طلال سلامة من روما: يأتينا هذا العام بمستجدات من شأنها تعزيز الزواج بين التكنولوجيا وطرائق التبسيط. اعتباراً من شهر مارس(آذار) القادم، سيضع مصرف باركليز تحت تصرف المستهلكين الأوروبيين بطاقة دفع جديدة، تخول العملاء دفع 10 جنيه إسترليني(11 يورو تقريباً) كحد أقصى في كل مرة، مقابل شراء صحيفة أم دفع ثمن فنجان قهوة مثلاً. فالعديد من الأوروبيين اليوم يجدون انزعاجاً من التجول بسنتات اليورو المعدنية الصغيرة. كما أن الكثيرين منهم يجدون صعوبة في إرجاع أرقام بطاقات الدفع السرية الى ذاكرتهم في الوقت المناسب. لذلك، يروج مصرف باركليز بطاقة سحب مباشر(من الحساب المصرفي) من نوع quot;كونتاكتليسquot; (Contactless) أي تلك التي يكفي تقريبها من جهاز القراءة المغنطيسي، من دون إدخالها فيه أم التعريف عن الرقم السري.
للآن، هناك أربع دول ستعتنق نظام الدفع الجديد هذا، الذي يسمح بدفع مبالغ بسيطةً، هي بريطانيا وإسبانيا وتركيا وسويسرا. أما ايطاليا فما تزال على لائحة الانتظار لكن المصرف البريطاني، وله فروعاً عدة هنا، يتحرك لتسويق هذه البطاقة في العام القادم. ومن المتوقع أن يستعمل 5 مليون مستهلك أوروبي طريقة الدفع quot;غير اللمسيةquot; لغاية نهاية العام الجاري. في الحقيقة، تعاني ايطاليا من نقص ثقافة العملة الافتراضية(الإلكترونية) لكن السوق العالمية تتجه من دون شك الى العوالم الرقمية والإلكترونية. ما يعني أن العملة الورقية مصيرها الموت، في النهاية. وتستفيد المصارف المركزية من العملة الافتراضية كونها تنجح في قطع أكلاف تلك الورقية المطبوعة. كما ينجح خبرائها أكثر في مراقبة كميات هائلة من الأموال، بصورة مباشرة، بهدف مكافحة تزوير العملات. بإيطاليا خصوصاً، تدعم حركة التداولات بالعملات الورقية البنى الاقتصادية المخفية على الحكومة، أين يتم تجنيد المحتاجين للعمل بالأسود دون دفع الضرائب. لذلك، فان العملة الافتراضية ستكون بديلاً عملياً جيداً لكل ما هو متداول من أوراق مالية في أيدي المستهلكين.
على الصعيد الأوروبي، يعتبر مصرف باركليز الأول الذي يساهم في تثوير طرائق الدفع المباشر. هكذا، يستطيع المستهلكون ادخار دقائق ثمينة، في اليوم، لأن عملية السحب المباشر تتم في غضون ثوان معدودة وفي حال سرقتها فان السارق لن يستفيد من المبلغ الائتماني داخلها أبداً. فبعد مرتين من دفع مبلغ، أقصاه 11 يورو، تطلب البطاقة من صاحبها إدخال الرقم السري. بالطبع، يتمكن العميل من دفع مبالغ أعلى من هذا السقف(11 يورو) إنما عليه التعريف عن رقمه السري مما يحول هذه البطاقة الى أخرى ائتمانية تقليدية.
لاستعمال بطاقة السحب المباشر quot;كونتاكتليسquot; الجديدة يكفي تقريبها من القارئ المغنطيسي الذي ستتجهز المتاجر به. ويتم تأكيد نجاح الصفقة التجارية عن طريق إشارة صوتية بسيطة ورسالة قصيرة تظهر على شاشة الجهاز. لغاية اليوم، ثمة ثمانية آلاف متجر ببريطانيا وصل إليها هذا الجهاز، وحتى شهر مارس(آذار) القادم من المتوقع أن يتفشى هذا الجهاز، على نحو فيروسي، في معظم المتاجر ببريطانيا.
ويراهن مصرف باركليز على ترويج هذه البطاقة ليضحي استخدامها الأكثر شعبية. فالمستهلك من خلالها يشتري أغراضاً رخيصة التكلفة، في وقت قصير وأمن تام. وتشابه طريقة الدفع الجديدة تلك التي تتمايز بها بطاقتي (payWave) التابعة لشركة quot;فيزاquot; و(PayPass) التابعة لشركة quot;ماستركاردquot;. على عكس الأخيرتين، فان بطاقة مصرف quot;باركليزquot; خاصة بالمستهلكين الأوروبيين، أي أنها لن تصل قريباً الى أميركا وكندا.
- آخر تحديث :
التعليقات