لندن: انخفض النفط نحو دولار مقتربا من 45 دولارا للبرميل يوم الاثنين بعد أن رجحت كفة التوقعات بتفاقم التباطؤ الاقتصادي العالمي وارتفاع الدولار على كفة أدلة على خفض أعضاء اوبك للانتاج.

وقال مسؤول في صندوق النقد الدولي يوم الاحد ان الصندوق سيخفض مرة أخرى توقعاته للنمو العالمي في 2009 الى ما بين واحد و 1.5 بالمئة مقارنة مع التوقعات السابقة بنمو نسبته 2.2 بالمئة وذلك مع تدهور الظروف الاقتصادية.

ويرتبط الطلب على النفط ارتباطا وثيقا بالنمو الاقتصادي ويتكهن كثير من الاقتصاديين الآن بتراجع استهلاك الطاقة هذا العام مع سقوط معظم الاقتصادات الكبرى في براثن الكساد.

وانخفض سعر الخام الأمريكي الخفيف في عقود مارس اذار 1.22 دولار الى 45.25 دولار للبرميل قبل أن ينتعش الى نحو 45.50 دولار بحلول الساعة 0844 بتوقيت جرينتش. وقد ارتفع العقد 80 ر2 دولار أو 6.41 بالمئة الى 46.47 دولار يوم الجمعة.

وتراجع سعر مزيج برنت 1.00 دولار الى 47.37 دولار للبرميل.

وقال كريستوفر بيلو السمسار في باخ كوموديتيز في لندن quot;السوق تشهد تصحيحا نزوليا بعد الارتفاع الحاد يوم الجمعة. وتتحرك السوق أساسا في نظاق ضيق حيث توازن تخفيضات انتاج اوبك الطلب الضعيف.quot;

وكان حجم النشاط في أسيا يوم الاثنين محدودا بسبب العطلات التي أغلقت معظم المراكز الرئيسية لتجارة النفط في المنطقة عدا اليابان.

وقال محللون ان النفط يتحرك مرة أخرى بشكل معاكس للدولار الامريكي الذي ارتفع نحو واحد بالمئة أمام اليورو ليقترب من أعلى مستوى في ستة أسابيع الذي بلغه يوم الجمعة بعد أن دفعت بيانات ضعيفة من بريطانيا ومنطقة اليورو المستثمرين الى الاقبال على شراء العملة الامريكية كملاذ آمن.

وجاءت مكاسب النفط يوم الجمعة التي بلغت دولارين بعد أن أشارت تقديرات لمؤسسة بترولوجيستكس الاستشارية الي ان انتاج اوبك سيهبط بمقدار 1.55 مليون برميل يوميا في يناير كانون الثاني في اطار مساعي المنظمة للتقيد بتخفيضات قدرها 2.2 مليون برميل يوميا تم الاتفاق عليها في ديسمبر كانون الاول

ويخفض أعضاء اوبك الانتاج في رد فعل على هبوط أسعار النفط بأكثر من 100 دولار منذ أن سجلت أعلى مستوى لها على الاطلاق فوق 147 دولارا للبرميل في يوليو تموز الماضي.

لكن المخاوف بشأن متانة الاقتصاد العالمي وتأثيره على الطلب العالمي على الطاقة وأدت موجة الصعود.

كما أظهرت بيانات اقتصادية قاتمة الاسبوع الماضي تفاقم التباطؤ الاقتصادي العالمي حيث أكدت بيانات أول كساد في بريطانيا منذ عام 1991 في حين ارتفعت البطالة في اسبانيا الى أعلى مستوى في تسع سنوات.

ولم يستبعد كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الاحد أن تكون هناك حاجة لمزيد من الاموال لاعادة الاستقرار الى النظام المالي الامريكي مع تفاقم خسائر البنوك بتأثير الكساد العميق