصل إبراهيم العقيلquot; المتحدث باسم شركة الاعمار القابضة، إنّ المجموعة السعودية ستنشئ شركة quot;سي بي سي الجزائرquot; للتطوير الصناعي، وهذه الأخيرة ستتولى بحسبه، إنجاز المصانع الخمسة المشار إليها لإنتاج الخرسانة والأعمدة والبلاطات وحديد التسلح، ناهيك عن الألومنيوم والزجاج،
بالتزامن، المجموعة السعودية quot;الكنديquot; حاضرة هي الأخرى، بمشاريع تزيد قيمتها عن 30 مليون دولار، وكشف quot;محمد حسامquot; نائب مديرها العام في تصريحات خاصة بـquot;إيلافquot;، أنّ الشركة ذات رأس المال السعودي الأردني المشترك، بدأت استثمارات ضخمة في سوق الصناعة الصيدلانية بالجزائر، ويقول محمد حسام أنّ الكندي تتطلع إلى مضاعفة مخصصاتها إلى حدود 55 مليون دولار اعتبارا من السنة المقبلة، حال استكمال خطط الشركة في المستقبل المنظور.
وفي أولى خطواتها بالجزائر، دشنت شركة quot;الكنديquot; مخبرا للصناعات الصيدلانية بالمدينة الجديدة quot;سيدي عبد اللهquot; (30 كلم غرب الجزائر العاصمة)، ما يؤهلها للمنافسة بقوة على عرش سوق الدواء هناك، ومزاحمة عشرات المجموعات الجزائرية والعربية وكذا الغربية الناشطة في الجزائر، وقال quot;محمد حسامquot; أنّ مصنع الكندي سيبدأ اعتبارا من الشهر القادم في إنتاج 120 وحدة دوائية في الدقيقة، بمعدل يصل 287 مليون وحدة كل عام، ما يضعها خلف المجمع الجزائري quot;صيدالquot; المملوك للحكومة.
وأوضح محمد حسام أنّ quot;الكنديquot; استهلكت 36 شهرا في مختلف الإجراءات الإدارية والتقنية تحضيرا لاكتساحها الساحة الجزائرية، وأضاف محدثنا أنّ المجموعة السعودية مهتمة بالخوض في إنتاج سائر أنواع الأدوية والمواد الصيدلانية، مع التركيز على الأدوية الجنيسة سيما أدوية الأمراض السرطانية وعموم الأورام المستعصية.

ولأجل تجسيد مخططاتها، تعتزم إدارة quot;الكنديquot; إبرام عقود شراكة مع متعاملين خارجيين، علما أنّ الشركة السعودية تعتمد على كوادر تتمتع بخبرة كبيرة ودراية واسعة بخبايا السوق الجزائرية، حيث سبق للعديد من مستخدميها الحاللين أن نشطوا ضمن فرع شركة quot;تبوكquot; السعودية، وquot;الشركة الجزائرية السعودية للمواد الصيدلانيةquot;، ومن شأن دخول مجموعة الكندي إلى الجزائر أن يخفف من حدة أزمة الأدوية هناك تبعا لمعاناة سوق الدواء هناك من فقر في المخزون وضحالة كم الأدوية المتوافر في السوق، بجانب 50 نوعا خاصا بمعالجة أمراض مزمنة أصبحت شبه مفقودة.
من جانبها، تتطلع الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) لافتكاك موافقة الحكومة الجزائرية على الانطلاق في إنجاز أكبر مصنع للبتروكيميائيات في الجزائر وشمال إفريقيا بقيمة 4 مليارات دولار، وذكر quot;بندر الرشيديquot; المدير العام لسابك أنّ هذا المشروع سيوفر في حال إنجازه1500 فرصة عمل جديدة.
سناسكو ومشروع عقاري بـ400 مليون يورو
آخر الاستثمارات السعودية في الجزائر، كان محوره شركة quot;سناسكوquot; السعودية للاستثمار والتطوير العقاري، التي وقعت في النصف الثاني من شهر آب/أغسطس الجاري، اتفاقية شراكة استراتيجية مع quot;مؤسسة ترقية السكن العائليquot; وفرعها بولاية وهران الجزائرية، حيث ستشيد quot;سناسكوquot; مشروعا عقاريا ضخما يتربع على مساحة إجمالية بحدود 150 ألف متر مربع، ويتضمن ألفي وحدة سكنية ومجموعة متكاملة من المكاتب والمحال التجارية، إضافة إلى مرافق للأعمال والترفيه، بقيمة تزيد عن 400 مليون يورو، على أن تشرع سناسكو في إنجاز المشروع مع بداية الربع الثاني للعام المقبل.
وتقول إفادات، أنّ سناسكو هي أول شركة عقارية خليجية تنجح في عقد شراكة مع الحكومة الجزائرية، في ظل تعثر مشاريع مجموعة إعمار الإماراتية، وتتطلع إدارة سناسكو إلى توسيع استثماراتها العقارية في الجزائر، وعقد شراكات مع متعاملين في مجالات التخطيط والتصميم والتشييد والتدقيق والمتابعة.
في سياق متصل، تحضر كل من الكويت وقطر في الجزائر من خلال مجموعات quot;كيوتلquot; القطرية المالكة لمجموعة quot;الوطنيةquot; الكويتية للهاتف النقال، وعلامتها التجارية quot;نجمةquot; الناشطة بالجزائر، إضافة إلى كيبكو والقابضة الكويتية، هذه الأخيرة ستفتتح مصرف quot;جسور الجزائرquot;، في حين ستبدأ المجموعة الكويتية quot;هولدينج شمال إفريقياquot;، مشاريع خاصة بقطاعي الكهرباء والزراعة، بينما تريد الشركة الكويتية quot;الخليج للتأمينquot; تأسيس شركة تأمين تجارية تأخذ طابعا تكافليا يراعي الجانب الإسلامي، وأعلن quot;خالد الحسنquot; رئيس جهازها التنفيذي، عن مراهنة الشركة الكويتية على توسيع مجال استثماراتها باتجاه الخوض في المجال السياحي.

مشاريع معلقة، والسبب.. !؟

رغم الانتهاء من الدراسات التمهيدية، إلاّ أنّ عديد المشاريع الخليجية في الجزائر لا تزال معلقة، في صورة مشاريع المجموعة الإماراتية quot;إعمارquot; وهي أكبر شركة للتطوير العقاري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث لا تزال مشروعاتها الأربع متعثرة للسنة الثالثة على التوالي، رغم استفادتها من التراخيص اللازمة وإبرامها العقود مع السلطات الجزائرية، التي قدّرت قيمتها بنحو 5.5 مليار دولار.
ويقول مراقبون أنّ معضلة افتتاح مشاريع اعمار في الجزائر، مرتبطة بخصوصية طلب إعمار لقطع أراضي واسعة وفي أماكن إستيراتجية في ضواحي عاصمة الجزائر، في وقت ظلت مصادر إعلامية محلية تركّز على quot;مماطلات بيروقراطيةquot; من لوبي متنفذ قد تكون وراء ذلك، بينما واظب مسؤولو ''إعمار'' من شأن العقبات التي تعترض استثماراتها في الجزائر وسط جولات مكوكية قادت رئيس ''إعمار'' محمد علي العبار إلى الجزائر، وقيل وقتئذ إنّ ما تواجهه ''إعمار'' في الجزائر ''أقل بكثير'' مما يعترض الشركة لإطلاق وحداتها للتطوير العقاري في كل من مصر وسوريا، وتحدثت شائعات قوية قبل أشهر عن تعثر خطة إعمار التوسعية في الجزائر، ما دفع بسلطات الأخيرة إلى التشديد في أكثر من مناسبة على أنّ مشاريع المجمع الإماراتي تسير في الاتجاه الصحيح، وتحجم الحكومة الجزائرية كما إعمار عن ذكر تاريخ محدد لانطلاق مشاريع إعمار، حتى وإن أسرّت مصادر على صلة بالملف على أنّ الانطلاقة قد تكون بنهاية العام الجاري.
وجهزت ''إعمار'' تصاميم تقول الشركة إنها تناسب مدن متوسطية بوزن الجزائر، من خلال مجموعة متكاملة من القرى السياحية في ضاحيتها الغربية ومنشآت ترفيه ووحدات سكنية حديثة متميزة عن تلك التي طرحها مطورون عقاريون في السوق المحلية، بهذا الصدد، صرّح العبار في وقت سابق أنّ أفكار مجموعته المبتكرة من شأنها الإسهام في تغيير الوجه العمراني المتقادم للجزائر منذ استقلالها قبل 46 سنة، مع الإشارة أنّ الجزائر تشكل بمنظار خبراء أكبر سوق ناشئ للعقارات، بما سمح باستقطاب أكثر من متعامل محلي وأجنبي، تبعا للطلبات المتزايدة على ربع مليون وحدة سكنية، وحاجة البلد إلى سد عجز تقدره جهات مختصة بما يربو عن المليون وحدة سكنية.
وتتضمن مشاريع إعمار الأربعة للتطوير العقاري والمجال السياحي في الجزائر، مخطط سمي quot;جون الجزائرquot; لتغيير ملامح عاصمة الجزائر، من خلال تطوير الواجهة البحرية لمدينة الجزائر، حيث يهتمّ بإعادة تهيئتها وإقامة بنايات عصرية على طراز البنايات التي تزيّن مدينة دبي، حيث يسعى المجمع لإنشاء فنادق راقية وأبراج للأعمال وعمارات سكنية من النوع الممتاز ومحلات تجارية عصرية ومساحات للفسحة والتسلية.
أما المشروع الثاني فيخصّ إنشاء مدينة سياحية وأخرى للصحة بالعاصمة مرتبط بمشروع مركب سياحي بشاطئ quot;العقيد عباسquot;، فضلا عن مشروع مدينة الحظيرة المعلوماتية في منطقة quot;سيدي عبد اللهquot; الواقعة على بعد 25 كيلومتراً جنوب غرب الجزائر، وتبلغ مساحتها 90 هكتارا، وقدّمت إدارة إعمار مشروعا رابعا يحتوي على مخطط كامل لمراكز تجارية ومناطق سكنية وشقق فاخرة وجامعات.
ولاعتبارات غير معروفة، جرى إسقاط مشروع خامس كان مبرمجا انجازه من طرف إعمار، ويتضمن جعل المحطة المركزية للسكك الحديدية quot;الآغاquot; بوسط عاصمة الجزائر القطب الأهم في المواصلات بالمدينة الأولى في البلاد، مع الإشارة أنّ المحطة المذكورة تستقبل 80 ألف مسافر يوميا، وكان مبرمجا إحاطة المحطة المذكورة بعدد من المرافق الضخمة بينها فندق فخم للمسافرين وثلاثة أبراج من 9 و 15 و 18 طابقا ومركز تجاري ضخم.
كما لا يزال مشروع المجموعة الإماراتية quot;مصرف السلامquot; لتأسيس مصرف إسلامي في الجزائر برأسمال مدفوع بقيمة مئة مليون دولار، متوقفا رغم تحصيل رخصة لاقتحام سوق السندات الإسلامية هناك.