قبول الهاجري من جدة: تسرع قرية ثول،غرب السعودية،الخطى منذ عام 2007 لتعود جغرافياً وإقليمياً ضمن حمى مدينة رابغ والتي انفصلت عنها إدارياً منذ 1987 لتصبح ضمن صلاحيات مدينة جدة.وذلك بعمليات ترقيع طبيعية لتكون ثول متاخمة لامتداد رابغ بحلول صيف 2009 عبر ردم مساحات واسعة من البحر ورصف أكوام من التراب وصقل بضع تلال صخرية في المنطقة الفاصلة بين القرية والمحافظة.
جانب من قرية ثول الماضيه في طريق المستقبل
وليس ذلك كله خطاً تاريخياً أو تعديلا هندسيا يسمح بإعادة رسم الحدود مجدداً، بل هو نقلة مدروسة تحتسب لـ quot;ثولquot; تاريخياً وجغرافياً بعد أن وقع عليها الاختيار لتصبح مقراً يحتضن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والمقرر انتهاء الإنشاءات فيها بحلول سبتمبر 2009.وبحسب المعلومات المدرجة في موقع بلدية ثول فإن هذه البلدة كانت تتبع أمانة محافظة جدة منذ عام1987بعد أن كانت في السابق تتبع لبلدية رابغ.
وتبعد هذه البلدة نحو 90 كيلومتراً عنشمال مدينة جدة،وتبلغ مساحتها نحو 600 كيلومتر،في حين يبلغ عدد سكانها نحو 15 ألفاً.
وتشتمل البلدة الصغيرة على تسع حارات صغيرة وعدد صغير من المحال التجارية التي توفر بعض السلع الاستهلاكية الأساسية لسكان البلدة المعتمدين بشكل أساسي على ما يتوفر لهم من صيد السمك.
ويُفرق quot;تكتلquot; المباني الشعبية القديمة بضع عمائر سكنية حديثة،يتميز في وسطها مبنى بلدية ثول quot;الزجاجي المظهرquot;وquot;الكلاسيكي الطرازquot; والذي حسب ما يتناقله شباب البلد أنه أسس على نفقة أبائهم الذين تبرعوا من أجل إظهار هذه الدائرة الحكومية بشكل لائق.
إلا أن هذه البساطة سرعان ما ستتبدل بعد عدة أشهر وستظهر مرافق quot;أضخمquot;و quot;أكبرquot; لتكون معالم بارزة ليس على نطاق محلي فحسب بل على نطاق عالمي أيضاً.
ومن قلب ذلك quot;المبنى الزجاجيquot; يتم التوجيه ليجري العمل على تنفيذ جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بمساحة 36 مليون متر مربع.،وإنشاء قرية سياحية خاصة،وتوسعة الشارع الرئيس للبلدة،وتنفيذ مخططات المنح،ودراسة مشروع مرسى الصيادين ،و إنشاء مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي،و دراسة ترميم وتأهيل المحلات الطينية المهجورة وآبار ري الحجاج التاريخية.
سحر المتخصصة بالكيمياء تقولquot;أعمال الإنشاء والتشييد قلبت هدوء ثول إلى ترسانة عمل لا يهدأ ضجيجهاquot;وتشير أثناء حديثها لـquot;إيلافquot; إلى أن عمليات التأسيس للجامعة أحدثت فرقاً كبيراً في
الصورة القديمة للبلدة.وقالتquot;كتيبة من الرافعات تقوم بمعالجة وتحسين التربة لجعلها ملائمة لمواصفات المشروع،كما أن هناك عمليات ردم على الواجهة البحرية للمشروعquot;
ولم يقتصر التغيير على هوية البلدة فقط بل حتى على هوية سكانها الذين أضحوا مستثمرين بعد أن كانوا صيادين لا يتجاوز تفكيرهم قوت يومهم. ومن أمثلة ذلك فهد الحربي الذي ترك منزله الشعبي،الشبه متهالك،وذهب إلى مدينة جدة ليدفع نحو أربعة الاف وخمسمائة دولار أميركي ثمن
إيجار شقة صغيرة مقابل نحو عشرة الالف وخمسمائة دولار أميركي يجنيها منتأجير منزله في البلدة لمجموعة من عمال التشييد في مشروع الجامعة.
فهد ليس الوحيد الذي فعل ذلك،فالبلدة الآن شبه خالية من سكانها الأصلين الذين نزحوا إلى جدة ورابغ بغية عرض أملاكهم للإيجار،مستفيدين بذلك من حاجة عمال شركات البناء والتشييد إلى سكن في ظل انعزال البلدة عن المدن الكبيرة.وبحسب جولة quot;إيلافquot; فإن المنازل التي كانت تؤجر شهرياً بنحو 66-106 دولارات تضاعفت قيمتها نحو عشر مرات،و في أحسن الحالات لم تكن الإيجارات السنوية تتجاوز الألف وخمسمائة دولار سنوياً إلا أنها قفزت حالياً إلى نحو ثلاثة عشر ألف دولار سنوياً.
*الصور خاصة بإيلاف خلال تجولها في البلدة