خلف خلف من رام الله: زعم فحص حديث أجرته سلطة المياه الإسرائيلية أن استهلاك المياه من مصادر طبيعية في إسرائيل هو الأقل منذ حرب الأيام الستة عام 1967، وذلك رغم ازدياد عدد السكان أكثر من الضعف. ويتهم خبراء المياه في العالم إسرائيل بالشروع منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية بزيادة قدرتها على نهل المياه، وبخاصة الجوفية منها.
وبحسب سلطة المياه الإسرائيلية فأن تقليص استهلاك مصادر المياه الطبيعة، يعود بالدرجة الأولى للارتفاع الكبير في استخدام المياه العادمة المطهرة للري الزراعي. ففي السنوات الأخيرة توفر بعض الاستهلاك أيضا من خلال تفعيل منشأتين كبيرتين لتحلية مياه البحر. كما يشير الفحص الجديد.
ورغم ذلك توجد إسرائيل في أزمة شديدة لأنها لعدة سنوات من الجفاف خلقت في العقدين الأخيرين وضعا من التردي المتواصل في مستوى بحيرة طبريا والمخزونات الجوفية، رغم أن الاستهلاك العام للمياه لم يزدد، كما تقول صحيفة هآرتس التي نشرت الفحص الذي أجرته سلطة المياه.
وبحسب معطيات قسم الاستهلاك في السلطة، فان استهلاك المياه الطبيعية السنوي في العام 1967 كان 1.4 مليار متر مكعب. وبالمقابل، ففي العام 2006 بلغ 1.23 مليار متر مكعب. باقي المياه، نحو 600 ألف متر مكعب توفرت من خلال تطهير المياه العادمة ومنشآت التحلية. ويقول المسؤول عن معالجة موضوع المياه مع الفلسطينيين والأردنيين، باروخ نجار: quot;هذه المعطيات تدحض الزعم بأننا شرعنا في الحرب كي نستغل المزيد من المياهquot;.
ويتطرق نجار إلى ما قاله في مقابلة مع quot;هآرتسquot; الشهر الماضي الهيدرولوجي الألماني، كلمنس مسرشميدت، الذي يعمل مستشار لمشاريع المياه للفلسطينيين في المناطق. وكان مسرشميدت قال إنه quot;كي تستهلك إسرائيل كل كمية المياه التي تستهلكها، يتعين عليها أن تبعدها عن جيرانها وعن الشعوب التي تحتلها: لبنان، الأردن والمناطق المحتلةquot;.
بالنسبة لبعض معطيات استهلاك المياه الطبيعية للفرد، تتبين معطيات مفاجئة أخرى وهي أن الاستهلاك في إسرائيل انخفض من 508 متر مكعب للفرد في العام 67 إلى 170 متر مكعب اليوم. هذه المعطيات تعكس أيضا التغييرات في الزراعة وذلك لأنه يوجد في الاستهلاك البيتي ميل ارتفاع في استهلاك المياه.
واستخدام المياه العادمة للري الزراعي يؤثر أيضا على المفهوم القائم في توفير المياه. ففي مؤتمر للاتحاد الإسرائيلي للمياه عقد الشهر الماضي قال رئيس سلطة المياه البروفيسور اوري شني أن استهلاك المياه المنزلي الإسرائيلي quot;معقول جداquot;. وبزعمه، معظم المياه المستهلكة في المنازل تصل إلى الري الزراعي ولا تبذر، ولكن هذا ليس الوضع في حالة ري الحدائق، ولهذا فان هذا هو الوسط الذي يجب إجراء عمليات التوفير الأساس فيه.
ويذكر أن إسرائيل تتحكم في جميع مصادر المياه في الأراضي الفلسطينية، ويقول الخبراء الفلسطينيون إن هذه السياسة تسببت في استنزاف المياه الجوفية الفلسطينية، حيث إن المستوطن الإسرائيلي يفوق استخدامه للمياه بـ 16 ضعف استهلاك المواطن الفلسطيني، كما أن نصيب الفرد من المياه في قطاع غزة يقل عن 90 لترا في حين أن نصيب الفرد في إسرائيل يصل إلى 350 لترا للفرد، وحسب منظمة الصحة العالمية، فان الحد الأدنى لنصيب الفرد هو 150 لترا.
وبحسب تقرير لمركز الميزان لحقوق الإنسان نشر مؤخراً فأن المستوطنات الإسرائيلية تلعب دوراً رئيسياً في تلويث مياه الخزان الجوفي في الأراضي الفلسطينية، حيث إن جزءا من مياه الصرف الصحي الناتجة عن المستوطنات الإسرائيلية تتسرب إلى الأودية والأراضي الزراعية المجاورة، وتتسرب من خلال التربة إلى خزان المياه الجوفي، الأمر الذي يؤدي إلى تلويث المياه الجوفية والتسبب في أضرار خطيرة على البيئة والزراعة وصحة الإنسان، فضلاً عن أن حوالي 34في المئة من المياه العادمة غير المعالجة والناتجة عن نشاط المستوطنين في الضفة الغربية يتسرب بعضها مباشرةً إلى الأودية.
- آخر تحديث :
التعليقات