لندن: قال رئيس وكالة الطاقة الدولية يوم الاثنين إن الطلب العالمي على النفط يتراجع بأسرع مما كان يعتقد في السابق وذلك بسبب ضعف الاستهلاك في بعض الدول المستهلكة الرئيسية. وأضاف نوبو تاناكا أن الوكالة قد تواصل خفض توقعاتها لنمو الطلب على النفط داعيا الى quot;ثورة طاقةquot; لمواجهة أزمة ارتفاع اسعار الخام كما دعا الدول التي تدعم أسعار الطاقة في أسواقها الى تغيير سياستها.

وقال تاناكا خلال قمة رويترز للطاقة quot;نقول اننا ربما نشهد مزيدا من تباطؤ الطلب في تقرير يونيو (حزيران). لا أدري كم سيكون حجم التراجع. quot;نعتقد أن الطلب يتباطأ ولاسيما في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.quot;

وتشير التقديرات الحالية للوكالة التي تقدم المشورة لسبع وعشرين دولة صناعية الى نمو الاستهلاك بمقدار 1.03 مليون برميل يوميا في عام 2008 نزولا من تقديرات في يوليو حزيران من العام الماضي بلغت 2.2 مليون برميل يوميا. ومن المقرر صدور التقرير التالي للوكالة عن سوق النفط والذي يشمل أحدث توقعات الامدادات والطلب في العاشر من يونيو. ورغم زيادة الاسعار لم يصل تاناكا الى حد دعوة منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) لزيادة الانتاج. لكنه قال ان هناك ضرورة الى quot;ثورة طاقةquot; من أجل خفض الطلب لمواجهة ثالث أزمة طاقة عالمية في 35 عاما. وقال ان أزمة سعر النفط الحالية فريدة من نوعها لأن الطلب ظل قويا رغم ارتفاع الاسعار فوق 135 دولارا للبرميل قبل نحو أسبوعين.

وعلى النقيض من ذلك انخفض الاستهلاك العالمي عقب حظر تصدير النفط العربي في عام 1973 والثورة الايرانية في عام 1979 مع تحول الدول الى محطات للكهرباء ووسائل للنقل أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة. وقال quot;نمر بأزمة طاقة ثالثة. ينبغي أن يكون ردنا هو ثورة طاقة. يتعين أن نغير تماما جانب الطلب من خلال الكفاءة والتكنولوجيا الجديدة.quot;

وتتوقع الوكالة زيادة الطلب العالمي هذا العام حيث سيعوض الاستهلاك في دول الاقتصادات الصاعدة التباطؤ في الولايات المتحدة وأوروبا. وأضاف quot;الطلب قوي جدا في الصين والهند والشرق الاوسط. لا نلحظ أي مؤشر على التباطؤ.quot; وقال تاناكا ان دعم أسعار الوقود في الصين والهند والشرق الاوسط كلف 50 مليار دولار في العام الماضي وقد يزيد كثيرا في 2008 اذا ظلت أسعار النفط مرتفعة. وأضاف أن احتمال تضاعف الدعم الى 100 مليار دولار quot;ليس افتراضا غير معقولquot;. وقال quot;في حالات كثيرة سيصبح هذا عبئا اقتصاديا غير قابل للاستمرار.quot; مضيفا أنه سيرحب بأي تغيير بشأن سياسات الدعم. وتستشعر دول اسيوية أصغر مثل اندونيسيا وتايوان وسريلانكا وبنجلادش عبء ارتفاع اسعار النفط وعمدت الى رفع أسعار الوقود أو تعهدت بذلك.

وقال تاناكا quot;اذا أوقفت (دول الاقتصادات الصاعدة) دعم الاسعار أو السيطرة عليها فهذا يوجه رسالة قويةquot; مضيفا أن هذا سيؤثر حتما على الطلب. وتابع quot;نوصي تلك الدول دائما بأنه ينبغي عليها الاعتماد على قوى السوق للسيطرة على مستوى الطلب. سيتعين عليهم عاجلا أم اجلا تغيير سياستهم.quot;